من هو الصحابي الذي بايع على الموت ؟

السوسنة - في معركة اليرموك حيث كانت الحرب شديدة والعدو قوي ، تقدم خالد بن الوليد بجيشه إلى موقع اليرموك ، ولما حان وقت المواجهة مع أعداء الإسلام ، أخرج خالد بن الوليد كلا من ؛ عكرمة بن أبي جهل ، والقعقاع ابن عمر للمبارزة ، من أجل بدء القتال ، بعدما تنازل عن هذه المبارزة أبطال آخرين ، وخاصة أن العدو قوي وشديد . 

فحينما تقدم عكرمة نادى بصوت عال : " قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل موطن ، وأفر منكم اليوم ؟!! من يبايع على الموت ؟؟!! " 


فتقدم 400  من فرسان ومحاربي المسلمين يبايعونه ، وكان من ضمنهم ؛ ضرار بن الأزور ، وعمه الحارث بن هشام  ، وتقدم الفرسان الذين بايعو عكرمة أمام فسطاط خالد بن الوليد ، وقاتلو حتى أثبتوا جميعا جرحى . 

ثم جاء خالد بن الوليد ، وأتى بعكرمة وهو جريح ووضع رأسه على فخذه ، وأتى أيضا بعمرو بن عكرمة ووضعه على ساقه  ، وأخذ يمسح بوجهيهما ، ويسقط قطرات من الماء في حلقيهما ، حتى سلم عكرمة روحه إلى بارئها شهيدا إثر جراحه . 
رضي الله عن عكرمة كيف ثبت وبايع الله على الموت في سبيله ، حين تنازل غيره . 

ومما قد ورد فيه وفي صفاته بالأثر .. 

- قال الشافعي عنه : كان محمود البلاء في الإسلام . 

- وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية  : يقال أنه لا يعرف له ذنب بعدما أسلم . 

- وأضاف أبو إسحاق السبيعي في كتاب السير للامام الذهبي :  نزل عكرمة يوم اليرموك ، فقاتل قتالا شديدا ، ثم استشهد ، ووجدوا به بضعا وسبعين طعنة ورمية وضربة . 

فمن موقف عكرمة هذا - رضي الله عنه - ، وجب علينا نحن أن نستدرك أنفسنا ، ونلحق بما فاتنا ، ونقلب صفحة ؛ لنبدأ صفحة جديدة مليئة بالتضحية والبذل من أجل إعلاء كلمة " لا إله إلا الله " . 


وكم نحن الآن بحاجة إليها في ظل التهاون والتخاذل والتآمر الذي يحيط بأمة الإسلام . 
فرضي الله عن عكرمة .