مثقفون يدعون إلى مواجهة التطرف والإرهاب بالفكر التنويري

السوسنة  - ما جرى من أحداث مؤلمة في الفحيص والسلط، من قبل فئة ضالة من خفافيش الليل والظلام، يؤكد أن الإرهاب لا دين له، ولا يعرف إلا سفك الدماء وقتل الأبرياء. هؤلاء الإرهابيون الخوارج الذين قاموا بعملهم الجبان، لم ولن ينالوا من صمود الأردن وجيشه وعزيمة الأردنيين الأحرار، ولن يظفروا إلا بالخزي والعار.. والمجد والخلود لشهداء الأردن الذي سطروا بدمائهم دفاعا عن ثرى وطنهم الحبيب.

 الباحث عبد المجيد جرادات:

ترتكز العقيدة القتالية للمنظمات الإرهابية التي تفاجئنا بين الحين والآخر بأفعالها المشينة في أكثر من مدينة أردنية، على مبدأين : الأول، هو أنه يتم « تجنيد « عناصر منتقاة من المجتمعات المحلية، حتى يسهل عليها تنفيذ مهامها بناء على سياسة النفس الطويل، ومن دون أن يتم اكتشافها او الانفراد بمشاغلتها من قبل الأجهزة المعنية بمواجهتها، اما المبدأ الثاني والذي أقترح أن يتم التحوّط إليه بمنتهى الدقة من قبل صناع القرار في (الدولة الأردنية) فهو استهداف الأجهزة الأمنية دون سواها، بقصد استنزاف قدراتها، والتأثير على الروح المعنوية العالية فيها. 

هل ستكون هنالك خطة للاعتماد على دور المرجعيات الاجتماعية بإثارة أسباب الوعي المجتمعي، بحيث ينتبه كل مواطن عندما يُريد تأجير منزله أو شيء من ممتلكاته، ويُحاول أن يعرف الغاية او الهدف، وهل لديه فكرة عن شخصية المستأجر، وما هي طبيعة النشاط او العمل الذي سيُمارس في المكان المأجور؟ تلك هي التساؤلات التي تحتاج للمزيد من  التنبوء الحذر حول خطر الإرهاب، والمؤمل هو أن توضع الوقائع التي نفذت منذ عامين ولحد الآن من قبل الإرهابيين في أكثر من مدينة أردنية، وإن يتم استخلاص توصيات مواجهة الإرهاب مستقبلا ً من المشاهد التي عايشناها في الأيام الأخيرة.   

 الشاعر مهدي نصير: 

بدايةً أدعو الله أن يتقبَّل شهداءنا الذي دافعوا عن هذا الوطن الطاهر في جناته مع الشهداء والأنبياء والصدِّيقين وأن يمن بالشفاء العاجل على كلِّ المصابين والجرحى.

وقبل أيِّ حديثٍ حول الأعمال الإرهابية التي جرت في الفحيص والسلط في الأيام الماضية وقبلها في اربد والكرك ومعان علينا أن نقرأ ما جرى بامتداداته الفكرية والسياسية وليس الأمنية الآنية فقط مع ضرورتها, فهذا العمل المجرم له حواضن فكرية وفقهية مقدسة تجعل ممن يقومون بهذه الأعمال الإجرامية أبطالاً وشهداء يعملون على نشر رؤيتهم الظلامية للدين وتطبيقه بالقوة على المجتمع.

مكافحة الإرهاب تبدأ من مكافحة ومواجهة هذا الفكر الظلامي ونشر التنوير والعقل والفنون والآداب في مدارسنا وجامعاتنا وتربية أبنائنا على روح التسامح التي تزرعها هذه الفنون والآداب في عقولهم وسلوكهم .

الإرهاب ينتشر في منطقتنا انتشاراً جارفاً ويجد له حواضن بسبب التخلف واليأس والفقر والبطالة التي تعيشها مجتمعاتنا ومكافحته والقضاء عليه يتطلب عملاً مجتمعياً مؤسسياً يبدأ من البيت والمدرسة والجامعة ومنابر العمل الثقافي والسياسي من إذاعات وفضائيات التي تتبنى العقل والفكر التنويري المتسامح, ويتطلب أيضاً عدالةً اجتماعيةً وسياسيةً واقتصاديةً  تجعل من المجتمع بكل مكوناته مشاركاً فعلياً في بناء مجتمعه والدفاع عنه.

 الشاعر أحمد كناني:

يولد الإرهاب في نفس مصابة بالمرض، مكتفية بذاتها وما أوتيت من معرفة غالبا ما تكون ضحلة وموجهة فلا تضع باعتبارها الآخر ولا تقيم للحوار والانفتاح والتعايش وقيم المشاركة أية قيمة.

يولد الإرهاب حين يكون الإنسان منغلق الفكر والنظرة قابعا في دائرة مغلقة تنكر ثقافة الاختلاف وتتوجس بالفن والإبداع وتقسم العالم بالمسطرة وتصنف المخلوقات ضمن مقولة ما يشبهني وما لا يشبهني فتعلي من شأن الشبيه وتسعى إلى محو المختلف ولا تظهر رغبة بقبوله أو الحوار معه، من هنا تتولد لدى هؤلاء هذه الرغبة بالقتل والتخريب والتفجير وكأنهم يرون في خلق الله أعداء لهم بدعوى أنهم ليسوا من أتباع منهجهم. إن الفكر الذي ينطلق منه هؤلاء لا تقبله أديان ولا أعراف ولا قيم إنسانية ذلك أن إنهاء حياة إنسان آمن أمر لا يمكن قبوله  بدعوى اختلافه عنا وادعاء أننا وحدنا من نملك المعرفة واليقين ووحدنا من نصنف الخلق إلى كافر ومؤمن.

هؤلاء نبت شيطاني قد نصب نفسه وصيا على الدين وقائما بأمر الله الذي يدعون قربهم منه وهم عنه بعيدون.. إن معركتنا ضد هؤلاء جولات ينبغي لنا أن نعد لها بالحوار والوقوف على المسببات وتضافر الجهود تربويا وإرشاديا ونفسيا كي يظل الوطن أبهى والبلاد بمنأى عن قبح هؤلاء وشرورهم.

 الروائي نائل العدوان:

هذا العمل الارهابي الجبان الذي استهدف دماء الابرياء لن يزيد الوطن وأبناءه إلا صموداً وعنفواناً، وهذا يحتم علينا مكافحة الإرهاب عن طريق نشر الفكر الواعي والثقافة الرشيدة والتي تحمي المجتمع وخاصة فئة الشباب من أن يقعوا فريسة للجماشعات الارهابية المارقة وفكرها الظلامي. رحم الله شهداء الوطن ونتمنى الشفاء للمصابين. الدستور