من هو الصحابي الذي كان يتمثل جبريل في صورته ؟

السوسنة - هو صحابي جليل ، وكان مضربا للمثل في حسنه وجماله ، لذلك كان جبريل - عليه السلام - يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورته ، 

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلام - قد بعثه في السنة السادسة للهجرة في الهدنة ، رسولا إلى القيصر ، فآمن القيصر حينها برسالة الإسلام وضاج عليه بطارقته .
وعندما عاد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بذلك ، فقال النبي " ثبت الله ملكه " . 



 وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرة أخرى إلى قيصر ملك الروم " هرقل " ،  وسأله القيصر عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم في نفسه صحة النبوة ، وأراد ان يسلم ، ولكن لم توافقه الروم ، وخاف حينها على ملكه فأمسك عن الإسلام .
 وهذا الصحابي هو دحية الكلبي رضي الله عنه .

 وعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان جبرائيل يأتيني على صورة دحيّة الكلبي ، وكان دحية رجلاً جميلا ً".

 وهو رجل من الأنصار ، أسلم  قبل غزوة بدر ، إلا أنه لم يشهدها ، ولكنه شهد مع رسول الله  - صلى الله عليه وسلم - غزوة أحد وما بعدها من الغزوات ، وهو زوج درة بنت أبي لهب ، بنت عم الرسول .

وبعد غزوة الخندق عاد المشركين أدراجهم خائبين منهزمين ، وبعدما طلع الصبح انصرف نبي الله صلى الله عليه وسلم عن الخندق ليرجع للمدينة ، والمسلمين كانوا قد وضعوا أسلحتهم .
ولكن في وقت الظهر ، جاء جبريل عليه السلام ، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متعمما بعمامة من استبرق ، ويركب بغلة على سرجها قطيفة من ديباج .
 فقال : أقد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ 
قال الرسول : " نعم " .
 قال جبريل عليه السلام : " ما وضعت الملائكة السلاح ، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم ، إن الله يأمرك يا محمد بالسير إلى بني قريظة ، وأنا عامد إلى بني قريظة ".
 وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منادياً ، يؤذن في الناس : " إن من كان سامعاً مطيعاً فلا يصليَن العصر إلا في بني قريظة ".

 وعند مرور رسول الله على أصحابه ، وقبل أن يصل إلى بني قريظة ، قال : " هل مر بكم أحد ؟ " 
فقال الصحابة : نعم يا رسول الله ، قد مر بنا دحِية الكلبي ، يركب بغلة بيضاء على سرجها قطيفة من ديباج .

 فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ذلك جبريل ، بُعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ، ويقذف الرعب في قلوبهم ". 


وبعد أن شارك دحِية رضي الله عنه في معركة اليرموك ، اتخذ من المزة قرب دمشق مقاماً ومسكنا له ، وبقي هناك حتى سلم الروح إلى بارئها ، وكان ذلك  في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان .