خبراء لـ السوسنة:يجب بناء استراتيجة اكثر دقة لمواجهة الارهاب بعد عملية السلط

 السوسنة  - أنهت السلطات الامنية في الاردن، عملية المداهمة التي تمت في محافظة السلط، بعد قتل واعتقال  ارهابيين تحصنوا في احدى العمارات السكنية، ليكون وكراً لهم لتدبير عمليات تخريبة في المملكة. 

العملية التي ارتقى بها 4 شهداء من رجال الامن،  وعشرات الجرحى من المدنيين، كشفت عن نوايا خبيثة كان الإرهابيون يخططون لها، مما سلط الضوء على ضرورة قراءة الحادثة بين السطور، ووضع استراتيجية اكثر دقة لتفادي خطر اي عمليات قد تحدث لاحقا. 

وهذا ما اكد عليه خبراء ومحللون سياسيون لـ "السوسنة" ، حيث بينوا ان على الاردن أن يعيد النظر جيدا بالاليات التي  يتبعها في مواجة خطر الارهاب والتطرف، خاصة العمليات الارهابية التي  تكون من الداخل وبالادوات الاردنية. 

الظرف الإقليمي في الدول المجاورة 
 
وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي، إن الظرف الإقليمي والذي تمثل بدحض التنظيمات الإهاربية في الدول المجاورة، يعد سببًا بارزًا لقيام هذه الجماعات بتنظيم عملياتها الإجرامية في الأردن، والتي كان آخرها عمليتي السلط والفحيص.
 
وبيّن العبادي في تصريحات لـ السوسنة أن الأعمال الإرهابية الإجرامية التي قام هؤلاء المخربون تأتي للقضاء على الفكر والثقافة والعمل على إثارت الفتن. 
 
وأشار إلى أن أجهزتنا الأمينة دائمًا سبّاقة وذكية وتثبت قدرتها على الوصول للمعلومات الإستخباراتية وتتبع الإرهابيين والقضاء عليهم بوقت قياسي.
 
وأوضح أن على الدولة الأردنية أن تأخذ دورسًا من عملية السلط، وذلك من خلال مراقبة بعض الإعلاميين ورجال الدين الذين يجعلون منابرهم وسطًا لبث الأفكار الهدامة وزعزعة الأوضاع، مما سيكون له أثر في إضعاف الجبهة الداخلية. 
 
تدبير وتخطيط مسبق 
 
الخبير الأمني في مكافحة الإرهاب محمد الدباس، أوضح أن بداية الأعمال التخريبية لهؤلاء الإرهابين، كانت بزرع قنبلة تحت مركبة أمنية في منطقة الفحيص بالقرب من المهرجان،  مما يدلل على أن هؤلاء الإرهابيين يحملون أفكارًا ظلامية ضد الثقافة والفن. 
 
وأشار الدباس في تصريح لـ السوسنة إلى أن القراءات الأولية لعملية الفحيص ومن بعدها السلط، تبيّن أن الإرهابين خططوا من قبل للعملية، موضحًا أن القنبلة التي زرعت في الفحيص بدائية الصنع من حيث المواد، غير أن طريقة زرعها تمت بعناية في وقت تبديل دوريات الأمن مكان الواجب.
 
وبيّن أن الهدف الذي يسعى إليه المخربون، هو إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا ، مشيرًا إلى أن الفكر الإجرامي يتغذى دومًا على الدماء وعلى آثار التخريب. 
 
وأضاف الدباس، أن استمرار العملية الأمنية في السلط أكثر من 10 ساعات مؤشر لقوة أجهزتنا الأمنية وقدرتها على تتبع الإرهابيين من خلال المعلومات الاستخباراتية الدقيقة بوقت قياسي.
 
وحول احتمالية أن تكون هذه الجماعة ممتدة مع جماعات إرهابية أخرى، قال الخبير إن كل الخيارات متاحة، فإما أن تكون هذه الجماعة الإرهابية خلية نائمة تعتمد على التمويل الذاتي أو أن لها صلات مع جماعات أخرى، مشيرًا إلى أن التحقيقات ستكشف ذلك. 
 
انشقاق طبيعي لمرحلة ما بعد داعش 
 
المحلل السياسي الدكتور عامر سبايلة، قال إن ما جرى في السلط والفحيص من أعمال إرهابية استهدفت المدنيين ورجال الأمن، هو انشقاق طبيعي لمرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابي. 
 
وبيّن في تصريح لـ السوسنة أن الأردن بلد مستهدف بشكل مباشر من قبل الجماعات الإرهابية، ولا يمكن اخفاء ذلك.
 
وأوضح أن عملية السلط تشير بوضوح إلى أن هناك بوابة جديد للإرهاب تستهدف الأردن بأدوات أردنية، معللا ذلك بأن الأرهابين الذي تم القاء القبض عليهم في عملية السلط أردنيون وعلى علم بالحالة الاردنية.
 
وبيّن السبايلة أن على الدولة الأردنية أن تدرك أنها على مواجهة مفتوحة مع الإرهاب، ولا بد من تهيئة الرأي العام الأردني لهذا الأمر، من خلال استحداث نمطية جديدة للتعامل مع قوى الشر. 
 
وأشار ألى أوجه القصور بالتعامل مع العمليات الإرهابية على المستوى العملياتي والمتمثل بوقوع ضحايا، وعلى جانب إدارة الأزمة وما يرافقها من انتشار للشائعات.
 
وقال إن الأردن ما زال يفتقر لوجود استراتيجية واضحة للتعامل مع الإرهاب ومكافحة التطرف، مشيرًا إلى أن كل الإجراءات الرسمية تأتي فقط وقت وقوع العمليات.
 
وأكد ضرورة رسم استراتيجة مختصة بمكافحة التطرف تقوم عليها جهة محددة دون أي تدخلات، وأن تكون هذه الاستراتيجية وطنية، لمواجهة الفكر المتطرف على صعيد التخطيط وإيجاد الأدوات المناسبة لها، وعلى أن تكون هذه الجهة خاضعة للرقابة والتقييم. 
 
ونفذت قوة أمنية مشتركة مداهمة لخلية إرهابية بعد الاشتباه بتورّطها في حادثة الفحيص الإرهابيّة.
 
وأدت المداهمة لاستشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة آخرين بينهم مدنيون وإلقاء القبض على 3 من أفراد الخلية الإرهابية.
 
وكان المشتبه بهم رفضوا تسليم أنفسهم وبادروا إلى إطلاق نار كثيف تجاه القوّة الأمنيّة ، وفجروا المبنى الذي يتحصّنون به، والذي فخخوه في وقت سابق، ما أدّى إلى انهيار أجزاء منه خلال عمليّة المداهمة.