من قصص القرآن الكريم .. أصحاب الفيل

السوسنة - قصة أصحاب الفيل من القصص التي ذكرها اله تعالى في القرآن الكريم، بل إن سورة الفيل لا تحتوي إلا على هذه القصة. 
الزمان
 عام الفيل، وهو العام 570 ميلادي، وفيه ولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك يقول العلماء إن حادثة الفيل كانت حدثاً عظيماً بين يدي حدث أعظم، وهو ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
المكان
 تنتقل أحداث هذه القصة من الحبشة إلى اليمن وجزيرة العرب لتصل في النهاية إلى مكة المكرمة.


البداية
 بدأت هذه القصة من الحبشة حيث رغب النجاشي وقتها في بناء كنيسة ليصرف العرب إلى الحج إليها بدل أن يحجوا إلى الكعبة في مكة، وأمر بذلك أبرهة وكان عامله على اليمن، فبنى هذه الكنيسة في صنعاء، وكانت كنيسة مميزة لم يبنَ مثلها من قبل، وأخذ يدعو العرب ليحجوا إليها بدل الحج إلى مكة، فلما سمع بذلك رجل من بني كنانة، ذهب إليها ولطخ قبلتها بالقاذورات، وما إن سمع النجاشي بذلك حتى جن جنونه، وقرر هدم الكعبة.

قوم بلا دين
 لم يكن العرب وقتها على أي دين، وكان تعظيمهم للكعبة أمراً توارثوه جيلاً بعد جيل وهو من بقية دين إبراهيم عليه السلام، ولذا طمع النجاشي وأبرهة وهما (مسيحيان) بأن يكون تحول العرب إلى الحج إلى صنعاء أمراً ممكناً، لكن هذا لم يكن بهذه البساطة.

جيش على رأسه فيل
جمع أبرهة جيشه، وكتيب إلى النجاشي ليرسل إليه أعظم وأضخم فيلته، فكان ذلك، ثم سار النجاشي بجيشه من اليمن إلى مكة متجهاً صوب الكعبة عازماً على هدمها بهذا الفيل الضخم، وفي طريقه هزم كل من تصدى له من قبائل العرب حتى وصل إلى مشارف مكة.

لقاء بين أبرهة وزعيم مكة
وصل جيش أبرهة مشارف مكة، وكانت إبل قريش وأنعامها ترعى هناك، فأخذها أبرهة كلها وضمها إلى غنائمه، وكانت في هذه اللإبل مئتا ناقة لعبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عبد المطلب رجلاً كريماً فقد حفر بئر زمزم بيديه هو وابنه بعد أن طمرت لفترة طويلة، وكان يطعم الطعام ويسقي الماء، فكانت إبله من ماله الذي ينفقه على نفسه وأهله وكل محتاج، حتى أنه ذكر عند أبرهة بأنه صاحب عين مكة (أي زمزم) الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال، ولذلك أعظمه أبرهة واحترمه وحفظ له مكانته كزعيم لمكة، فلما نهبت إبله طلب لقاء أبرهة، وظن أبرهة أن زعيم مكة جاء ليمنعه من هدم الكعبة، إلا أن عبد المطلب لم يزد على أن طلب منه أن يرد الإبل والأنعام التي أخذها.

للبيت رب يحميه
صدم أبرهة من طلب عبد المطلب وقال له:" لقد أعجبتني حين رأيتك ولقد زهدت فيك"، فسأله عبد المطلب: ولم؟ فقال أبرهة: "جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم لأهدمه فلم تكلمني فيه، وتكلمني في مائتي بعير لك؟! "
 فأجابه عبد المطلب: "أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعك"، فتبجح أبرهة قائلاً: "ما كان ليمنعه مني"، فأجابه عبد المطلب بأن يفعل ما يشاء، ثم رد أبرهة الإبل والأنعام إلى عبد المطلب، فأخذ الأنعام وعاد إلى مكة، وأمر الناس بأن يتفرقوا في الجبال.


وقد ورد في بعض السير أن عبد المطلب أمسك بحلقة باب الكعبة وأخذ يتوسل إلى الله بأن يحميها قائلاً:
                    يا رب لا أرجو لهم سواكا     يا رب فامنع منهم حماكا
                    إن عدو البيت من عاداكا      فامنعهمو أن يخربوا قواكا
المعجزة
دخل أبرهة مكة عازماً على هدم الكعبة وفي مقدمة جيشه الفيل الضخم الذي أحضره خصيصاً لهذه الغاية، لكن الفيل أبى أن يتحرك، حاول أبرهة وجنوده أن يحركوا الفيل بشتى الطرق، من سحب ودفع أو ضرب وإيذاء، لكن الفيل لم برح مكانه، ولم يتقدم ولو خطوة واحدة باتجاه الكعبة، ولما أداروا وجهه باتجاه اليمن أخذ الفيل يجري بكل نشاط، فاستداروا به مرة أخرى باتجاه الكعبة فتوقف ولم يتحرك.

وبينما أبرهة وجيشه في هذه الحال، أرسل الله طيوراً تحمل حجارة فألقتها عليهم،  قال تعالى في سورة الفيل واصفاً هذا الحدث:"وأرسلنا عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل" .

وقال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: الحجارة من سجيل هي كل حجر من طين قاس، وبعضهم قال: من سجيل أي مسجَّل عليها اسم من تقتله، فكانت تقتل كل من تصيبه، فلم يتبقى منهم إلا كما يتبقى من الطعام المهضوم.
المصادر : الموقع الرسمي للشيخ النابلسي 
الموقع الاسلامي اسلام ويب