لتكوني راية على رأسها نور-ديمة طهبوب

 محجبة أنا بحمد الله من الصف الأول يوم كنت ألبس الحجاب يوما وأخلعه اليوم الثاني وعلى فساتين بأكمام قصيرة وبشعري ظاهر من الأمام والخلف وقد أنساه مرات كثيرة الا أن الحجاب كان في حياتي قبل الوعي في شخص أمي وكل من حولي فوقعت في حبه من أول مرة ارتديته حتى غدا جزءا من كينونتي وشخصيتي ارتديه طاعة وقناعة وفخرا كأن الدنيا بكرامتها وجمالها حيزت لي به

الا انني برغم 32 سنة من الحجاب بالكاد نجحت في امتحان بالصور تحت عنوان: هل تستطيع أن تميز دينها من حجابها؟ 
والهدف منه بيان أن الحجاب او غطاء الرأس للنساء موجود في كل الأديان السماوية والمذاهب الاخرى وأنه ليس رمزا للقمع او قيدا!
فإذا كان الحجاب والحشمة موجودين في كل الاديان ومناسبين للفطرة وبالمقابل التكشف مستنكر وخطيئة فأين إضافة الاسلام لهذا الرمز بل هذه الفريضة وهو دين جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويرتقي بما سبق من الفضائل؟! اذن فلا بد أن معنى الحجاب ووظيفته مختلفة وتنطق بذلك الاية الكريمة ‘أن يُعرفن’ فالله سبحانه وتعالى أراد للنساء أن يصبحن معرفة وأعلاما ورايات بهذا الحجاب بعد أن عشن في جاهلية الظلم والاستنقاص من بشريتهن وحقوقهن ودورهن، ظهر هذا الانقلاب في المفاهيم ملازما لنزول آية الحجاب فخرجت النساء الى المسجد في صلاة الفجر بكل حرية وأمان الى مركز الدولة للفعالية والتلقي والعطاء، اكتست المدينة بالحجاب وصارت المرأة المسلمة معروفة ومعرفة وبدأت عهود من العمل والبناء كانت النساء فيها في قلب الحدث حتى عندما كان مجرد حلم وبشرى ورؤيا فها هي ام حرام بنت ملحان تسمع عن إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن القوم الذين يركبون البحر (اول غزوات البحر) فتسارع بالطلب ان تكون منهم، لا تمنعها انوثتها ولا ضعف المرأة ولا كل ما نعرفه من مثبطات، ويقرها الرسول على طلبها بل ويزيد أنها من الأوائل.
هذا هو دور الحجاب في الاسلام الحفاظ على الخاص ليتألق في الدوائر الخاصة واطلاق القدرات البشرية، دون الالتفات الى جنسها، لتتألق في الميدان العام للمنفعة العامة دون ملهيات ولا معطلات ولا محددات.
الحجاب أراد لك أيتها المحجبة أن تكوني معرفة في كل شيء، على مستوى الاخلاق والإيمان أولا فتكوني مصحفا يمشي على الأرض ودعوة تمشي على قدمين بل وجه الاسلام الظاهر للعيان، أولا ترين أن العامة يظنونك شيخة الاسلام ومفتية الديار احيانا فيسارعون الى سؤالك عن أمور تخص الدين؟! معرفة في طريقة حجابك والستر والجلال الذي يميزه عن غيره من الملابس بصفاته وخصائصه التي نزل وشُرع من اجلها، معرفة بين أهلك ومعارفك بصلة الرحم وخفض الجناح والخدمة، معرفة في علمك فتكونين الأميز في دراستك وفي قسمك وبين أبناء جامعتك فلو نسوا اسمك مع الأيام فلن ينسوا مثلا أن الأولى على القسم كانت محجبة! اليس هذا ما نسمعه من الناس في حديثهم المتداول؟! معرفة في عملك بتميز الأداء والأمانة والحرص على الوطن، بالحجاب يجب ان تكوني الطبيبة الأكثر تميزا، المهندسة الاكثر تفوقا، المعلمة الاكثر انتاجا، الأم الأنجح تربية، والجارة الأكرم خلقا وأكثر تواصلا لتؤدي رسالة الحجاب.
هذا هو الحجاب الاسلامي وهذا هو دوره والقيام بحقه واللا فكثير من النساء في كثير من الاديان يلبسن غطاء وخرقة على الرأس، بل ان حجاب اليهوديات المتدينات غدا استر من حجاب بعض بنات المسلمين التي تظن أنها ان اخفت شعرها فقد أدت ما عليها من فريضة وقامت بحق الحجاب!!!
يوم ساوانا الله بالامر مع نساء الرسول كان درسا منه سبحانه ان نلتفت الى سيرة ومسيرة الحجاب في حياتهن أولا والى النقلة التي يجب ان يحدثها الحجاب في حياتنا وسلوكنا لنستحق درجتهن والاجتماع بهن لنحظى بدرجة أخرى وتكريم آخر اذا قمنا بمتطلبات الحجاب وهو ما يفعله الحجاب لمن ترتديه روحا وقلبا وقالبا وجسدا وسلوكا وعلما وعملا وبغير ذلك فأنت تنتقصين من الحجاب وصورته وأجره ودوره في المجتمع! راية في رأسكِ نور تهدي الحيارى وتدلين على الخير وتنفعين الناس هذا ما أراده الله لك بالحجاب.
اذا لم تمش ِوأنت رضية النفس مطمئنة الجوارح مرفوعة الرأس مرفوعة الجناب قوية الجنان قوية الارادة واليد ثابتة الخطى واضحة الهدف فأنت لم تتحجبي بعد، هذه كلها وهذا هو الحجاب 
كل النساء قد يخترن أن يتغطين من رأسهن الى أخمص قدميهن فما ميزة لباس التقوى اذن اذا لم يكن له دور أعظم من كونه قطعة قماش؟!
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة