دورنا في رد العدوان عن غزة - الدكتور محفوظ ولد خيري

السوسنة - لا شك أن مسؤولية رد الاعتداء عن حمى وبيضة الإسلام مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع المكلفين من المسلمين، شابهم وكبيرهم أبيضهم وأسودهم عربيهم وغير العربي منهم، ومهما حاولنا تذرع الأسباب والتدرع بالحجج لإسقاط هذه المسؤولية عن عاتقنا فإن حججنا ستكون واهية وغير مقنعة تماما كردات أفعالنا التي لا ترقى إلى مستوى تحمل المسؤولية أمام هذه الأحداث الجسام، ولئن كانت المعارك حامية الوطيس التي تدور رحاها هذه الأيام على أكناف بيت المقدس وحول حماه قد حمل لواء التصدي لها والدفاع عنها ثلة من المقاومين فإن ذلك لا يرفع المسؤولية عن كاهل بقية المسلمين في شتى أصقاع الدنيا؛ ذلك أن هذه المعارك الأخلاقية العادلة التي تهدف لرد العدوان الصهيوني يتعين على الجميع التكاتف والتعاطف معها كمسؤولية أخلاقية وإنسانية قبل أن يكون هذا التعاطف واجبا شرعيا، ولا يصح أبدا أن لا يتعدى تعاطفنا معها دمعات تسيل على الخدين لا توقف عدوانا ولا ترد مغتصبا تنتهي بانتهاء سكبها مشاعر التعاطف مع هذه القضية العادلة، لا بد لنا من إيجابية فعالة للمشاركة في رد الاعتداء عن إخوتنا الغزاويين حسب منهج يستفيد من إمكانيات الواقع بأقصى ما توفره من معطيات، دون انفعال متهور أو تقاعس مخذل؛ وبشكل عام فإن أضعف الإيمان الذي لا يسع أحدا – مهما بلغ من الضعف - الوقوف دون حده يحتم علينا المشاركة من أماكن عملنا ومن خلال مقدراتنا الذاتية بالآتي:

• اقتطع جزء من وقتك لمتابعة أخبار غزة وتداعيات الاعتداء الصهيوني عليها حتى وإن كنت غير متابع للأخبار السياسية في السابق .
• ساهم في تجييش الرأي العام المحلي والعالمي والتنوير والتبشير بعدالة القضية الفلسطينية وجوانب الظلم والحيف الذي يتجرعه هذا الشعب الباسل منذ حوالي سبعين عاما.
• شارك في الحرب الإعلامية والنفسية  التي تشنها كتائب الأحرار في العالم على أوكار ومعامل صناعة التآمر وتصنيع الكراهية التي تخدم العدو الصهيوني المغتصب.
• قدم شيئا في الحرب الإلكترونية على المواقع الصهيونية والشبكات المرتبطة بها أو عبر فضاءات التواصل الافتراضي .
• ساهم بالدعم المادي والعيني في قوافل الخير المتدفقة على قطاع غزة واحتسب ما تقدمه عند الله واعلم أنك إن تصدق الله يصدقك .
• استوعب أبعاد القضية وانشرها في الأوساط حولك وأنها ليست فقط قضية مليون و 853 ألف مواطن يقطنون قطاع غزة، ولاهي فقط قضية 4.42 مليون مواطن فلسطيني، ولا حتى هي مقتصرة على 379 مليون عربي، بل هي الهم الشاغل والمعركة العادلة الفاصلة المقدسة لدى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم؛ أي ما يشكل نسبة 23% من سكان العالم وهو ما يجعل مهمة إبادتهم ودفن قضيتهم في الأنقاض مهمة مستحيلة مهما امتلك العدو من أسلحة الفتك والدمار .

• في مثل هذه المواقف العصيبة من تاريخ الأمة لا بد من تكاتف كل الجهود والتعالي على الخلافات الضيقة وعدم الانشغال بالتناحر فيما بيننا فالتحديات كبرى تستحق التضحيات الجسام، ولا يليق بالهمم العالية أن تقف على الحياد والأمة تخوض أشرس معارك البقاء والكينونة أحرى أن تتصيد الأخطاء لتثبيط همم المقاومين .

• مهما كنا عديمي الوسائل والملكات للمساهمة في دحر العدوان عن غزة فلن نجد لنا عذرا ما دام لم يجده أولئك المرابطون على ثغور العزة في غزة وهم محاصرون منذ أكثر من ثمانية أعوام ... ممنوعون حتى من دخول مواد البناء إليهم .

سنزرع في كل شبر من ذرى الوطن الإسلامي غزة الإباء والشموخ ... ساهم من موقعك في صناعة هذا الانتصار جوانب المساهمة في المقاومة المدنية متعددة؛ المقاومة الإعلامية المقاومة النفسية المقاومة الإلكترونية المقاومة الاقتصادية ... وكلها مجالات ذات تأثير إن أخلصت النية .





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة