داعش .. التكفير تبرير لـ القتل

 السوسنة - كشف أحد منشقى تنظيم داعش الإرهابى، عن أن التنظيم الإرهابى لديه منهج فى التكفير، وأن الفكر الداعشى، يتبنى منهج «التكفير المعين» كمفهوم أساسى ليكون ذريعة للقتال، يستخدمه عبر أبواقه الإعلامية، ويتخذون منه أمرًا تحفيزيًا لعناصره كأداة للحروب التى شنها «داعش» على مدار السنوات الماضية.

وأوضح المنشق، أن التنظيم الإرهابى، قسم التكفير إلى عدة مسائل لديه، منها إعانة الكفار فى حربهم ضد المسلمين، والحكم على البلاد الإسلامية ومؤسساتها، وتكفير من دخل بالعملية السياسية.
 
تكفير من يتعاون مع الأنظمة
عند النظر إلى ما أطلق عليه «تكفير من يتعاون مع الأنظمة»، فيما أسماه المنشق بـ«إعانة الكفار فى حربهم ضد المسلمين»، يقول أبوعمر البغدادى فى كلمته التى جاءت بعنوان «قل إنى على بينة من ربي» فى ٢٠٠٧: «نرى كفر وردة من أمدَّ المحتل وأعوانه بأى نوع من أنواع المعونة من لباس أو طعام أو علاج ونحوه، مما يُعينه ويقويه، وأنَّه بهذا الفعل صار هدفًا لنا مستباح الدم»، وفى كلمته «أذلة على المؤمنين» قال «وإنَّى أخطب فيكم اليوم وأقول: ضحّوا تقبّل الله ضحاياكم بمرتدّى الصحوات فإنهم صاروا للصليب أعوانًا، وعلى المجاهدين فرسانًا، فهتكوا العرض، وسرقوا المال، وأرادوا أن يقطفوا ثمرة دماء الشهداء».
 
تكفير البلاد الإسلامية
يرى التنظيم الإرهابي، أن الدول الإسلامية إذا حكمتها شرائع الكفر - حسب وصفهم - أى القوانين الوضعية، وكانت الغلبة فيها لتلك الأحكام، فهى تعد من الدول الكافرة، ويتابع التنظيم الإرهابي: «الأحكام التى تعلو جميع ديار الإسلام اليوم هى أحكام الطاغوت وشريعته، فإننا نرى كفر وردة جميع حكام تلك الدول وجيوشها، وقتالهم أوجب من قتال المحتل، لذا وجب التنبيه أننا سنقاتل أى قوات غازية لدولة الإسلام فى العراق، وإن تسمت بأسماء عربية أو إسلامية»، حسبما قاله أبوعمر البغدادي.
 
تكفير الجيوش والمؤسسات العسكرية
وخلال كلمة العدناني، التى جاءت بعنوان «السلمية دين من؟»، قال إن الجيوش التى تحمى الأنظمة كافرة، وفى مقدمتها الجيش المصري، والليبى والتونسي، والسوري، فالقول اليوم هو بكفرها وردتها وخروجها من الدين ووجوب قتالها، لأنها ترسى مبادئ العلمانية، لأنها تعد من الطائفة الممتنعة.
 
ولكن قياس الجيش والأجهزة الأمنية على الطائفة الممتنعة لا يستقيم؛ فالجيش ليس طائفة! وهو لم يجتمع على الامتناع عن الشريعة، ولم يؤسس على ذلك، بل هو مؤسسة من مؤسسات وأجهزة الدولة التى تتبع لها، ولها عمل محدد فيها، وهى جزء منها.
 
تكفير من دخل بالعملية السياسية
أما فيما يخص مسألة الأنظمة الحاكمة فى العالم الإسلامي، يقولون: «نرى أنَّ أنظمتها ودساتيرها واقعة فى تبديل شريعة رب العالمين بين مستقل ومستكثر، ومعظمها لا يزعم أنها تحكم بالشرع على كل حال».
أبوعمر البغدادى فى كلمته التى جاءت بعنوان «قل إنى على بينة من ربى»، يقول: «نرى كفر وردَّة كل من اشترك فى العملية السياسية، كما نرى أن منهج الحزب الإسلامى منهج كفر وردة، لا يختلف فى منهجه وسلوكه عن سائر المناهج الكافرة والمرتدة»، ويتابع أيضًا فى كلمته التى بعنوان: «جريمة الانتخابات الشرعية والسياسية» يقول: «فالنواب والمُشرِّعون أوثانٌ منصوبة تحت قبة تخضع لقانون أو دستورٍ ظالمٍ جائر يناقض الشريعة الإسلامية ويحاربها فى كثيرٍ من أصول ديننا الحنيف، وأما المُشرِّعون فهم كفار بلا غُبار».
 
والعدنانى أيضًا فى كلمته «السلمية دين مَنْ؟» فى مواضع عدة يقول: «فلتعلموا يا أهل السنة الثائرين فى كل مكان أن داءنا ليس هو الأنظمة الحاكمة وإنما القوانين الشركية التى بها يحكمون فلا فرق بين حاكم وحاكم ما لم نغير الحكم، لا فرق بين مبارك ومعمر وابن علي، وبين مرسى وعبدالجليل والغنوشي، فكلهم طواغيت يحكمون بنفس القوانين غير أن الأخيرين أشد فتنة على المسلمين؛ إذًا فمرسى وعبدالجليل والغنوشى طغاة ومرتدون».
ويتابع: «كيف لا؟ وحزب الإخوان وأخوه حزب الظلام تخليا عن كل ثوابت الإيمان وكثير من فروع الإسلام؛ تخليا عن ثوابت الإيمان عندما وافقوا على نسبة الحكم والتشريع لغير الله تعالى.. ثم تخليا بعد ذلك عن كثير من فروع الإسلام وذلك أنها عندما وافقت على هذا الكفر وأقرت به ادعت زاعمة أنها سوف تتخذ من هذه الوسائل الديمقراطية سبيلًا لتطبيق شرائع الإسلام وجزئياته».