مسلمو إيطاليا يطلقون حملات الخير مع بدء كورونا

السوسنة – بدأ عمل الخير والتطوع في ايطاليا ينتشر بشكل واسع مع انتشار فيروس كورونا ،فمنذ بدء الحجر الصحي للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) بإيطاليا في 10 مارس الماضي -الذي أدى إلى تجميد معظم مفاصل الاقتصاد الإيطالي، وتوقف نسبة كبيرة من الإيطاليين عن العمل- اندفع كثيرون لتقديم المساعدات الغذائية لمن توقفت أعمالهم ولم يعودوا قادرين على تحصيل قوت يومهم، ومن هؤلاء أفراد مسلمون وجمعيات إسلامية على امتداد البلاد.
 
أحد هؤلاء الأربعيني بهاء المعروف بنشاطه وحيويته في حيه، والذي قرر خلال الأسبوع الثاني من الحجر الصحي أن يستمر في العمل، لكن دون مقابل، فقد بادر بداية إلى توزيع أطباق "الشاورما" على جيرانه في الحي، بعد أن فتح مطعمه مجانا للعموم تضامنا منه مع بلده الثاني، كما يقول.
 
وظهرت تداعيات وباء فيروس كورونا على الفئات الهشة من السكان الإيطاليين، خاصة الذين كانوا يعملون بطريقة توصف بأنها "غير نظامية" في السوق السوداء، أو العاملين بنظام المياومة.
 
 
وعن قيمة التحركات الخيرية الإسلامية في هذا الظرف الحساس الذي تعيشه إيطاليا، يقول رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية بإيطاليا ياسين لفرم لـ"الجزيرة.نت": "نشيد بالدور الجليل الذي تقوم به الجمعيات الإسلامية والمساجد والمراكز الإسلامية، فمن خلال تواصلي المستمر مع القائمين على المساجد رصدت مساهمة هذه المؤسسة الدينية في تقديم المساعدة للعائلات الإيطالية والمهاجرين المسلمين وغير المسلمين من خلال تقديم المواد الغذائية الأساسية".
 
 
ويشير لفرم إلى أن المسلمين استطاعوا جمع ما يناهز خمسمئة ألف يورو من أجل الحماية المدنية، والمستشفيات والبلدية والجمعيات التي تشتغل في العمل التطوعي، والصليب الأحمر، وغيرها من الهيئات التي تعمل على مواجهة الأثر السلبي الذي ما زال يخلفه انتشار وباء كورونا في إيطاليا.
 
وتابع أن عددا من المبادرات الخيرية الإسلامية قدمت معونات نقدية، وهو الأمر الذي كان له صدى إيجابي على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث برزت دعوات لجمع التبرعات في مراكز وجمعيات إسلامية عديدة عبر التراب الإيطالي.
 
اقرأ أيضا:
 
وأضاف لفرم -الذي كان يتحدث للجزيرة نت من مدينة بولونيا عاصمة إميليا رومانيا المنكوبة بفيروس كورونا- "نحن جد فخورون في اتحاد الهيئات الإسلامية بالدور الإيجابي الذي يقوم به مسلمو إيطاليا من خلال التبرع بالمال والدم، وتشكيل فرق تطوعية لنقل التبرعات الغذائية والأدوية للمحتاجين، خاصة العجزة".
 
ويصف رئيس المركز الإسلامي (مسجد السلام) حسن بطل التبرعات التي تجمع بأنها "من صميم ديننا الحنيف الذي يحث على التضامن والتكافل الاجتماعي، فهذا بلدنا الثاني ونحن جزء منه، لنا ما لنا من الحقوق، وعلينا ما علينا من الواجبات، وإذا لم نفعل ذلك فسنكون آثمين".
 
وهو ما يؤكده أيضا محمد شاهين إمام مسجد عمر، والذي أشار إلى أن مساهمة المسلمين واجب شرعي إنساني، وإظهار لقيمة الإنسانية في الإسلام كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس".
 
 
 
وعلق نيكولا زينغاري الباحث في الأنثروبولوجيا والثقافة الإسلامية بجامعة تورينو على المبادرات الخيرية للجالية الإسلامية في زمن كورونا بالقول إن ما حدث في مدينة تورينو من تبرعات المسلمين شيء مميز.