علماء ومفكرون يناقشون الإلحاد بين الموضة والاعتقاد

السوسنة - ناقش نخبة من العلماء والمفكرين في اليوم العلمي لكلية الشريعة في الجامعة الأردنية اليوم قضية الإلحاد ما بين الموضة والاعتقاد.
 
 
 
وقالوا أن كل العقلاء يتفقون على خطورة تبني فكرة من غير طريق العقل الصافي وما يثبته من الدلائل اليقينية، الأمر الذي يؤكد ضرورة البحث في موضوع أحقية وجود خالق مدبر.
 
 
 
وانطلاقا من أن كل حقيقة علمية مهما دقّت، لا بد لها من أن تعتمد في نهاية الأمر على حقيقة ضرورية بديهية لا تحتاج إلى برهان، لفت المشاركون إلى أن كل حكم يعود بالإنكار على أمر بديهي لا يمكن إنكار ثبوته، كان هو حكما منكرا لا يمكن تصديقه بوجه، بل علينا تصديق نقيضه فورا.
 
 
 
وردّ المشاركون على مقولة (عدم وجود الله) بثلاثة لوازم لا يستطيع الملحد الخروج عنها كما لا يستطيع العاقل قبولها، جاء أولها "الرجحان بلا مرجح" بمعنى وجود الممكن الذي لا يقبل الوجود والعدم على السوية بذاته بلا حاجة إلى محدث، فلو قيل: "إن هذا العالم وجد بذاته" فالوجود يلزمه الرجحان أي رجحان طرف الوجود على العدم، فيلزم أنه لذاته اجتمع فيه مساواة الوجود والعدم، ورجحان الوجود على العدم. ومعلوم أن هذا باطل بيّن البطلان.
 
 
 
وأبانوا في ثاني اللوازم ما أسموه بـ "التسلسل" أي بافتراض أن المخلوقات كلها متوالدة من بعضها دون تتبع التسلسل من ولادة أولى واجبة الوجود تضفي التأثير المتوالد على سائر المخلوقات كما الفقير فاقد المال لا يمكن أن يعطيه حال كونه فارغا منه وحال كون الذي قبله مثله من حيث الفقد والفقر.
 
 
وجاء في ثالثها "الدور" ويتمثل في القول بأن الشيء نفسه احدث نفسه بمعنى توقف وجوده على وجوده فصح بذلك اجتماع كونه موجودا ومعدوما في نفس الوقت وبطلان ذلك واضح وضوح الشمس مثال أن يكون شرط التقدم لامتحان أن تحصل على علامة ممتاز فيه.
 
 
وفي افتتاح فعاليات اليوم العلمي ألقى عميد كلية الشريعة الدكتور محمد الخطيب كلمة قال فيها: إن الكلية اختارت هذا الموضوع باعتبار المسلم صاحب رسالة إلهية تعد أمانة في عنقه لذا فالمسلمون صمام أمن وأمان الإنسانية والمجتمع، واستنادا إلى رؤية الكلية في توجيه الشباب الذين غرر بهم بأفكار ونظريات وشبهات لتنير لهم الدرب وتبعدهم عنها، مشيرا إلى انه من الخطورة تصدي المسلمون للكفر والإلحاد عن طريق التقريع والإنكار والشجب.
 
 
وشدد الخطيب على ضرورة مقابلة  الكفر والإلحاد بالفكر والمنطق والحوار على اعتبار أن من يتبنوهما يستندون للفلسفة والعلم فلا بد من مواجهتهم بما يستندون إليه فالمنطق والعقلانية لهما أهمية كبرى في التقويم، الأمر الذي استوجب تناول هذه القضية في اليوم العلمي للكلية.
 
 
 
وضم اليوم العلمي جلستين تناولت الأولى الإلحاد من الجوانب الطبيعية والعقلية والسياسية والسلوكية بالإضافة إلى الآثار النفسية المترتبة عليه، فيما تناولت الثانية قصصا لملحدين تائبين وعرضا لثقافة الإلحاد وانعكاساته على الأسرة والمجتمع.
 
 
وفي الجانب العلمي بين الدكتور محمد الطائي ضرورة وجود خالق للعالم من الناحية الفيزيائية وتطرق الدكتور عزمي السيد من الجانب العقلي إلى أصول التفكير الفلسفي للتعامل مع ظاهرة الإلحاد شاركه فيه الدكتور بسام العموش موضحا أسس العقيدة وشبهات الملحدين والرد عليها.
 
وعرض للجانب السياسي الدكتور الرواشدة حول دور السياسات الإلحادية في نشر التطرف الديني، وكيف لعبت دورا تاريخيا في التأثير على البشرية، بينما تناول الدكتور عبدالله الكيلاني الجانب السلوكي لافتا إلى دور الوحي ممثلا بالكتب السماوية في سلوك البشر، إضافة إلى دور الأحكام الشرعية في حفظ المجتمعات .
 
وتناول الدكتور عبد الرحمن ذاكر الآثار النفسية للإلحاد على الأمة المتخلفة والضعيفة وانعكاسات ذلك في العولمة، وإسهامات الإعلام والمؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة وصولا إلى الجامعة في دحضه أو تعزيزه.
 
وعقب فعاليات اليوم العلمي كرم عميد الكلية الدكتور الخطيب رئيس الجامعة السابق الدكتور اخليف الطراونة على دعمه ومساندته لتوجهات الكلية بالإضافة إلى عمداء الكلية السابقين والدكتور احمد نوفل على عطائه العلمي لخدمة الإسلام والمسلمين، فيما كرم كل من البنكين الإسلامي الأردني والراجحي على دعمهما للأنشطة والفعاليات، والطلبة المشاركين في المتابعة والتنظيم.
 
 
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة