معنى إعجاز القرآن الكريم

السوسنة - كلمة إعجاز هي مصدر للفعل الرباعي الماضي : أعجز ، و الجذر الثلاثي للكلمة هو " ع ج ز " و الجيم في الفعل الماضي الثلاثي تقرأ  مثلثة : بالفتح ، و الكسر و الضم ، فنقول : عجِزَ ، و عجَزَ، وعجُزَ . 
 
  و يقول ابن فارس : للعين و الجيم و الزاي : أصلان صحيحان  ، يدل أحدهما على الضعف ، والآخر على مؤخر الشيء ، و يفصل ابن فارس القول في الجذر " ع ج ز " و خلاصة كلامه أن مادة " العجز " تستعمل في أصلين متوافقين استعمالا أساسيا صحيحا : الضعف عن الشيء  ، و آخر الشيء .
 
 و يقول الراغب الاصفهاني في كتابه " مفردات ألفاظ القرآن " أن العجز التأخر عن الشيء ، وحصوله عند عجز الأمر أي : مؤخره . 
 و هو ضد القدرة ، و أعجزت فلانا ، و عجّزته ، و عاجزته : جعلته عاجزا .
 
 
 و معنى إعجاز القرآن مما سبق يتضح أن معنى الإعجاز هو : الفوت و السبق ، و يطلق على الفائز السابق لخصمه ، و هذا المعنى متحقق في مصطلح إعجاز القرآن . 
 
  و التقدير في ذلك يكون : أعجز القرآن الكافرين عن أن يأتوا بمثله ، بحيث عجزوا عن ذلك .
  و الدليل على عجزهم موقفهم منه ، فهم في عنادهم و تكذيبهم الرسول – عليه الصلاة و السلام – تحداهم بالمجيء بمثله ، لكنهم رفضوا بعد عجزهم ذلك ، زاعمين  أنهم لو أرادوا لفعلوا . 
  و هذا معناه أن القرآن صار معجزا لهم ، حيث هم أمامه ضعفاء عاجزون قاصرون متأخرون عن الإتيان بمثله ، و هو سبقهم و تفوق عليهم .
  و معنى الإعجاز القرآني : عدم  مقدرة الكافرين على معارضة القرآن ، و قصورهم عن الإتيان بمثله ، رغم توفّر ملكتهم البيانية ، و قيام الداعي على ذلك ، و هو استمرار تحديهم ، و تقرير عجزهم عن ذلك . 
  و عجزهم عن الإتيان بمثله على أنهم أفصح الناس دليل على أنه كلام الله  ، و ليس كلام بشر . 
 
 
  و المعجزة مشتقة من الفعل الرباعي أعجز ، و التاء فيها للمبالغة  - على الراجح - ،    و تطلق المعجزة على كل آية أجراها الله على يد رسله ؛  لتكون دليلا على نبوتهم . 
       و للمعجزة شروط هي : 
 
 1 – أن تكون خارقة للعادة ، غير خاضعة لسنن الكونية . و المقاييس البشرية .
2 – أن تكون من فعل الله تعالى . 
3 – أن تكون على يد النبي . 
 
      و لم يرد لفظ معجزة في القرآن الكريم و الحديث النبوي ، و لعلّ أوّل  استخدام لهذا المصطلح كان بعد منتصف القرن الثالث الهجري .
        لكن في القرآن كلمات قريبة من معنى المعجزة ، و هي : 
1 – لآية .   2- البصيرة .    3 – البيّنة .       4 – السلطان .  5 – البرهان . 

المرجع : الخالدي ، صلاح عبد الفتاح ، 2000 ، إعجاز القرآن البياني ، دار عمار ، عمان .