السوسنة - الشخير أثناء النوم من أكثر الأعراض حدوثاً لدى معظم الناس، حيث تتفاوت انعكاساته من عرضية خفيفة غير مستمرة إلى شديدة مزعجة للمحيطين وللمريض.

 

وكثيراً ما يعد الشخير عرضاً سليماً لا يعبر عن أي مرض، لكنه قد يكون حالة مرضية شديدة تترافق بأعراض مختلفة تصل إلى ما يسمى بمرض توقف التنفس الليلي، فما هذا المرض؟

 

يعد مرض توقف التنفس الليلي من الأمراض المهمة والمخفية على الرغم من أنه شائع الحدوث، وسمّي مخفياً لأنه لا يزال يوجد 80 في المئة من الحالات غير المشخصة، حتى في أكثر الدول تقدماً من الناحية الطبية.

 

ما مرض توقف التنفس الليلي؟ 

 

 هو حالة مرضية غالباً ما تحدث بعد سن الشباب والكهولة، إلا أنها ممكنة الحدوث في سن الطفولة المبكرة.

 

تبدأ الحالة بالظهور بحدوث نوبات من توقف التنفس الليلي المتكرر (تستمر لأكثر من 10 ثوان) أو حدوث بطء، أو ضعف فقط، في الحركات التنفسية، وهذا يؤدي بدوره إلى حدوث عدة أعراض مرافقة منها شخير متكرر مع نوبات من توقف التنفس (5-10 مرات في الساعة على الأقل)، ويبدأ الشخير مباشرة بعد النوم، ويحدث بفواصل زمنية ثابتة، حيث يحتد صوت الشخير ويزداد في الارتفاع، ثم يحدث توقف مفاجئ وصمت تتلوها شهقة وشخرة عالية، ثم يتكرر ذلك، وعادة لا يشعر المريض بشيء، ونحصل على المعلومات حول ذلك من المحيطين بالمريض (زوج أو زوجة).

 

ومن الأعراض المرافقة الشعور بصداع نهاري صباحي شديد أو إعياء شديد مع شعور بالانحطاط العام، وعدم التركيز ونعاس وميل إلى النوم بسهولة أثناء النهار وقد يترافق بتغيير الشخصية والمزاج، أو اضطراب في الضغط الشرياني، وأحياناً صعوبة في ضبط الضغط الشرياني.

 

 

 

 

عواقب إهمال المرض

 

يؤدي إهمال هذا المرض إلى تفاقم الحالة العامة وازدياد في التعب، وأحياناً حصول حوادث متعلقة بسهولة النعاس والنوم قد تؤدي إلى عواقب خطيرة، ولاسيما أثناء قيادة السيارة أو العمل خلف الآلات الميكانيكية التي تحتاج إلى انتباه وتركيز.

 

وكذلك قد يؤدي في الحالات الشديدة إلى درجة كبيرة من التوتر النفسي والتعصيب فتنقلب حياة المريض رأساً على عقب، ويصبح المريض عرضة للتشاجر مع من حوله فتتحول حياته وحياتهم إلى جحيم لا يطاق.

 

تشخيص المرض 

 

لا يزال تشخيص المرض قليلاً، خصوصا في مجتمعاتنا، وذلك بسبب العادات الاجتماعية والثقافة الصحية المتداولة التي لا تزال تعتبر الشخير (عيباً)، فيخجل المريض أو من حوله من الحديث عن حالته أو أن يشار إليه على أنه (يشخر)، بل قد تحدث حالات طلاق بين الزوجين حين تشير الزوجة إلى أن زوجها يشخر مثلاً، لأنه يرى أن ذلك إفشاء لأسرار غرفة نومه وينفصلان.

 

في الوقت الحالي أصبح الكشف عن هذا المرض سهلاً بواسطة الأجهزة الحديثة، التي توضع للمريض أثناء النوم في المشفى أو في منزله، حيث أصبحت تساعد في التفريق بين الشخير السليم والمرضي وربط هذا بالأعراض المرافقة.

 

إذن يجب أن يبدأ التشخيص من الإقرار بوجود مشكلة الشخير وتوقف التنفس الليلي يتبعها بعد ذلك أهم خطوة بالتشخيص وهي تركيب جهاز خارجي يوضع مساءً قبل النوم، ويقوم بتسجيل عدد حركات التنفس، وحركات البطن والصدر، وجريان الهواء مع التنفس، والنبض، وقياس الأكسجة، وتخطيط الدماغ، حيث يكون التسجيل بشكل مستمر ثم يتم تحليل الدراسة بواسطة برامج متخصصة بوساطة الكمبيوتر.

 

يمكن للمريض أن يذهب بالجهاز إلى المنزل، وعادة ما تكون إزعاجات تركيب الجهاز قليلة مقارنة بالفائدة التي نحصل عليها من تشخيص الحالة، كذلك قد يجري الطبيب فحوصا متعددة من تخطيط قلب وتحاليل دم مختلفة.

 

من الضروري التأكيد على وضع تشخيص الحالة، والبحث عن أمراض أخرى، قد تكون مرافقة مثل: قصور القلب، ونقص تروية قلبية، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الغدة الدرقية، وقصور تنفسي، وازدياد الوزن.

 

العـــــــلاج

 

أصبح العلاج متوافرا حالياً، ويساعد على تغيير حالة المريض وعلى تحسن كبير بالأعراض مع تحسن النشاط اليومي وتخفيف حدة الشخير والسيطرة على الضغط الشرياني وتحسن في النشاط العام وزيادة اليقظة.

 

غالباً ما يتم تحديد العلاج حسب شدة الحالة والتي تقسم إلى خفيفة ومتوسطة وشديدة، وذلك تبعاً لعدد مرات حدوث حالة توقف التنفس.

 

يبدأ العلاج أولاً بتخفيف الوزن بطريقة مدروسة بالإضافة إلى الاستعانة بجهاز خاص يدعى (سي باب)، حيث يتم استعماله إما بشكل دائم أو متقطع، وذلك حسب شدة ودرجة الحالة.

 

ومن العلاجات المرافقة استعمال أجهزة فموية تساعد على التخفيف من الشخير (مثل جهاز إعادة الفك أثناء النوم)، وهناك حالات شديدة قد تستدعي تدخلات جراحية فكية.

 

تعد التوعية الصحية وتغيير الموقف من هذا المرض (الخجل من الإصابة بالشخير ) أهم أسباب الحد منه والتخفيف من شدته ومن آثاره الجانبية.

 

نصيحة العلماء للتخلص من هذا المرض:

 

 لا تخجل إذا كنت تشخر، تكلم عن المشكلة، والجأ إلى الطبيب، وعالجها حتى تتخلص منها. - د. حسان الصواف.