برهامي يشعل غضب العلماء بفتوى دينية جديدة

السوسنة - أثارت فتوى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية ياسر برهامى بعدم جواز انحناء الأطفال أمام المدرب أثناء لعب الكاراتية، وعدم إجازة تقبيل الرجل لصديقه غضب عدد من علماء الدين والأزهر، مشيرين إلى برهامى يصدر مثل هذه الفتاوى من أجل إثارة الجدل بالشارع المصرى، ولا أساس من الصحة لمثل هذه الفتوى.
 
وجاءت فتوى "برهامى" ردًا على سؤال نصه، أنا أريد أن أُعلِّم أبنائى لعبة الكاراتيه، وأسأل عن الانحناء فى أول الكاتة، ما حكمه؟ وما حكم تقبيل الرجل لصديقه فاستدل برهامى بفتوى منشورة على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، حملت عنوان "حكم الانحناء فى الألعاب الرياضية" وجاء نصها، "عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أَخَاهُ أَوْ صَدِيقَهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: (لَا)، قَالَ: أَفَيَلْتَزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قَالَ: (لَا)، قَالَ: أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ؟ قَالَ: (نَعَمْ).
 
وفى هذا الصدد وصف الشيخ محمود عبد الخالق، الداعية الإسلامي، فتوى ياسر برهامى بغير الصحيحة موضحا أن لعبة الكاراتية ما هى إلا لعبة رياضية والانحناء بها تحية للمعلم فقط وليس سجودا أو ركوعا حتى يتم تحريمه.
 
وأضاف عبدالخالق فى تصريحات لـ"بوابة الوفد" أن انحناء اللاعب للمدرب لا يكون انحناء كاملا بل هو يكون طأطأة للرأس فقط ولا حرمانية فى ذلك كما أن هناك العديد من المسلمون يطأطاون رأسهم لأصدقائهم وأقاربهم ولا يقتصر الأمر على لاعبى الكاراتية فقط.
 
وتابع الداعية الإسلامى، أن تلك الفتاوى تعد مبالغة فى تحريم الأمور من أجل إحداث فتنة وتصعيب أمور الدين على المسلمين، لافتا إلى أن هناك عددا من العلماء يكرهون تقبيل الرجل للرجل إنما المعانقة ليس بها تحريم.
 
واستنكر الشيخ عوض إسماعيل، وكيل كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إصدار العديد من الشيوخ فتاوى دينية دون الاستناد إلى القرأن الكريم أو الاستعانة ببعض الأحاديث الشريفة، مشيرًا إلى أنه لا يجوز إصدار فتاوى دون الرجوع إلى دار الإفتاء المصرية ووجود أدلة سليمة حول هذه الفتوى.
 
وأشار إسماعيل، فى تصريحات لـ"بوابة الوفد" أن الانحناء طالما أنه ساتر للعورات فلا ضرر منه ولعبة الكاراتية تتضمن هذا الشرط، مضيفا أن مثل هذه الفتاوى تضل المسلمين.
 
وحول الحديث مدى صحة الحديث الذى ذكره برهامى أوضح كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن الهدف من الحديث هو إبعاد المسلمين عن تقبيل بعضهم البعض خشية من أن أحد الأشخاص حامل للأمراض وتنتقل العدوى إلى الشخص الأخر، لذلك فتقبيل الرجل لصديقه أمر غير محبب ولكنه لايصل للتحريم.
 
وهاجم الشيخ عبد العزيز النجار، مدير إدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، ياسر برهامى قائلا: "لابد من تجاهل جميع فتاوى برهامى لما تحمله من  فوضى وعدم دراية بأمور الدين".
 
وطالب عبد العزيز بأن يكون هناك انضباط أكثر من ذلك فى إصدار الفتاوى نظرا لأن الفترة الحالية أصبح يصدر العديد من الشيوخ فتاوى لا علاقة لها بالدين الإسلامى ولا تستند لأى ضوابط شرعية.