السوسنة - في معركة اليرموك حيث كانت الحرب شديدة والعدو قوي ، تقدم خالد بن الوليد بجيشه إلى موقع اليرموك ، ولما حان وقت المواجهة مع أعداء الإسلام ، أخرج خالد بن الوليد كلا من ؛ عكرمة بن أبي جهل ، والقعقاع ابن عمر للمبارزة ، من أجل بدء القتال ، بعدما تنازل عن هذه المبارزة أبطال آخرين ، وخاصة أن العدو قوي وشديد .
فحينما تقدم عكرمة نادى بصوت عال : " قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل موطن ، وأفر منكم اليوم ؟!! من يبايع على الموت ؟؟!! "
فتقدم 400 من فرسان ومحاربي المسلمين يبايعونه ، وكان من ضمنهم ؛ ضرار بن الأزور ، وعمه الحارث بن هشام ، وتقدم الفرسان الذين بايعو عكرمة أمام فسطاط خالد بن الوليد ، وقاتلو حتى أثبتوا جميعا جرحى .
ثم جاء خالد بن الوليد ، وأتى بعكرمة وهو جريح ووضع رأسه على فخذه ، وأتى أيضا بعمرو بن عكرمة ووضعه على ساقه ، وأخذ يمسح بوجهيهما ، ويسقط قطرات من الماء في حلقيهما ، حتى سلم عكرمة روحه إلى بارئها شهيدا إثر جراحه .
رضي الله عن عكرمة كيف ثبت وبايع الله على الموت في سبيله ، حين تنازل غيره .
ومما قد ورد فيه وفي صفاته بالأثر ..
- قال الشافعي عنه : كان محمود البلاء في الإسلام .
- وذكر ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : يقال أنه لا يعرف له ذنب بعدما أسلم .
- وأضاف أبو إسحاق السبيعي في كتاب السير للامام الذهبي : نزل عكرمة يوم اليرموك ، فقاتل قتالا شديدا ، ثم استشهد ، ووجدوا به بضعا وسبعين طعنة ورمية وضربة .
فمن موقف عكرمة هذا - رضي الله عنه - ، وجب علينا نحن أن نستدرك أنفسنا ، ونلحق بما فاتنا ، ونقلب صفحة ؛ لنبدأ صفحة جديدة مليئة بالتضحية والبذل من أجل إعلاء كلمة " لا إله إلا الله " .
وكم نحن الآن بحاجة إليها في ظل التهاون والتخاذل والتآمر الذي يحيط بأمة الإسلام .
فرضي الله عن عكرمة .