حكم وصل وزراعة الشعر ولبس الباروكة

السوسنة - الشعر من النعم العظيمة التي تعطي الإنسان شكلاً مميزا جميلاً، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالشعر والحفاظ على نظافته وصحته، فقد روى الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ" رواه أبو داود

وقد يصاب الناس ببعض الأمراض التي تضعف الشعر وتجعله رقيقاً متفرقاً، كما يولد البعض بشعر ضعيف أصلاً، وهذا ما يدفع الكثيرين إلى البحث عن وسائل تساعدهم على تسحين شكل شعرهم، فيلجؤون إلى زراعة الشعر أو وصله، أو استخدام الشعر المستعار أو (الباروكة)، ولكن ما حكم استخدام هذه الوسائل لتحسين شكل الشعر؟ وما رأي الشرع فيها؟


- حكم زراعة الشعر:
تجوز زراعة الشعر ولا بأس فيها إذا كان الغرض منها هو إصلاح عيب ما في الشعر سواء أكان هذا العيب بسبب وراثي أو مرضي أو غيره من الأسباب، وقد أحل العلماء العمليات التجميلية جميعها إذا كانت تحقق الشروط التالية:
- إذا كان الغرض منها أن تعيد شكل عضو من جسم الإنسان إلى شكله الأصلي الذي خلقه الله عليه.

- إذا كان الغرض منها أن تساعد العضو المراد تحسينه في أداء وظيفته الأصلية التي خلقه الله لأجلها، بحيث يصبح أفضل وأقدر على أداء وظيفته الطبيعية في جسم الانسان.

- إذا كان الغرض منها إصلاح بعض العيوب الخلقية التي تسبب الأذى الجسدي أو النفسي للإنسان، مثل الشفة الأرنبية ، أو الأصابع الزائدة في الكف أو القدم.

- إذا كان الغرض منها علاج بعض العيوب التي قد تطرأ على الجسم بسبب بعض الأمراض أو الحوادث مثل الحروق أو الجروح الشديدة التي قد تحتاج إلى علاج الجلد وترقيعه مثلاً.

وبناء على ذلك فإن زراعة الشعر جائزة ما دام الغرض منها غرضاً علاجياً يعمل على إعادة الشعر لحالته السابقة، وما دامت الحاجة تدعو إلى ذلك، أما بعدم وجود الحاجة، وعدم وجود أي عيب في الشعر، فإن زراعة الشعر تصبح بغرض التجميل فحسب، ولا تجوز لأنها من  تغيير خلق الله.

- حكم وصل الشعر:
وصل الشعر محرم على الإطلاق، للرجال والنساء، سواءً أكان بلصق الشعر بوصلة من شعر طبيعي أو اصطناعي، بغرض زيادة طوله أو كثافته، فقد روى الصحابي الجليل بن عمر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ" رواه البخاري ومسلم.

والواصلة هي من تقوم بوصل الشعر، والمستوصلة هي من تطلب أن يُوصل لها شعرُها، وأصل النهي عن الوصل ما فيه من خداع وتدليس على الناس، وخصوصاً عند الخِطبة، فهو يُظهر المرأة أو الرجل بمظهر مختلف عن حقيقتهما، وهذا غش وخداع للطرف الأخر.

 - حكم ارتداء الباروكة:
اختلف العلماء في حكم الباروكة، فمنهم من اعتبرها داخلة في حكم الوصل، وحرمها على هذا الأساس، ولكنهم رخصوا استخدامها لمن تساقط شعره بسبب مرض أو حرق أو غيره فأصابه الصلع، وذلك لأن فيها إصلاحاً لعيب ظاهر، ولأن المقصد منها ليس زيادة الجمال بل إعادة شكل الشعر إلى ما كان عليه في طبيعته.

 ومنهم من اعتبرها أشبه بالاكسسوارات التي توضع على الشعر، وذلك لأنها لا توصل بالشعر وإنما توضع فوقه، فقط، وعلى هذا الأساس أجازوا استخدامها، ولذلك فإن حكم استخدام الباروكة مبني على قناعة الشخص ونيته في استخدامها، فإن وجد في نفسه أنها من الوصل، فهي محرمة تحريماً قاطعاً، وإن كان على قناعة بأنها من الاكسسوارات ليس إلا، جاز له أن يستخدمها.


- حكم الوضوء أو الغسل بوجود الباروكة:
المسح على الباروكة جائز، فقد مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على العمامة، ولكن خلعها والمسح على الرأس أولى وأفضل وأحوط، إلا إن كانت هناك مشقة في خلعها، أما في الغسل، فلا يجوز غسلها بل يجب خلعها لوجوب وصول الماء إلى كل البشرة عند الاغتسال.

المصدر  : الموقع الاسلامي اسلام ويب 
الموقع الرسمي للشيخ ابن باز 

 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة