ما حكم عمليات التحول الجنسي في الاسلام ؟

السوسنة - انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التحول الجنسي وتغيير الجنس من ذكور إلى إناث أو بالعكس، وأصبحنا نرى المتحولين جنسياً يظهرون في البرامج التلفازية ويشرحون دوافعهم ومشاعرهم التي دفعتهم لاتخاذ مثل هذا القرار، وقد ينقسم الناس في هذا بين مؤيد متعاطف، ومعارض ساخط، ولكن ما رأي الشرع في هذه المسألة؟ وكيف يجب على الناس أن يتعاملوا مع المتحولين جنسياً إن وجدوا في مجتمعاتهم؟ 
 
 
- حكم إجراء عملية التحول الجنسي للشخص مكتمل الأنوثة أو مكتمل الذكورة:
 
لا يتحدد جنس الإنسان بالعضو التناسلي الظاهر من جسمه فقط، فبالإضافة إلى الأعضاء التناسلية الخارجية، فإن هناك أعضاء تناسلية داخلية كذلك، وهي تختلف تماماً لكل من الذكر والأنثى، حيث خلق الله هذه الأعضاء لتؤهل الذكر أو الأنثى لأداء الوظيفة الطبيعية التي أرادها له.
 
 كما أن هناك اختلافاً كبيراً في هرمونات الجسم بين الذكر والأنثى، فهناك هرمونات أنثوية وهرمونات ذكرية، ولا ننسى البنية المختلفة   للجسم والتي تعتمد على التوزيع المختلف للأنسجة العضلية والدهون والتي تعطي كلاً من الذكر والأنثى الشكل المميز لجسده.
 
وتتم عملية تحويل الجنس عادة بتغيير الأعضاء التناسلية الخارجية، والحقن بالهرمونات الجنسية لفترات طويلة، لتغيير الصوت والعمل على إعادة توزيع الأنسجة العضلية والدهون وإعطاء الجسم شكلاً مختلفاً ليكون أقرب إلى الجنس المراد التحول إليه، لذلك مهما بلغت هذه العملية من الكمال والإتقان، فإنها لن تستطيع أن تحول ذكراً مكتمل الذكورة إلى أنثى مكتملة الأنوثة، أو بالعكس، وإنما ستنتج كائناً بجسد غريب غير قادر على أداء المهام الذكورية أو المهام الأنثوية بشكل كامل.
 
ومن هنا أجمع العلماء والفقهاء على تحريم عمليات التحول الجنسي لأنها تغيير لخلق الله، ولأنها تشبه للرجال بالنساء، وللنساء بالرجال.  
 
- هل هناك حالات خاصة تجوز فيها عملية تحويل الجنس شرعاً؟
تجوز عملية تحويل الجنس في حالة واحدة، وهي حالة (الخنثى) وفي هذه الحالة قد لا تكون الأعضاء التناسلية للشخص ظاهرة أو قد يمتلك الشخص أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية في نفس الوقت، وهنا يجوز أن تجرى عملية تحويل الجنس، أو بالأحرى تحديد الجنس حيث يقوم الطبيب بترجيح الجهاز التناسلي الأكثر اكتمالاً وتحديد جنس الشخص بناء عليه إن كان صغيراً، أو يحدد الجنس بحسب رغبة الشخص وميوله النفسية إن كان كبيراً، ما دامت هناك إمكانية لأن تكون أعضاؤه التناسلية الداخلية والخارجية متوافقة مع الجنس الذي يرغب في اختياره.
 
- هل يجوز تحويل الجنس بسبب شعور الشخص أو قناعته الشخصية بأنه من الجنس الأخر بالرغم من أنه مكتمل الأنوثة أو الذكورة؟
 
 

 
تعتبر هذه الحالة بحد ذاتها مرضاً نفسياً يجب العلاج منه، وقد تكمن مسببات هذا المرض في الماضي، حيث يمكن أن يكون الشخص قد تعرض لبعض الظروف السيئة عندما كان طفلاً كالتحرش والاعتداء الجنسي وغيرها، كما يمكن أن يكون السبب هو بعض المفاهيم الخاطئة والمغلوطة التي تواجدت حوله في بيئته في مرحلة ما من حياته، والتي سببت له هذه العقدة النفسية، وجعلته رافضاً لجنسه الأصلي الذي خلقه الله عليه، ولذلك وجب على هذا الشخص أن يخضع للعلاج النفسي لحل هذه المشكلة، ولا يجوز له أن يجري عملية التحول الجنسي، حيث لا تعتبر هذه الحالة النفسية مبرراً شرعياً لإجراء هذه العملية.  
 
- هل يجوز اختلاء النساء برجل متحول جنسياً على اعتبار أنه أصبح امرأة؟
 
كما أسلفنا، مهما بلغت عمليات التحول من الكمال، فإنها لا تزال ناقصة، وهذا الرجل المتحول جنسياً، حتى وإن كان شبيهاً بالنساء، فإنه لا يزال في حقيقته رجلاً، ولذا فإنه يعامل معاملة الرجل، ولا يجوز للنساء الاختلاء به، أو كشف محاسنهن أمامه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن دخول المخنثين على النساء إذا ظهر منهم تمييز وانتباه إلى جمال المرأة ومحاسنها، ولهذا فإن الرجل المتحول جنسياً أولى بهذه الطريقة في المعاملة. 
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة