أطعمة عاف النبي ﷺ أكلها

السوسنة

لم يكن النبي، صلى الله عليه وسلم، ليعيب طعاما طيّبًا قدّم إليه قط؛ فكان يأكل ما يُقرّب إليه من الطعام إن اشتهاه، وإلّا تركه دون أن يحرِّمه على غيره، أو ينهاه عنه، أو يَذمّه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ»متفق عليه.

فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يحرص على عدم الإكثار من تناول الطعام وتتتبّع أنواعه التي كان يحبها؛ حفاظًا على صحته ولياقته، وضمانة لعدم التعرض للأمراض المؤثرة سلبًا على الجسد.

من الأطعمة التي كان يحبها النبي -صلى الله عليه وسلم:

القثّاء (الخيار)، والدُّبّاء (القرع أو اليقطين) ويحب لحم الظهر والكتف، ويقول: " أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ" أخرجه أحمد في مسنده.

أما من الأطعمة التي ثبت أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعافها:

لحم الضبّ؛ وسبب ذلك: أنه لم يكن بأرض قومه – صلى الله عليه وسلم –؛ فعَنْ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ -رضي الله عنه-، قَالَ: "أُتِيَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ» فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ " [متفق عليه؛ البخاري برقم/ 5391، ومسلم برقم/ 1945].

وصحّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كراهيّته لأكل الثوم؛ وذلك لأجل ريحه؛ فعَنْ أَبِي أَيُّوب: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا بَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَأُتِيَ يَوْمًا بِقَصْعَةٍ فِيهَا ثُومٌ، فَبَعَثَ بِهَا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُ رِيحَهُ " قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ [ أخرجه أحمد في مسنده برقم/ 23535].