شرح وتفسير سورة التوبة

السوسنة - سورة التّوبة : سورة مدنيّة عدد آيتها 129 آيّة .وهذه السّورة العظيمة من آخر ما أنزل على رسولنا الكريم - صلّى الله عليه وسلّم - كما يذكر الشّيخ صالح المغامسي في تفسيره للسّورة.

ويتابع قوله : قد عنيت هذه السّورة بأمور من أعظمها :
بيان حال المنافقون ، والمنافقون ظهرت شوكتهم بعد أن انتصر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم في يوم بدر وقبله كان النّاس على حالين إما مؤمن وإما كافر ولكن بعد انتصار المسلمين في المعركة أصاب بعض الكافرين الخوف فأظهروا عكس ما يبطنون. ورأس المنافقون كان عبد الله بن أبي بن سلول ( كان أهل المدينة قبل الإسلام قد عزموا أن ينصبوه رئيسًا لهم ) وبعد هجرة النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - للمدينة وإسلام أهلها حمل ابن أبي في قلبه بغضًا للنّبي صلى الله عليه وسلم-. وجاءت سورة التّوبة تفضح أعمال المنافقين .-


لماذا لم تبدأ السّورة بالبسملة ؟
بدأت هذه السّورة بقول الله تعالى (براءة من الله ورسوله) ولم تبدأ بالبسملة مثل باقي سور القرآن واختلف العلماء في ذلك اختلافًا كثيرًا ومن أصح ما ورد في ذلك :
لا يتفق قول الله تعالى بالرحمة في قوله " بسم الله الرحمن الرحيم " مع بداية السّورة بقول الله تعالى : بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1) وخاصة أن خامس آية من هذه السّورة العظيمة هي آية السّيف وهي قول الله تعالى : " فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) " كما ورد في قول الشخ المغامسي.

ويقول الشيخ الشعراوي ( رحمه الله ) :
السورة الوحيدة التي لا تبدأ بالبسملة هي سورة التّوبة فوقف العلماء في حيرة أمامها والبسملة وجدت لابتداء السّور والفصل بينها، فمن قائل : الأمر توقيفي وليس له علاقة بانتهاء سورة وابتداء سورة أخرى فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هو من حدّث بهذا ، ولذلك إذا صادف المؤمن في التشريع ما لم يعتاده فهو يقف أمامه وقفة مؤمن موقن أن هذا من عند الله تعالى.

وابن عثيمين (رحمه الله) يقول : 
يبتدىء البعض سورة التوبة بدعائه قائلًا : (أعوذ بالله من النّار ومن شر الكفّار ومن غضب الجبّار والعزّة لله ورسوله ) وهذا من البدع التي لم ترد عن الرسول - صلّى الله عليه وسلّم -، وأما بالنسبة لعدم بدئها بالبسلمة : فهكذا جاءت من الوحي ولو كانت البسملة نزلت فيها لكانت محفوظة وموجودة لأن الله تعالى تعهد بحفظ المصحف ، وقد أشكل على بعض الصّحابة هل سورة التّوبة سورة مستقلة أم هي تبع لسورة الأنفال ؟ فوضعوا فاصلًا بدون بسملة ولو كانت تبعًا للأنفال لم يكن هناك فاصل وكان هذا من الاجتهادات المواقفة للصّواب.وعلى هذا لا يشرع للمسلم الذي يبدأ بتلاوة سورة براءة أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم وإنما يكتفي بقوله أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم.

من أسماء سورة التوبة :


قال الزمخشري :
المشهور من الأسماء اثنين : التوبة وبراءة ، وورد عند ابن عمر بأنها سورة البحوث لأنها بحثت عن سرائر المنافقين ، وورد من أسمائها : الفاضحة ، التي فضحت المنافقين ، والحافرة والمبعثرة وسورة العذاب.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة