هل يجوز تعذيب الإنسان بما لم ينص عليه القرآن الكريم؟.

عمان – السوسنة – قالت دائرة الافتاء العام السعودية أن تعذيب الإنسان بالنار حرام شرعاً بغض النظر عن عمل المعذّب والإقدام على هذا العمل ظلم كبير فديننا الإسلامي نهى حتى عن حرق الحيوانات والحشرات بالنار، فالإسلام أمر بالرفق في الحيوان فضلاً عن الإنسان.
 
جاء ذلك ردا على سؤال ورد إلى دائرة الإفتاء: "هل يجوز تعذيب الإنسان بما لم ينص عليه القرآن الكريم؟."
 
 
الجواب وبالله التوفيق:
 
الإسلام دين الرحمة والسماحة دعى الناس إلى التراحم فيما بينهم، وجعله الرحمة سبباً في نيل رضا الله تعالى يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: « الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء » رواه أبو داود، وأمر بالإحسان إلى الفقير والأسير والضعيف، قال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) الإنسان/8.
 
فالإنسان مخلوق كرمه الله عز وجل وفضله على سائر المخلوقات قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء/70.
 
ومن مقتضيات هذا التكريم أن الله تعالى حرم تعذيب الإنسان بغض النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا) رواه مسلم، وأكد الشرع الحكيم بصفة خاصة على عدم جواز تعذيب الإنسان بالنار، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا يعذب بالنار إلا رب النار)رواه أبو داود، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تعذبوا بعذاب الله» رواه البخاري، فتعذيب الإنسان بالنار حرام شرعاً بغض النظر عن عمل المعذّب والإقدام على هذا العمل ظلم كبير فديننا الإسلامي نهى حتى عن حرق الحيوانات والحشرات بالنار، فالإسلام أمر بالرفق في الحيوان فضلاً عن الإنسان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار» رواه البخاري، وقد عقد البخاري في صحيحه باب (لا يعذب بعذاب الله)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.