أكاديمي مغربي يدعو إلى تغيير طرق تدريس العلوم الإسلامية

السوسنة - اعتبر أحمد الخمليشي، مدير "دار الحديث الحسنية" في الرباط، الأربعاء، أن تدريس العلوم الإسلامية بطريقة التلقي والتلقين أفرز فرقةً وعنفاً ودماءً، ودعا إلى الانتقال إلى مرحلة التساؤل والوعي بفقه المآل.


جاء ذلك خلال خلال محاضرة له، في افتتاح فعاليات تأهيل طلبة الدراسات العليا في المؤسسة ذاتها، في موضوع "مراعاة المآل (نتائج الفعل) في العلوم الإسلامية".

وقال الخمليشي إن "منهج التلقي والتلقين ظهرت نتائجه الآن في العالم أجمع، وما العنف والفرقة وإسالة الدماء وتفجير المساجد إلا أمثلة عما يمكن أن يأتي منه".

ودعا إلى "الانتقال من مرحلة التلقين والتلقي إلى مرحلة التساؤل والبحث عن بناء المعرفة".

وأوضح أن "مراعاة المآل مبدأ أصيل في الثقافة الإسلامية، واهتم به العلماء المسلمون السابقون، وعالجوا به أوضاعهم ومشاكلهم".

ومضى قائلا إن "التفاعل مع تلك الأوضاع بفقه المآل هو ما دعاهم إلى إبداع عدد من القواعد، مثل ما سموه سد الذرائع ومراعاة ظروف الزمان والمكان ومراعاة الأعراف".

وشدد على أن "واقع الأمة الإسلامية أكثر سوءا اليوم، ما يدعو إلى الرجوع لتحكيم هذه المبادئ من قبل علماء المسلمين ومراعاة فقه الواقع ومآلات الأمور".

وانتقد الخمليشي العلماء الذين كانوا يدافعون عن منع المرأة من قيادة السيارة، معتبرا أن ذلك "واحد من إفرازات غياب فقه المآل ومراعاة الواقع".

وتابع: "استمعت إلى شيخ منهم يحذر من سياقة المرأة للسيارة، معتبرا أنها تشتت تفكير المرأة، وأن الجلوس في وضعية سياقة يضيق حوضها ويعرضها لعدم الإنجاب".

وسمحت السعودية، يوم 26 أيلول الماضي، للمرأة بقيادة السيارة في المملكة.

وخلص الخمليشي إلى القول إنه لا بد لأصحاب العلوم الإسلامية من تجديد طرق التدريس والوعي بمبدأ فقه المآل، لـ"تجنيب المجتمعات الإسلامية الأوضاع المأساوية التي انتهت إليها شرقا وغربا".

وتعتبر مؤسسة "دار الحديث الحسنية" من أعلى مؤسسات تدريس العلوم الإسلامية في المغرب، حيث يعهد إليها بمهمة تأهيل العلماء والباحثين في مجال الدراسات الإسلامية العليا المتخصصة والمعمقة.