أنفاق القسام .. الرعب القادم إلى بني صهيون

غزة: محمد ربيع

تعمل المقاومة الفلسطينية في غزة في مرحلة الإعداد، لإثارة الرعب في قلب الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحتل فلسطين، الاحتلال الصهيوني كشف مؤخراً أنه أحبط عملية واسعة كانت تستهدف إحدى المغتصبات الصهيونية المُقامة بالقرب من حدود قطاع غزة. حيث تمكنت من كشفق نفق أرضي للمقاومة بطول 2.5 كيلو متر داخل الحدود التي يسيطر عليها الكيان الصهيوني. وتبين من فحص لمسلك النفق أنه يتضمن العديد من الفتحات، ويصل إلى عمق المناطق الخاضعة للسيطرة الصهيونية، وهذا ما دفع الأوساط الأمنية لتقدير تنفيذ عملية واسعة من خلال هذا النفق، وتم حفره كي يستخدم أثناء حرب جديدة تندلع مع قطاع غزة. ونقلت صحيفة عبرية عن مصادر في المنظومة الأمنية، أنهم لم يستطيعوا تحديد متى سيستخدم النفق، ولكن على الرغم من ذلك يبدو أن النفق حفر في الأعوام الأخيرة، موضحين أن النفق حفر لتحقيق أهداف إستراتيجية، وأن حركة "حماس" احتفظت به على ما يبدو لجولة قتال عنيفة ضد العدو الصهيوني في المستقبل.

 

أنفاق إستراتيجية: ونوهت الصحيفة إلى أن هناك العديد من الأنفاق التي حفرت في قطاع غزة باتجاه الجانب الصهيوني في الأعوام الأخيرة، ولم يكتشف الاحتلال سوى جزء منها، لافتةً إلى أن اكتشاف النفق يعيد إلى الأذهان من جديد عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" في عام 2006م والتي تمت من خلال هذه الأنفاق. وفي تعليق رئيس الوزراء الصهيوني "نتنياهو" على اكتشاف النفق، قال: إن أعمال المقاومة الفلسطينية تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة بعد عام كامل من الهدوء. ومن جهته؛ قال وزير الحرب الصهيوني "موشيه يعالون": إن "اكتشاف نفق متطور للمقاومة الفلسطينية دليل على أن حركة "حماس" تستعد لمواجهة واسعة ضد الكيان الصهيوني". وأضاف "يعالون"، في تصريحات صحفية نشرتها وسائل إعلام عبرية، أن اكتشاف النفق الخطير الذي يصل طوله 2.5 كم من خان يونس جنوب قطاع غزة إلى "كيبوتس عين ثلاثة" دليل واضح على أن "حماس" تواصل استعداداتها لمواجهة واسعة. وأوضح أنه صدر أوامر إلى القوات العسكرية بتفقد كافة المناطق المحيطة بقطاع غزة والبحث الدقيق للبحث عن أنفاق مشابهة. وطالب "يعالون" الجهات الأمنية والعسكرية بالحفاظ على يقظتها، لأن محاولات حفر الأنفاق ستتواصل، وأكد أن "إسرائيل" ستدافع عن نفسها، وستواصل المس بمن يخطط للاعتداء عليها، كما قال. حُفر بأيدٍ قسامية: اكتشاف "نفق القسام" الذي يمتد حتى مغتصبة "العين الثالثة" الصهيونية ليشكل دليلاً جديداً على استعدادات "كتائب القسام" فوق وتحت الأرض لتحرير كافة الأسرى من داخل السجون الصهيونية. فـ"كتائب القسام" تخوض حرباً من نوع خاص مع الاحتلال, تتبلور بها التكتيكات من حيث العتاد والعدة, وتختلف من مرحلة لأخرى, كما أنها تطوّر دوماً من إمكاناتها وقدراتها, بحيث تُفاجئ الاحتلال الصهيوني.

 

وما "النفق" إلا دليل على أن "كتائب القسام" قادرة على تحقيق المفاجآت وضرب العدو من حيث لا يتوقع, وهذا ما أثبتته الكتائب في معركة "حجارة السجيل" الأخيرة. فقد كشفت "كتائب عز الدين القسام", الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس), أن النفق الذي اكتشفته قوات الاحتلال مؤخراً جنوب شرق قطاع غزة يعود لها، متعهدة بمواصلة العمل حتى تحرير كافة الأسرى في سجون الاحتلال. وقال "أبو عبيدة", الناطق الإعلامي باسم "كتائب القسام"،: إن "كتائب القسام هي من حفرت النفق, وهي صاحبة اليد في ذلك".

 

وأضاف: "إن كتائب القسام تعمل بكل جهدها فوق الأرض وتحتها, وتنحت في الصخر لتحرير الأسرى"، وقلل "أبو عبيدة" من سعادة الاحتلال بكشفه النفق, مؤكداً أن قادة الاحتلال يُخفون مشاعر الخوف والدهشة مما شاهدوه. وشدد على قدرة المقاومة الفلسطينية "تحقيق المفاجآت وضرب العدو من حيث لا يتوقع, وهذا ما أثبتته المقاومة في معركة حجارة السجيل الأخيرة". وأشار إلى أن المقاومة في معركة متواصلة مع الاحتلال ولن نتوقف إلا بتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. وقال أبو عبيدة: "إن كتائب القسام تخوض حرباً من نوع خاص مع الاحتلال, تتبلور بها التكتيكات من حيث العتاد والعدة, وتختلف من مرحلة لأخرى, والكتائب تطوّر دوماً من إمكاناتها وقدراتها, بحيث تُفاجئ الاحتلال"، مؤكداً أن الكتائب, تعمل انطلاقاً من مصالح الشعب الفلسطيني.

 

وأضاف: تدار المعركة مع الاحتلال وفقاً لمصالح الشعب الفلسطيني, والشعوب الطامحة للحرية, قادرة على بذل الكثير, والمقاومة لديها نفس طويل للصمود حتى النصر. وجدد أبو عبيدة عهد كتائب القسام, بالثبات على مبادئها والتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني والأسرى في سجون الاحتلال, وعدم إلقاء السلاح حتى تحريرهم. واعتبر أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولويات كتائب القسام, مؤكدًا أن "أسر الجنود هو الطريق الوحيد الذي أثبت نجاعته مع الاحتلال". وكانت "كتائب القسام" قد نفذت سلسلة عمليات نوعية خلال انتفاضة الأقصى باستخدام الأنفاق الأرضية وقتلت وأسرت خلالها عددا كبير من جنود الاحتلال كان أبرزها وأنجحها أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في صيف 2006 والذي أُفرج عنه مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني من قدامى الأسرى وأصحاب المحكوميات العالية وعمداء الأسرى وقادتهم. وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني، بينهم 440 أسيراً من قطاع غزة جلّهم من قدامى الأسرى وذوي الأحكام العالية. جهد أسطوري الدكتور هشام المغاري أستاذ الدراسات الأمنية والإستراتيجية بأكاديمية فلسطين للعلوم الأمنية والإستراتيجية قدّم تفاصيل مذهلة عن نفق القسام الذي اكتشفه الاحتلال بمغتصبة العين الثالثة شرق خانيونس.

 

حيث قال: إن طول النفق امتد نحو (2500) متر، ويقدّر عرضه بحسب الفيديو الذي ظهر في وسائل الإعلام نحو (1.2) متراً وارتفاعه نحو (2.2) متراً شاملاً سمك الجدران الخرسانية، أي أن حجمه يبلغ نحو (6600) م3، بما يعني أن كمية الرمال التي تم إخراجها منه تعادل نحو (365) شاحنة. وشدد على فريق المفاوضات الفلسطيني يجب أن يعلم بأن الإفراج عن الأسرى لا يأتي إلا بمثل هذا الجهد الأسطوري، الذي لم يستعدّوا له ولا يقدرون عليه.