السوسنة - الظلم، هو الجور، والتصرف بغير حق في ملك الغير، وتجاوز الحدود الشرعية، وحرمان الأشخاص من حقوقهم والتعدي عليهم، وغيرها من الأمور التي يجور بها الناس على بعضهم البعض.

وكثيرا ما نسمع، أن المظلوم يأخذ حقه من الظالم يوم القيامة حتى يرضى، فلو ظلمت انسان واحد، سيأخذ كل حسناتك يوم القيامة، ويطرح عليك كل سيئاته، وهذا الأمر يجعل الظالم يتمادى ويجور أكثر، لاعتقاده انه مهما قام بأعمال صالحة، فالمظلوم سيأخذ كل الأجر، فيصبح كل الخير الذي يعمله هباء منثورا، فما صحة هذا الأمر وهل بالفعل يأخذ المظلوم كل حسنات الظالم ويطرح عليه سيئاته كلها؟

نشر موقع "اسلام ويب" تصحيحا لهذه الأقاويل، وأكد في اجابته ان هذا الأمر ليس صحيحا، لأن حقوق العباد إذا أخذت يوم القيامة، تؤخذ قصاصا، بالعدل والقسط، فسيأخذ كل مظلوم حقه بقدر مظلمته، دون زيادة أو نقصان، وهناك الكثير من الأدلة الشرعية التي تثبت أن المظلوم يوم القيامة يأخذ مقدار حقه فقط، والظالم يحاسب قصاصا بقدر ما أخذ، ومن هذه الأدلة:

قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {الأنبياء: 47}.

عن عائشة -رضي الله عنها: "أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونونني، ويعصونني، وأشتمهم، وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال: يحسب ما خانوك، وعصوك، وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل فجعل يبكي ويهتف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما تقرأ كتاب الله: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال.. الآية، فقال الرجل: والله يا رسول الله؛ ما أجد لي ولهؤلاء شيئا خيرا من مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرار كلهم". رواه أحمد، والترمذي، وصحح الألباني إسناده.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأخيه، من عرضه، أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه". رواه البخاري.

إقرأ أيضا: 

• أدعية مستجابة لرفع الظلم
• الظلم مفسدةٌ عظيمة
• الظلم ظلمات - علاء الدين عوض
• أما والله إن الظلم لؤم