من هو القتات بالحديث النبوي: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ

السوسنة

هناك الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة التي نتداولها ونقرأها باستمرار ولا نعرف معناها الحقيقي.

ومن بين هذه الأحاديث قول رسول الله صلي الله عليه وسلم-" لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتّاتٌ"، الراوي: حذيفة بن اليمان.

فمن هو القتّات الذي ورد في الحديث؟

اجاب الداعية الدكتور محمد علي عن هذا السؤال، وقال أن الله تعالى حرم الغيبة والنميمة، وصور فاعلها في صورة بشعة في القرآن، مستشهدًا بآية في سورة الحجرات،" وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ".

وأضاف علي: أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حرم نقل الكلام في أحاديث عدة سماها العلماء: أحاديث الوعيد على المعاصي، يتوعدهم النبيُّ ﷺ بما أوحى الله إليه، قال عليه الصلاة والسلام: لا يدخل الجنةَ قتَّاتٌ يعني: نمَّام.

وأشار الداعية إلى معنى لا يدخل الجنة، يعني: مع أول الدَّاخلين، أو: حتى يتوب، فليس معناها أنه لن يدخلها بالكلية؛ لأنَّ الرسول أخبرنا أنَّ الموحد يدخل الجنةَ، وأن أهل السيئات قد يُعذَّبون بقدر ذنوبهم ثم يُخرجهم الله من النار إلى الجنة، وقد يغفر الله لهم، مستشهدًا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة،" إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ".

فالمعاصي دون الشرك، تحت المشيئة، قد يدخلون النار ويُعذَّبون ثم يغفر الله لهم، فيُخرجهم من النار، وقد يغفر لهم قبل ذلك، والنَّمام من ذلك.

وحذر علي المسلم من أن تكون نماما، وأن ينقل الكلام ويوقع بين الناس، فهذا الذنب أكثر من يعذبون في قبورهم بسببه.