من أين تأتي البركة ؟

السوسنة - خلق الإنسان بعمر محدود وقوة محدودة ومال محدود، ولكنه يسعى دوماً للحصول على المزيد من كل شيء، وهذه فطرة فطره الله عليها، إذ حبب إليه الاستزادة من الخير والسعي لكل عمل يحقق له طول العمر أوالغنى أوالمزيد من القوة، وقد يلجأ البعض إلى الطرق الملتوية والخاطئة لإشباع هذه الرغبة، إلا أن الله سبحانه وتعالى أوجد ما يشبع هذه الرغبة في حياة المرء المسلم، وأرشده إلى الطريقة الصحيحة التي تحقق له الاستزادة من الخير في الدنيا والآخرة، وهذا ما يسمى بالبركة.
 
والبركة هي خير من الله يثبت في الشيء فيزيد من قيمته، فهي إذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير زاد نفعه، فقد وعد الله عباده الصالحين ببركة في أعمارهم، وأموالهم وأعمالهم إن هم أطاعوه وعملوا بما أمرهم، وللبركة في حياتنا العديد من المصادر التي دلنا عليها ديننا في الكتاب والسنة، ومن هذه المصادر:
 
1. تقوى الله تعالى وإخلاص النية:
تقوى العبد لله، وجعل الأعمال الصالحة التي يعملها خالصة لوجهه الكريم، هي مفاتيح الخير كله، فقد اقترنت التقوى بالبركة وزيادة الرزق في أكثر من موضع من القرآن الكريم، فقد قال تعالى:" ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم من بركات من السماء والأرض"  الأعراف 96 ، وقال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب". الطلاق 2، 3

 
2. الاستغفار، وعدم الإصرار على المعاصي:
المعاصي تستجلب سخط الله، وتحرم صاحبها من خيري الدنيا والآخرة، وتحجب عنه البركة، لذا كان الاستغفار هو الحل لأكثر مشاكل الدنيا وهمومها، فقد قال الله تعالى:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" سورة نوح آية 10-12
 
3.  قراءة القرآن:
القرآن كلام الله، وهو كتاب مبارك، فيه من الخير والفضل الكثير ففيه الشفاء لأمراض القلوب والأجسام، فقد قال تعالى:" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " سورة ص الآية 29

4.  البسملة:
ذكر لله تعالى قبل البدء بأي عمل ، وفيه استعانة بالله على إتمامه، وحفظ للعمل من أن يكون فيه حظر للشيطان، لذا كانت البسملة خيراً وبركة.

5. الأكل مع الجماعة:
فقد روى وحشي بن حرب رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله ﷺ قالوا: "يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله، يبارك لكم فيه" رواه أبو داود.
 
 
6.  الأمانة والصدق في البيع والشراء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما " رواه البخاري
 
7.  الدعاء وطلب البركة من الله:
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطلب البركة من الله لأنفسنا ولغيرنا، فمثلاً من السنة أن نهنئ المتزوج بقولنا: "بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير" رواه الترمذي، وكذلك أن ندعو لأنفسنا قبل تناول الطعام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا، منه، فإنه ليس شيء يجزئ عن الطعام والشراب إلا اللبن" رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود

8. الكسب الحلال وعدم البخل أو الطمع في أخذ المال:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام رضي الله عنه : "يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع" رواه مسلم
 
 
9. اتباع السنة في كل الأمور:
 فهي مصدر من مصادر التشريع التي أرسلها الله إلينا لتدلنا على الخير كله أينما كان.
 
10.  الاستخارة:
 ففي دعاء الاستخارة طلب صريح من العبد لله تعالى بأن يختار له الخير ويبارك له فيه، " اللهم فإن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجله، وآجله فاقدره لى ويسره لي، ثم بارك لي فيه ..."
 
11.  شكر الله على نعمه:
فقد قال تعالى:" لئن شكرتم لأزيدنكم" سورة ابراهيم 7.
 
12.  الصدقة:
 فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مانقصت صدقة من مال" رواه مسلم

13. الاستيقاظ باكراً والانطلاق في طلب الرزق :
 فعن صخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "اللهم بارك لأمتي في بكورها" رواه أحمد 
 
14.  الصلاة:
فقد جعل الله الصلاة سبباً للمغفرة والرزق " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى" طه 132
 
15.  صلة الرحم:
فواصل الرحم له وصل من الله، ووصل الله خير وبركة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال مه؟ قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك، قالت: بلى يا رب، قال فذلك لك. ثم قال أبو هريرة فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم" رواه البخاري 
 
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة