يسافر قرابة ألفي بوسني إلى مكة لأداء حج هذا العام، ومن المقرر أن تغادر عشر طائرات ركاب البوسنة إلى السعودية على مدار الأيام القليلة المقبلة، وعلى متن إحدى تلك الطائرات سوف يكون هناك المتقاعد، عليا يوسفيتش، الذي قال إن الحج بمثابة أمنيته الأخيرة.

 

الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، ويتوقع كل مسلم أن يؤديها مرة واحدة على الأقل في العمر، طالما كان قادراً على ذلك من الناحيتين الجسدية والمادية.

 

وقد انضمت السيدة البوسنية، أميرة نوركوفيتش، إلى أسرتها لأداء فريضة الحج، وقالت إن "الرحلة بمثابة ذروة حياتها".

 

نقل مثل هذا العدد الكبير من الأشخاص في هذه الفترة القصيرة أمر معقد لوجيستيا، لذلك يدفع المنظمون بشدة من أجل أن تسير الأمور كلها على ما يرام، ولابد أن تكون الوثائق مرتبة ويتم فحص جوازات السفر، كما يتم إصدار وثائق التأمين الصحي الخاصة بالحج لتغطية أي أمراض أو إصابات غير متوقعة.

 

يزيد الطلب على الحج كل عام، وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الحج في الجمعية الإسلامية البوسنية، مودريس نظيم خليلوفيتش، إن "ما مجموعه 1738 بوسنياً سيؤدون الحج هذا العام".

 

وأضاف خليلوفيتش: "نرى أنه في كل عام يزداد عدد الراغبين في أداء الحج، كما يمكنني القول إن هناك مزيداً من الأزواج الشباب، وحتى الأطفال، وأحياناً أسر كبيرة بأكملها".

 

وتابع أن "الفظائع التي تعرض لها المسلمون خلال حرب البوسنة دفعت مضيفيهم السعوديين إلى الاهتمام بهم على نحو خاص خلال الحج".

 

وأردف قائلاً: "معظم المسلمين من جميع أنحاء العالم، وبخاصة المسلمين في السعودية، يعرفون المعاناة التي مر بها شعب البوسنة في نهاية القرن الماضي، إنهم جميعا يعرفون كيف نشعر بعدم الأمان حتى في يومنا هذا، كوننا محاطين بالمشكلات الحالية في بلدنا، لذلك يشعرون بالقلق علينا، ويهتمون بنا عندما نذهب إلى هناك (مكة)".

 

وزادَ رئيس مجلس الحج في الجمعية الإسلامية البوسنية الذي يشرف على رحلة الحج منذ سنوات عديدة في البوسنة، إن "الشباب يتغيرون دائماً إلى الأفضل، حالما يستكملون رحلة الحج ومناسكها".

 

مشيراً إلى أن "حجاجنا يتركون انطباعات إيجابية لدى مضيفيهم دائماً، لذلك أتوقع أن يحدث هذا خلال العام الحالي أيضاً، وبما أنني كنت مسؤولاً عن تنظيم الحج في البوسنة، لم تكن هناك أي ملاحظات سيئة تجاهنا من قبل السلطات السعودية إطلاقاً، وبالنسبة لحجاجنا الشباب، لا يسعني إلا أن أقول إن تجربة الحج لهم تعني تغييراً كاملاً في موقفهم نحو الأفضل".

 

من جهتها قالت الحاجة البوسنية، أميرة نوركوفيتش، إن "هذه هي فريضتنا المقدسة، وبالنسبة لي، هذه ذروة حياتي، الحمد لله، أنا على وشك تأدية الفريضة الخامسة، وأتمنى من الله أن يتقبل حجي وتلبيتي لندائه".