السوسنة - قال الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج" نظرة" المذاع على " صدى البلد" إن الدعوة إلى تنظيم النسل لا تتعارض مع دعوة الشرع إلى التكاثر.

بل ان تنظيم النسل، يُعَدُّ وسيلةً لإخراج أجيال تأخذ حقها في الرعاية والاهتمام الكافي، ممَّا يؤهلهم إلى تَحمُّل المسئولية؛ لقوله صلى الله عليه وآلة وسلم: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»، المقصود به: الكَثْرة المؤمنة الصالحة القوية المنتجة المتقدمة.

فالنبي صلى الله عليه وآلة وسلم لا يباهي بكثرة ضعيفة لا قيمة لها، هي التي عناها النبي صلى الله عليه وآلة وسلم في حديثه: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تكونون غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ»؛ أي كثرة ضعيفة لا قيمة لها.

وأكد علام، انه يجب فهم النصوص الشرعية، والا تؤخذ ألفاظ بعض النصوص الصحيحة على ظواهرها وبطريقة فردية دون مراعاة الأدلة الشرعيَّة الأخرى، لأن ذلك مخالف للمنهج العلمي الصحيح.

وأضاف الدكتور، بأن تنظيم النسل لا تأباه نصوص الشريعة وقواعدها قياسًا على «العزل» الذي كان معمولًا به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يجوز للزوجين أن يلتمسا وسيلة من الوسائل المشروعة لتنظيم عملية الإنجاب بصورة مؤقتة، حتى تتهيأ لاستقبال مولود جديد يتربى في ظروف ملائمة، ولا ينطبق على التحذير من قتل الأولاد خشية الإملاق لأنهم لم يتكونوا بعدُ.