تعرّف على عاصمة الثقافة الإسلامية في 2018

السوسنة - تحتفي أذربيجان في 20 يونيو الجاري باختيار مدينة ناخشبان عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية لعام 2018م، وذلك ضمن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تديره المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).

 

ويشارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو في الحفل الرسمي لانطلاق الاحتفالية بحضور السيد  أبو الفاس غراييف،  وزير الثقافة الآذري، وعدد من المسؤولين في الحكومة المحلية لإقليم ناخشبان،  وفي الحكومة المركزية في باكو.
 
 
 
ويعود تاريخ ناخشبان (ناخيتشيفان) إلى خمسة آلاف سنة، ما يجعل هذه المدينة المشهورة أحد أقدم المراكز الثقافية في منطقة القوقاز؛ فهي عاصمة جمهورية ناخشبان (ناخيتشيفان) المستقلة ذاتياً، التي تبلغ مساحتها 5 آلاف وخمسمائة كيلومتر مربّع، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 450 ألف نسمة، وتحدُّها تركيا وإيران وأرمينيا.
 
ويرجع تاريخ الاستقلال الذاتي لناخشبان إلى سنة 1921م حين تمَّ التوقيع على وثيقتين دوليتين مهمتين، هما معاهدتا موسكو وقارص، حيث وضعت المادة الثالثة من المعاهدة الأولى والمادة الخامسة من المعاهدة الثانية، أسس الحكم الذاتي، وحدَّدتا مجال جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً. وبموجب هاتين الوثيقتين، فإن جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً التي أنشئت في عام 1924م، تُعدُّ جزءًا لا يتجزأ من جمهورية أذربيجان.
 
وتتكون ناخشبان المستقلة ذاتياً من سبع جهات إدارية، تضم 5 مدن و8 مقاطعات و206 قرى، وتشكل إقليماً مستقلاً ذاتياً داخل أذربيجان بناءً على دستورها المعمول به (1995)، ويعد المجلس الأعلى، المكون من 45 نائباً يشغلون مناصبهم لمدة 5 سنوات، أعلى سلطة تشريعية في الإقليم. ووفق دستور جمهورية أذربيجان ودستور جمهورية ناخشبان المستقلة ذاتياً، يُعدُّ رئيس هذا المجلس أرفع مسؤول في ناخشبان، ويمارس مجلس الوزراء السلطة التنفيذية، فيما تتولى المحاكم ممارسة السلطة القضائية.
 
وتزخر ناخشبان بفضل موقعها الإستراتيجي، بتاريخ حافل في منطقة القوقاز حيث تعد بتاريخها الثقافي العريق أحد أهم عوامل إغناء الحضارة الأذرية القديمة، كما أنها لا تزال تسهم في المجال الثقافي في دولة أذربيجان.
وتتوفر ناخشبان على آثار ومعالم تاريخية تشهد على غنى الثقافة الإسلامية فيها، من قبيل البلدات والمدن القديمة، والحصون المنيعة والمآثر الطبيعية وشواهد القبور والأضرحة التي تُعدُّ مثالاً لروعة المآثر العمرانية. ونظراً لذلك، تمَّ جرد أكثر من ألف و200 معلمة تاريخية، تتمتع 57 منها بصيت عالمي، و496 منها بشهرة على الصعيد الوطني. 
 
كما ظلَّ تطوير العلوم والتعليم ضمن اهتمامات ناخشبان بما يضمن تعزيز إسهاماتها وإنجازاتها في المعرفة الإنسانية، لاسيما في مجال الثقافة الإسلامية. وفي هذا الصدد، تعمل العديد من المؤسسات والمراكز على متابعة وتنفيذ هذه المشاريع، من ضمنها قسم ناخشبان التابع للأكاديمية الأذرية للعلوم وجامعة ناخشبان الحكومية وجامعة ناخشبان ومعهد ناخشبان للمعلمين، بالإضافة إلى ثلاث مؤسسات للتعليم الثانوي المتخصص والثانوية العسكرية حيدر علييف وخمس مدارس للتكوين المهني و216 مدرسة ثانوية.
 
ويتضمن برنامج الاحتفاء بناخشبان عقد مؤتمرات وندوات عن تاريخ المدينة الثقافي وأعلامها، وإسهامها العلمي والحضاري في التراث الإسلامي.
 
كما يتضمن تنظيم معارض الكتب المطبوعة والمخطوطة والوثائق والمصورات، وإعداد لوحات تعريفية بالمدينة أو بعض معالمها ذات الأهمية التاريخية والثقافية.
 
وسيشهد الاحتفاء تنظيم زيارات للمشاركين إلى المتاحف وأهم المعالم الأثرية والمكتبات في المدينة، إلى جانب إقامة مهرجانات ثقافية وفنية تشتمل على أمسيات شعرية ومسرحيات وأعمال فنية وثقافية.