أبناء الرسول وبناته

السوسنة - بدأت حياة النبي صلى الله عليه وسلم الأسرية بزواجه بالسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وكان أنذاك في الخامسة والعشرين من عمره، بينما كانت رضي الله عنها تكبره بخمسة عشر عاماً، فكانت في الأربعين من عمرها.
 
وبالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج إحدى عشر امرأة لحِكَم متعددة - ليس هذا المقام لذكرها - إلا أن معظم أبنائه وبناته كانوا من زوجته خديجة رضي الله عنها، فقد أنجبت له القاسم قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، وبه كان يكنى، ثم أنجبت زينب، وبعدها رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، وبعدها عبد الله، وفيما بعد رزق النبي صلى الله عليه وسلم بابن آخر من جاريته مارية القبطية، وهو ابنه ابراهيم.
 
 
وقد قدر الله أن يموت أبناء النبي صلى الله عليه وسلم الذكور جميعاً وهم صغار، أما بناته فقد كبرن وتزوجن رجالاً من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم، ثم قدر الله أن تموت ثلاث من بناته في حياته وهن زينب ورقية وأم كلثوم، وتموت ابنته الأخيرة فاطمة رضي الله عنها بعد وفاته بستة أشهر.
 
وفيما يلي سنوجز بعضاً مما ورد من السير حول حياة بنات النبي صلى الله عليه وسلم: 
 
1. زينب بنت محمد رضي الله عنها:
 هي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع في حياة أمها السيدة خديجة رضي الله عنها، قبل أن يُبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويكلف بحمل الرسالة، وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، كانت من أول من أسلم هي وأمها وأخواتها، إلا أن زوجها لم يدخل الإسلام في ذلك الوقت، حتى أنه شهد غزوة بدر وقاتل فيها مع المشركين، ثم أسر، فأرسلت إليه زينب رضي الله عنها بعِقد لها لتفتديه وتفك أسره، وأقامت معه بمكة فترة من الزمن ثم فرق الرسول صلى الله عليه وسلم بينهما حين نزلت الآيات التي تقضي بتفريق المرأة التي أسلمت عن زوجها المشرك حتى يسلم، فهاجرت إلى المدينة المنورة، ولحقت بأبيها صلى الله عليه وسلم، وبقيت على هذا الحال إلى أن أسلم زوجها في العام السابع للهجرة، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وتوفيت رضي الله عنها في العام الثامن للهجرة.
 
 
2. رقية بنت محمد رضي الله عنها:
كانت رقية رضي الله عنها مخطوبة لعتبة بن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم رضي الله عنها مخطوبة لأخيه عتيبة بن أبي لهب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته في مكة آذاه كفار قريش بشتى أنواع الإيذاء، وكان من أشد الناس إيذاءً له عمه أبو لهب، فقد شهر به وشتمه على مرأى ومسمع من قريش بأسرها وكذبه حين جمع الناس وجهر بدعوته عند جبل الصفا وقال له: "تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟"، وكانت زوجته تضع الشوك على باب النبي صلى الله عليه وسلم وفي طريقه هو وأصحابه لتؤذيهم به ، وأما بالنسبة لبنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن من أبي لهب إلا أن أمر ابنيه عتبة وعتيبة بأن يفارقاهما وهذا ما كان.
تزوجت رقية رضي الله عنها بعد ذلك من عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهاجرت معه إلى الحبشة في الهجرتين الأولى والثانية، ثم عادا إلى مكة وما لبثا أن هاجرا إلى المدينة المنورة، وفي وقت غزوة بدر مرضت رضي الله عنها مرضاً شديداً، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه بأن يبقى بجوارها ليعتني بها، وتوفيت رضي الله عنها بينما كان المسلمون في غزوة بدر.
 
 
3. أم كلثوم بنت محمد رضي الله عنها:
كانت مخطوبة لعتيبة بن أبي لهب - كما أسلفنا – ولما ماتت أختها رقية رضي الله عنها تزوجها الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولقب بذي النورين، لأنه تزوج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، ولم يحظ بهذا الشرف أحد غيره من الصحابة رضوان الله عليهم.
وتوفيت رضي الله عنها في السنة التاسعة للهجرة.
 
 
4. فاطمة بنت محمد رضي الله عنها:
هي الابنة الصغرى للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي سيدة نساء أهل الجنة، تزوجت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد معركة بدر،وأنجبت له الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب، وكانت رضي الله عنها أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كانت لها منزلة كبيرة في قلبه فقد ورد عن الرسول  صلى الله عليه وسلم أنه قال:" فاطمة بضعة منى(جزء مِني) فمن أغضبها أغضبني" رواه البخاري
وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مُزاحمٍ امرأة فرعون" رواه أحمد
 وهي الوحيدة من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم التي ماتت بعد أبيها، ولكنها كانت أسرع أهله لحوقاً به، إذ توفيت رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بستة أشهر.
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة