علم التفسير مراحله ومصادره

السوسنة - القرآن الكريم  هو كلام الله سبحانه وتعالى أنزله على رسوله محمد - صلّى الله عليه وسلّم -بواسطة الوحي جبريل - عليه السّلام - المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة النّاس . التفسير لغة : الإيضاح والتبيين والكشف. واصطلاحاً : بيان كلام الله المبيِّن لألفاظ القرآن ومفهوماتها.

مراحل التفسير :
1. التفسير في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
قال تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)  فلقد كان الصّحابة - رضي الله عنهم - إذا استعصى عليهم فهم شيء من القرآن الكريم يتوجهون إلى النبي  - صلى الله عليه وسلم - ليبّن لهم ما استعصى عليهم فهمه وما غمض عليهم  ، قال الله تعالى : " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44).


2. التفسير في عهد الصّحابة - رضي الله عنهم - :
لم يكن الصحابة جميعهم على درجة واحدة بالنسبة لفهم القرآن الكريم ومعانيه , بل تفاوتت مراتبهم ، وأشكل على بعضهم ما لم يشكل على البعض الآخر، ومن الأدلة على ذلك : ما صح من قصة عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - وقد جاء في البخاري وغيره عن ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر ، ويأذن لي معهم . قال : فوجد بعضهم من ذلك ، فقالوا : يأذن لهذا الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله ، فقال لهم عمر : إنه من قد علمتم . قال : فأذن لهم ذات يوم ، وأذن لي معهم ، فسألهم عن هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح فقالوا : أمر الله جل وعز نبيه - صلى الله عليه وسلم - إذا فتح عليه أن يستغفره ، وأن يتوب إليه . فقال : ما تقول يا ابن عباس ؟ قلت : ليس كذلك ، ولكن أخبر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - حضور أجله ، فقال : إذا جاء نصر الله والفتح ، فذلك علامة موتك.

مصادر التفسير :
1. القرآن الكريم :
فالقرآن الكريم يفسّر بعضه بعضًا فأحيانًا تتناول الآية موضوعًا مختصرًا في حين تتناوله آيات أخرى ببسط وتفصيل.

2. السنة النبوية :
فالصّحابة - رضي الله عنهم - كانوا يسألون الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيفيدهم ويزيل ما التبس عليهم .

3. الاجتهاد وقوة الاستنباط : مثل استنباطات ابن عباس رضي الله عنه .

4. التفسير في عهد السلف الصالح :
 بدأ عصر جديد في التفسير بموت الصحابة - رضي الله عنهم - ونشطت هذه الحركة العلميّة نشاطًا واسعًا واتخذت أشكالًا من الدروس العلميّة في كثير من البلدان والعواصم وهناك الكثير من المدارس منها :
- مدرسة مكة :
على يد عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - , فكان يجلس لأصحابة من التابعين في تفسير القرآن الكريم , وكان تلاميذه يستوعبون ما يقوله لهم ثم يروونه لمن يأتي بعدهم ومن أشهر رجال هذه المدرسة : 
* سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وطاووس وعطاء وغيرهم وهم لا يستوون بالرواية عن ابن عباس .


- مدرسة التفسير بالعراق :
 على يد عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وهناك الكثير من الصّحابة ممن سكنوا العراق وقد أخذ عنهم أهلها تفسير القرآن ، ولكن كان أشهرهم ابن مسعود ومن تلاميذه :  
*مسروق وعلقمة بن قيس والأسود بن يزيد ومرة الهمداني والشعبي والحسن البصري وغيرهم من كبار التابعين الذين سكنوا العراق .

المرجع : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي )
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة