خديجة بنت خويلد

السوسنة - هي أم المؤمنين "خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية" وأولى زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأم كل أولاده عدا ولده ابراهيم، أبوها "خويلد بن أسد" كان سيدا من سادات قريش، وأمها "فاطمة بنت زائدة" واخوتها هالة بنت خويلد، العوام بن خويلد، ونوفل بن خويلد
 
 
اسلامها:
 
كانت خديجة أول من آمن وأول من ثبت وأول من توضأ واول من صلى، وأكبت نزول الوحي قرآنا وتفصيلا، و حين علَم جبريل النبي الوضوء والصلاة قبل فرضها خمس صلوات، صلت مع النبي في نفس اليوم، وقد روي (أن جبريل ظهر للنبي أول ما أوحي اليه في أحسن صورة و أطيب رائحة وهو بأعلى مكة فقال: "يا محمد، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: أنت رسولي إلى الجن والانس فادعهم إلى قول لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم ضرب الأرض برجله فانبعثت عين الماء فتوضأ منها جبريل عليه السلام ورسول الله ينظر إليه، ليريه كيفية الطهور للصلاة، ثم أمره أن يتوضأ كما رآه يتوضأ، ثم قام جبريل يصلي مستقبلا الكعبة ثم أمره أن يصلي معه ركعتين، ثم عرج به إلى السماء ورجع إلى أهله، فسار حتى أتى خديجة فأخبرها فغشي عليها من الفرح، ثم أخذ بيدها حتى اتى بها زمزم، فتوضأ حتى يريها الوضوء، وصلى بها كما صلى به جبريل عليه السلام.
 
 
تجارتها:
 
وهي فتاة راجحة العقل كريمة الأصل ومن أعرق بيوت قريش نسبا، وكانت ترسل الرجال في تجارتها إلى الشام واليمن، وحريصة في من تختاره حتى تضمن تجارتها وأرباحها.
فلما بلغها عن النبي صلى الله عليه وسلم من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، تذكرت يوم اجتمعن في عيد لهن مع نساء أهل مكة فتمثل لهم رجلا فقال: "يا نساء تيماء إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له احمد يبعث برسالة الله فأيما امرأة استطاعت أن تكون زواجا له فلتفعل"، فبعثت اليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجرا إلى الشام، ورجع النبي حتى دخل مكة ورأته خديجة على بعيرة، ودخل عليها واخبرها بما ربحوا في تجارتهم فسرت بذلك.
 
 
زواجها من الرسول:
 
أخذت خديجة تفكر بعدما سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعدما رأت من أمانته وصدقه، فأفضت سرها لصديقتها "نفيسة" أخت الصحابي يعلى بن أمية وقالت: (يا نفيسة إني أرى في محمد بن عبدالله ما لا أراه في غيره من الرجال، فهو الصادق الأمين وهو الشريف الحسيب وهو الشهم الكريم) فقالت نفيسة: تأذنين وأنا أدبر الأمر، فذهبت إليه أعرض عليه نكاحها فقبل.
وقيل بعثت خديجة إلى النبي فقالت له: يا ابن العم، إني قد رغبت فيك لقرابتك ووسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها.
بعد أن رضي بها النبي بالزواج كلَم أعمامه أبو طالب والعباس وحمزة فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه.
 
وفاتها:
 
توفيت خديجة بنت خويلد بعد وفاة عم النبي أبو طالب بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك، في شهر مضان قبل الهجرة بثلاث سنين عام 620م، عن عمر 65 سنة، وقد طال زواجها من النبي 24 سنة و 6 أشهر، ودفنها رسول الله بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ.
وسمي العام الذي توفي فيه أبو طالب وخديجة بنت خويلد بعام الحزن، ولم ينسَ رسول الله محبته لخديجة بعد وفاتها وكان دائما يثني عليها ولم يتزوج عليها حتى ماتت اكراما لها، ولقد كانت مثال الزوجة الصالحة الوفية، فبذلت نفسها ومالها للنبي صلى الله عليه وسلم.
  
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة