كيف نعلم أطفالنا الصيام؟

السوسنة - تواجه العديد من الأمهات المشاكل في تعليم الأولاد الصيام خلال شهر رمضان المبارك، ويسعون دوماً إلى أن يتبنى الطفل السلوك السوي في تطبيق هذه العبادة كما يفعل الكبار، ويكونوا جزءاً من العائلة في استقبال هذا الشهر الفضيل.

كما تسعى الأمهات الى أن يصوموا اطفالهم الشهر كاملاً دون انقطاع، وأن يكونوا بصحة جيدة ويكتسبون المعاني الإيمانية للشهر.

العديد من الدراسات والبحوث العلمية أوضحت أن الأطفال الذين يصومون رمضان يتمتعون بنمو بدني ونفسي أفضل بكثير من غيرهم، كما أنهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية.

وأفادت الدراسات أن جسم الإنسان السليم فيه مخزون غذائي يجعله يتحمل الصيام لعدة أيام، وليس لساعات، كما أن هناك فوائد طبية كثيرة للصيام، إذ يساعد على تخليص الجسم من السموم وتنشيط دورة تجديد الخلايا،

السيدة نور وهي ام لثلاثة اطفال، تقول إن آلية تعليم الأطفال الصيام امر سهل للغاية ولا يحتاج الى الجهد الكبير، وعلى الأهل تعويد الأطفال على الصيام عند بلوغ سن السابعة، اضافة الى الدروس التي يتعلمونها بالمدرسة عن أهمية الصيام، ومشاهدة الأهل وهم يصومون فيقتدون بهم.

استاذ الفقه وأصوله بجامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمد الهواري قال: يجب على الآباء والأمهات وكل من يتولى تنشئة الأطفال ورعايتهم بناء جانب العبادة عندهم بتعليمهم أحكام العبادات في الإسلام، حتى تكون عبادتهم على الوجه المشروع الذي بينته الشريعة الإسلامية.

واضاف الهواري أنه مع أن الصيام لا يجب إلا على البالغ لكن ذهب العلماء إلى استحباب تعويد الأطفال عليه إذا كانوا مطيقين له.

استاذة الأرشاد والصحة النفسية نور محرز، قالت إن أطفالنا يقلدون سلوكياتنا في كل شيء، وحتى يتعلم الطفل كم هو محبب لنا شهر رمضان الكريم لا بد أن نبدأ بالتحضير له، وأن نحببهم بالصيام من خلال حثهم عليه ولكن دون أن نطلب من الطفل الذي لم يبلغ السن المناسبة أن يصوم ليوم كامل.

وأضافت محرز: علينا أن نربط الصيام بمفهوم الصيام بأنه فرض على كل مسلم بالغ عاقل، وأن لا نربطه بضرورة الشعور بالفقراء لأننا نشعر بالفقراء سواء بالطعام أو غيره وفي جميع أيام السنة، وليس في رمضان فقط.

وحذرت الأخصائية من عقاب الطفل لأنه لم يصم وعدم إجباره على ذلك قبل سن البلوغ أو في حال عدم وجود القدرة الجسدية لديه على الصيام لساعات طويلة وفي أيام الحر الشديد، داعية الاهل الى تقدير ذلك لأنهم أكثر معرفة بقدرة أطفالهم على التحمل.