الزواج الأبيض ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع .. ما رأي الشرع به

السوسنة

الأصل في الزواج، ان يكون عقد قانوني وشرعي بين شاب وفتاة يتم بموافقة كل من أهل الزوجين ويكون علنيًا بنية العفاف والكفاف وتحقيقًا لأوامر الله ورسوله.

لكن خلال العقود الماضية انتشرت ظواهر خطيرة تحت مسمى "الزواج" تتسبب بدمار المجتمع وضياع الأسر، منها:

ظاهرة الزواج الأبيض، وهو اتفاق شفهي بين شاب وفتاة على العيش المشترك كزوجين، دون إضفاء أي صفة شرعية أو قانونية ودون إلتزام أي من الطرفين بأي حقوق أو واجبات، ولا يتم بالطرق الشرعية سواء العرفية أو الرسمية، ويختلف عن زواج المتعة.

انتشر هذا النوع من الزواج ببعض المجتمعات منها إيران، منذ عقدين تقريبا، نتيجة تحولات في قناعات ورؤى المجتمع يعتبرها علماء الاجتماع تهديدا وجوديا للحياة الأسرية والقيم المجتمعية التي انبنت عليه العائلة منذ آلاف السنين، كما ينظر إليها الآباء والأمهات ككابوس يتهدد نسلهم وحياة أولادهم.

والزواج الأبيض دخيل على المجتمع، وقد انتقل من المجتمعات الأوروبية حسب الخبراء والباحثين.

يذكر الباحثون المختصون جملة أسباب تدفع الشباب إلى اللجوء نحو الزواج الأبيض، يمكن تصنيفها إلى عوامل فكرية مثل عدم وجود القناعة بالزواج الرسمي، وحرية الاختيار، وملكية الجسد، وعوامل اقتصادية مثل تكاليف الزواج الباهظة، وعوامل نفسية مثل التهرب من المسؤولية، وعدم الثقة بشريك مدى الحياة، والرغبة في التعارف قبل الزواج الرسمي.

كما أن السلطة القضائية كسرت صمتها مؤخرا عبر تحذير أطلقه مساعد رئيس السلطة بايران بعد استخدامه "العيش المشترك الأسود" بدلا من مصطلح الزواج الأبيض، قائلا "هذا الزواج يتعارض مع الشرع والقانون، وكل من يساهم في نشره أو يعلم به ارتكب مخالفة قانونية وشرعية وساعد في نشر الفحشاء".

ويؤكد الباحثون أن الزواج الأبيض إن لم يكن كبرى المعضلات الاجتماعية التي يواجهها المجتمع اليوم فإنه يعد من أصعبها بسبب تبعاتها الكارثية على النظام الأسري والقيم الحضارية، حيث إن الأمر بات يتعدى عزّابا رجالا ونساء إلى متزوجين أصبحوا يقبلون على هذا الزواج.





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة