حكم تأخير المرأة صيام القضاء لعدة سنوات

السوسنة - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184).

الصيام فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر، سواء كان ذكر أو أنثى، ولكن هناك موانع للصيام كالمرض والسفر، بالإضافة إلى الحيض والنفاس للنساء.

قضاء الأيام التي تفطر فيها المرأة في شهر رمضان واجبة، ولكن هناك بعض النساء تؤخر قضاء الأيام التي عليها، ولا تصومها لسنوات، فما حكم ذلك في الشرع وهل عليها فدية؟

بدوره، نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، فتواه في هذا الشأن، وأوضح رأي الشرع في تأخر المرأة في قضاء الأيام التي لم تصمها في رمضان لعذر شرعي.

وأكد عاشور، ان الفقهاء أجمعوا على مطالبة المرأة الحائض بقضاء ما أفطرته في رمضان أثناء حيضها، مستشهدا بقول السيدة عائشة رضي الله عنها:" كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ ".

وبحسب جماهير الفقهاء، لا يجبُ قضاء الأيام التي عليها، بعد انتهاء رمضان مباشرة، حيث ذهبت المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه لا بد أن يقعَ هذا القضاء على مدار العام، وقبل دخول شهر رمضان من السنة المقبلة، وإلا وجبت الفدية مع القضاء، وأما الحنفية ومن وافقهم، ذهبوا إلى انه يمكن للمرأة قضاء ما فاتها من غير تقيُّد بدخول شهر رمضان من السنة المقبلة ولا إثمَ عليها حينئذ ولا فدية، لقول الله تعالى: {فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].

وفي خلاصة الفتوى، أوضح أمين عام الفتوى، أنه ينبغي على المرأة أن تسارعَ في قضاء ما فاتها، ولها قضاء ما فاتها عن السنوات السابقة بحسب استطاعتها، ولها أن تصومها متفرقة أو متتابعة، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنْ شَاءَ فَرَّقَ وَإِنْ شَاءَ تَابَعَ"، ولا يكون عليها فدية بناء على مذهب الحنفية، وهو المختار في الفتوى.

إقرأ أيضا: 





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة