من هم الملائكة ؟ وأين يسكنون ؟ وما هي مهاهم الغيبية ؟

السوسنة - عالم الملائكة عالم نوراني غير محسوس، لا يمكن لحواسنا أن تلتقط أي مؤشرات أو دلائل على وجوده، ولكن ديننا أخبرنا بوجود هذه الكائنات الغيبية، بل وجعل الإيمان بوجودها أحد أركان الإيمان الأساسية التي لا يكتمل إيمان الإنسان إلا بالتصديق والإيمان بها، إن عالم الملائكة لا يدرك بالحس أو العقل، وسبيل معرفته الوحيد إنما هو الوحي الإلهي أو الأحاديث الصحيحة التي وردت إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- من هم الملائكة؟
الملائكة هم كائنات غيبية مطهرة من الشهوات والرغبات، منزهة عن الخطايا والآثام، خلقوا من نور، وعن عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلقآدم مما وصف لكم " . رواه مسلم . وقد تتمثل الملائكة بصور حسية، فقد كان جبريل عيه السلام يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيان بصورة الصحابي الجليل دحية الكلبي رضي الله عنه.
ومع أن الملائكة قد يتمثلون بصورة البشر إلا أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون، ولا يتناسلون، كما أنهم لا يتصفون بالذكورة أو الأنوثة.


- أين تعيش الملائكة؟
تعيش الملائكة في السماء، وتتنزل إلى الأرض بأمر الله تعالى، وقد وردت في القرآن بعض الآيات التي يتحدث فيها الله تعالى على لسان الملائكة : "  وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166). الصافات: 164 - 166

وقال سبحانه وتعالى أيضاً: " وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64). مريم 64
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ:  "إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ، أَطَّتِ السَّماءُ، وحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ واضِعٌ جَبْهَتَهُ ساجِدًا لله تَعَالى، واللَّه لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُم بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ، وَلَخَرجْتُمْ إِلى الصُّعُداتِ تَجْأَرُون إِلى اللَّه تَعَالَى" رواه الترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ.

- هل يمكن للملائكة أن يعصوا الله؟
من طبيعة خلق الملائكة أنهم مسيّرون، فليس لأي منهم الاختيار فيما يفعل، فهم يطيعون الله طاعة كاملة، ويخضعون لأوامره خضوعاً تاماً، ويقومون بما يأمرهم به، وهم كما حدثنا الله تعالى في القرآن الكريم عنهم: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26)لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) الأنبياء 26-27

وقال عنهم في موضع آخر:" يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩ (50)  ". النحل 50
وقد أوكل الله إليهم التصرف في شؤون العالم وفق إرادته سبحانه، وتنفيذاً لمشيئته.

فقد قال تعالى فيهم :وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)  ما الصفة الخَلقية للملائكة؟
خلقت الملائكة بهيئة مميزة، فقد خلقت بعدد من الأجنحة يتفاوت من ملك لآخر، وقد وصف الله تعالى خلقها وهيئتها في سورة فاطر حين قال:" الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) ". فاطر1 

أما من حيث ضخامتهم، فقد ورد في الأحاديث الشريفة وصف لضخامة الملائكة، وعظم خلقهم، فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ " . سنن أبي داود : كتاب السنة : باب في الجهمية 

- ما الأعمال التي أوكلها الله إلى الملائكة؟
أوكل الله إلى الملائكة عدداً من الأعمال في عالم الغيب، وفي عالم الطبيعة والإنسان، فأما أعمالها في عالم الطبيعة والإنسان، فهو كعمل الملائكة الكتبة الذين يكتبون أعمال الإنسان من خير أو شر، أو الملائكة الحفظة الذين يحرسون الإنسان من الأخطار المحيطة به حتى يحين أجله، وأما أعمالهم الغيبية فهي:

1- التسبيح وحمل العرش:
من مهام الملائكة الغيبية التسبيح، وحمل العرش، حيث يحمل عرش الله ثمانية ملائكة، بينما تحف أعداد أخرى من الملائكة العرش ويسبحون الله، قال تعالى:" والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" الحاقة 17، وقال تعالى:"  الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)

وقال تعالى:" وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) ". الزمر 75
2- استقبال أهل الجنة والترحيب بهم، وتعذيب أهل النار:
وقد ورد وصف هذين العملين في الآيات الكريمة التالية، فقد قال تعالى في وصف مشهد تهنئة الملائكة للمؤمنين في الجنة: "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار". الرعد 23

أما في وصف النار فقد قال سبحانه وتعالى:" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون". التحريم 6


3- النزول بالوحي:
وهذا العمل خاص بسيدنا جبريل عليه السلام، فهو الملك الذي نزل بالوحي على كل الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وهو أشرف الملائكة وأقربهم إلى الله عز وجل، وفيه قال تعالى:" قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين". البقرة 97  

المصدر : الموقع الاسلامي اسلام ويب
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة