تعرف على المسلمين الذين لا يصلون في المساجد ..

السوسنة  - يتسائل الكثيرون عن طائفة البهرة التي يكثر توزاجدها في مصر، اضافة الى الغرابة في ادائهم للعبادات، وطرق صلاتهم وصيامهم.

لطائفة البهرة قصة طويلة تعود الى زعيمهم الذي يسمونه مفضل سيف الدين، حيث يتسم البهرة بوحدة الزي للنساء كما أن هناك زي موحد للرجال، ويتميزون بأنهم مسالمون ولا يختلطون كثيراً إلا مع أتباع طائفتهم وإن كان الاختلاط لا يمكن تجنبه نظراً لعملهم بالتجارة.

يقوم أعضاء الطائفة بجمع مبلغ شهري من كل الأعضاء للإنفاق على المشاريع المشتركة وذلك يعتبر مصدر التمويل.يصل عدد أتباعها في العالم إلى مليون ونصف المليون شخص مركزهم الرئيسي في بومباي ويتواجد غالبيتهم في اليمن والهند ويحرصون على إقامة علاقات جيدة مع الحكام.

وفي كل عام يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة "الداؤوديين" إلى منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء بحوالي 90 كم لزيارة ضريح حاتم محيي الدين

 في عام 1979 سمح لهم الرئيس محمد أنور السادات بدخول مصر وترميم مسجد الحاكم بأمر الله وتعامل معهم بشكل طيب، إذ يعتمد تواجدهم في مصر على تقديس الحاكم بأمر الله، الذي يعتقدون أنه حي وسوف يعود ذات يوم من خلال حائط موجود داخل مسجده، رغم أنه من المعروف أن الحاكم بأمر الله قُتل على يد أخته ست الملك، وعدد أتباعهم تم تقديره في عام 2014 بحوالي مليون شخص غالبيتهم في اليمن والهند، وأعدادهم في مصر يقدرها البعض بـ10 آلاف، هي طائفة "البُهرة" الهندية.. فمن هم؟ وما هي طقوسهم؟

 
في 17 أغسطس، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البُهرة بالهند، وأول من أمس الإثنين، تكرر نفس المشهد وكان برفقة سلطان البهرة، شقيقه الأمير قصي وجهي الدين، ونجلاه الأمير جعفر الصادق، والأمير طه سيف الدين، ومفضل حسن ممثل سلطان البهرة بالقاهرة، وتبرعوا بـ10 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر". لمعرفة المزيد من التفاصيل (اضغط هنا)
 
من هم البهرة؟
 
كانت أرض اليمن هي المحطة الأولى للطائفة، لكنهم سرعان ما انتشروا في الهند عن طريق عملهم بالتجارة، ونجحوا في جذب عدد كبير من الهندوس إلى مذهبهم، وفي هذه المرحلة سمّوا "البُهرة"، وأصبحت الهند المركز الرئيسي لطائفتهم. ولمعرفة المزيد عنهم وعن حياتهم في مصر (اضغط هنا)
 
يرتدي الرجال ملابس بيضاء عبارة عن جلباب قصير وتحته سروال، وفوق رؤوسهم طاقيات بيضاء مزركشة بألوان مختلفة، وللنساء زي موحد تكون ألوانه زاهية، ومعروف عنهم أنهم يتمسكون بكل ما ينتمي إلى العصر الفاطمي ويحاولون إحياءه في طقوسهم واحتفالاتهم.
 
الاحتفالات
 
الاحتفالات لها معنى وأهمية كبيرين في حياة طائفة البهرة، ومن أهمها عيد مولد الأئمة الفاطميين، وعيد سلطان الطائفة محمد برهان الدين ويحتفلون به في 11 مارس من كل عام داخل مسجد الحاكم بأمر الله بعد أداء صلاة الفجر، كما يحتفلون بعيد الغدير في اليوم الـ18 من شهر ذو الحجة. والذي بحسب معتقدهم، اليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيّن فيها علي بن أبي طالب مولى للمسلمين من بعده، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يسمى بـ "غدير خم"، بجانب احتفالهم بعيدي الفطر والأضحى.
 
وأيضا يحتفلون بمولد الإمام المالك الأشتر في منطقة المرج، بجانب المشاركة في موالد الصوفيين مثل الإمام الحسين وعلي زين العابدين والسيدة زينب والسيدة نفيسة.
 
الأضرحة والصلاة
 
لعل الطقس الأهم عند البهرة هو زيارة قبور الأجداد، وتتمثل في مساجد الحاكم بأمر الله، الجيوشي، الأقمر وغيرها من الآثار الفاطمية في مصر، وفي اليمن يتوجهون إلى منطقة حراز لزيارة ضريح حاتم الحضرات وهم حاملين سلطان الطائفة فوق حمالة خشبية ويرددون أدعية خاصة بهم، كما يتوجهون لزيارة ضريح أروى بنت أحمد الصليحي.
 
وفي صلاتهم لا تفريق بين رجل وامرأة الجميع يصلون معا، ويرددون الترانيم ويطوفون بضريح الحاكم بأمر الله الذي يمثل قبلة البهرة في مصر ثم يشربون من بقعة من أرض الجامع يعتقدون أن الحاكم بأمر الله شرب منها، قبل أن يطوفوا رافعين الرايات والأعلام في شارع المعز لدين الله الفاطمي، كذلك يوزعون الصدقات والأموال على الفقراء داخل المسجد.
 
الانعزال
رغم أن عددهم يقدر بحوالي مليون إلا أنهم يفضلون أداء طقوسهم في سرية وفي عزلة، ولعل السبب في ذلك ما تعرضوا له من إبادة وتهجير على يد صلاح الدين الأيوبي.
 
وعلى موقع "الإسلام سؤال وجواب" طرح أحدهم سؤالا عن طقوس البهرة، وجاء الرد عليه: "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة تقول إنهم لا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين، وظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة، وباطنهم شيء آخر، فهم يصلو ، ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر، ويذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين، لكنهم يقولون إن الكعبة هي رمز على الإمام".