سُبل وكيفية حسن الظن بالله تعالى

السوسنة - جمانة صوان - سئل الشّافعيّ : كيف يكون سوء الظّنّ بالله ؟ قال : الوسوسة ،و الخوف الدائم من حدوث مصيبة ، و ترقّب زوال النّعمة ، وكلّها من سوء الظن بالرّحمن الرّحيم .
 
إنّ إحساس المؤمن بأنّ زمام العالم لن يفلت من يد الله يقذف بفؤاده الطمأنينة فمهما  تقلّبت الأحوال واضطربت فلن تبت فيها إلا مشيئة الله العليا :" والله غالب على أمره و لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون " (يوسف:21)
 
ثم إنّ حسن الظّنّ بالله يجعل المرء يقبل – وهو مطمئن- خسارة النفس و المال ، وهذا ما عنته الآيات الكريمة :"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و على الله فليتوكل المؤمنون " (التوبة:51)  و ليس القصد مصادرة مشاعر المؤمن و حبسها ، وإنّما الاعتدال و منع الاستغراق فيها و الاطمئنان إلى حكمة الله عزّ وجلّ . قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في الحديث الّذي يرويه عن ربّه: قال اللهُ جلَّ وعلا" أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فليظن بي ما شاء ".
 
ثم إنّه لا يرفع قضاء حتّى يُرضى به ،فمن رضي بقدر الله أعطاه الله على قدره ، فلا تجعل الأحداث تهز إيمانك بربك فالابتلاءات لها مغازٍ .وعلى المؤمن أن يؤمن بحكمة الله في كلّ ما يصيبه سواء  أكان نعيما أم بؤسا ، فاعبد الله على أنه إله حكيم ، يبتلي بالخير و الشّرّ ، و لا تعبد الله على حرف (طرف) "و من الناس من يعبد الله على حرف  فإن أصابه خير اطمأن به و إن أصابته فتنة انقلب على وجهه  خسر الدنيا و الآخرة ذلك  هو الخسران المبين "( الحج :11) فسلّم أمرك لله. فكلّ ما يخفيك دون قوّة الله ، فإذا قلت "حسبنا الله و نعم الوكيل" فأنت وضعت الله في مواجهة كلّ ما هو دونه ، فلا تخف . 
 
و يكون حسن الظن بالله بإدراك صفاته ، والتوكّل عليه لا بالقول فقط و إنّما بالقلب، و ألّا ترجو إلّا الله ، فتحسن عبادته و تخلص في الدعاء له و تتيقن من الإجابة ، و تأخذ بالأسباب ، و تشكر النعمة و تصبر على البلية فحكمة الله  فيهما قائمة  قد لا ندركها ، لكنّ الله يريد بعبده خيرا ، فله سبحانه الخبايا و لنا حسن الظنون ، و أمر المؤمن كلّه خير ما دام سلم أمره لله و توكّل عليه ، فالله نعم الوكيل .