المسلمون في البرازيل

بسم الله الرحمن الرحيم

دراسة من إعداد الشيخ . خالد رزق تقي الدين

رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل

مبعوث وزارة الأوقاف الكويتية

تكتسب بطولة كأس العالم لكرة القدم اهتماما خاصا وشعورا متميزا لدى كافة شعوب العالم قاطبة حيث أنها تظاهرة عالمية يشارك فيه الملايين من كافة أنحاء المعمورة، ويزيد من إثارتها وحيويتها أنها ستقام العام القادم في دولة البرازيل التي تعشق كرة القدم وتقدم آلاف من اللاعبين أصحاب الخبرات والمهارات الخاصة ليمتعوا البشرية بأدائهم الرائع حتى أصبحوا محط أنظار الكثير من أقطار العالم .

وبمناسبة هذه التظاهرة العالمية، نلقي الضوء على التواجد الإسلامي في دولة البرازيل من خلال هذه الدراسة، التي تتعرض بشكل مختصر لتاريخ المسلمين في البرازيل، والواقع الدعوي، وبيان بأهم المؤسسات الإسلامية العاملة على الساحة البرازيلية، ومقترحات مستقبلية للنهوض بالدعوة الإسلامية في البرازيل .

تعد البرازيل أكبر دول أمريكا اللاتينية مساحة حيث تبلغ 8.500.000 ثمانية ملايين وخمسمائة ألف كيلومتر مربع، وأكثرها سكانا حيث يقدر عددهم بـ 200 مليون نسمة، ويدين 98% من الشعب بالديانة المسيحية وأغلبهم من الكاثوليك.

طبائع الشعب البرازيلي

يتميز الشعب البرازيلي ببساطته وتواضعه،ويتربى في بيته ومدرسته على حسن المعاملة وعدم التعصب، يقول فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي وهو الذي زار البرازيل أكثر من مرة وألف حولها 12 كتابا تعد سلسلة مهمة في أدب الرحلات، " وحسن المعاملة أمر عرفناه من البرازيليين سواء في الطائرات أو خارجها، وهم في هذا الأمر ليسوا من المجاملين المنافقين الذين يجاملون الناس من أطراف ألسنتهم، أو من نواحي شفاههم، بل إنهم يفعلون ذلك بصدق وإخلاص، عرفنا ذلك منهم، وعرفه عنهم من عاشروهم من بني قومنا المقيمين بين أظهرهم " من كتاب على أرض القهوة البرازيلية للشيخ العبودي صفحة 10، ويضيف الشيخ محمد العبودي في كتاب آخر عن البرازيل " رأيت فيها شعبا ودودا واضح التفكير، حسن المعاملة، يشعر بالمساواة الإنسانية ويمقت التفرقة العنصرية بين السكان " في غرب البرازيل صفحة 5 .

والكثير من الباحثين تعرضوا لهذا الأمر وبينوه ومن بين ذلك الدراسة التي قامت بها الأستاذة شيماء حطب حيث قالت حول إيجابيات العمل الدعوي في بلاد أمريكا اللاتينية " ماتتميز به شعوب أمريكا اللاتينية من التسامح والانفتاح على ثقافات الآخرين، وهذا لايوجد في بعض الدول التي تتميز بالعنصرية والكراهية ...... عدم وجود أي إرهاصات أو نعرات قديمة مع شعوب أمريكا اللاتينية بعكس الدول الأوروبية التي تنظر إلى المسلمين بعين وتنظر إلى الحروب الصليبية بعين أخرى " أمتي في العالم صفحة 771 .

السياسة البرازيلية تجاه العالمين العربى والإسلامى

درجت السياسة البرازيلية للتضامن مع قضايا العالمين العربي والإسلامي، والعمل على تفعيل قيام تحالف اقتصادي وسياسي بين الحكومات العربية واللاتينية وتمثل ذلك في عقد مؤتمري البرازيل 2005 والدوحة 2009، وثد تمثلت هذه السياسة في الانفتاح الاقتصادي الفعال على الحكومات العربية والإسلامية مما رفع حجم التبادل التجاري إلى 18 مليار دولار، وتدعم الدولة البرازيلية القضية الفلسطينية وتم افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في برازيليا، وكذلك مكتب للحكومة البرازيلية في مدينة رام الله، والبرازيليون داعمون لمشروع السلام في الشرق الأوسط والذي يتضمن إعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة .

تعامل الحكومة البرازيلية مع الجالية المسلمة

تعد البرازيل نموذجا حقيقيا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الأديان المختلفة، وتكفل الحكومة البرازيلية حرية الأديان وممارستها والدعوة إليها ونشرها، وتساعد الحكومة المؤسسات الإسلامية التي تريد بناء مساحد أو مدارس بمنحها أرضا مجانية لإقامة مشاريعها عليه، وقد صدر قرار جمهوري باعتبار يوم 25 مارس من كل عام يوما لتكريم الجالية العربية، وقرار من برلمان ولاية ” ساو باولو ” باعتبار يوم 12 مايو من كل عام يوما للإسلام، وقرار من برلمان البرازيل باعتبار يوم 29 نوفمبر من كل عام يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، والدستور البرازيلي يكفل للمرأة المسلمة استخراج الأوراق الرسمية الهوية وجواز السفر بالحجاب .

المسلمون في البرازيل

تعدالجالية المسلمة أكبر جالية من حيث العدد في أمريكا اللاتينة إذ تقدر بـمليون ونصف مسلم، وهم منحدرون من أصول شامية وبعض الجنسيات الأخرى وممن اعتنق الإسلام من أبناء البرازيل، وسنعرض لأهم المحطات التاريخية لتواجد المسلمين في البرازيل .

المرحلة الأولى الاستكشاف

تؤكد أكثر الروايات أن مكتشفي أمريكا والبرازيل اصطحبوا معهم بعض المرشدين المسلمين المتمرسين في علوم البحار، توجد بعض الروايات التي تتحدث عن هروب بعض المسلمين "المورسكيين" من محاكم التفتيس في إسبانيا إلى البرازيل، أقيمت لهم محاكم تفتيش من قبل البرتغاليين في مدينة باهية 1594م وتم تحديد بعض المواصفات التي تبين من هو مسلم سرا ونصراني جهرا " الاغتسال – الاستيقاظ  المبكر – الصيام – نظافة الملابس " .

المرحلة الثانية استقدام العبيد من إفريقيا

ملايين من العبيد تم استقدامهم من أفريقيا، كانوا يجيدون الكتابة والقراءة ، وكانوا أصحاب حضارة وثقافة عالية، كان " الماليز " يتمتعون بمستوي ثقافي عال إذا ماقورن بمستوى البرازيليين، وكانوا قادرين على القراءة والكتابة باللغة العربية"، لقد أقر البرتغاليون أنفسهم بأنه " لولا العبيد الأفارقة مااستطاعوا أن يجنوا ثمرة واحدة من البرازيل وما استطاعوا أن يفعلوا مافعلوه "، وقال الأستاذ أحمد شاكر " الزنجي هو الذي صنع البرازيل هذه هي الحقيقة الكبيرة لم يكن ممكنا أن تتحول هذه القارة إلى أرض مأهولة زراعية ومدن ومناجم وطرق دون الزنجي الذي أعطاها جسمه وروحه معا وحضارته الإسلامية " .

فالإسلام ليس غريبا على البرازيل فقد وصلها مع العبيد الأفارقة الذين حافظوا على إسلامهم وكادت أن تقوم لهم دولة بعد حركة جهادية مستمرةكان آخرها " ثورة العبيد " عام 1835م ولكنها أخمدت، وبدأ صوت الإسلام يخفت في هذه البلاد.

المرحلة الثالثة الهجرة الحديثة

بدأت الهجرة الحديثة للعرب إلى البرازيل عام 1867، بعد زيارة قام بها إمبراطور البرازيل لكل من لبنان وسوريا ومصر، بدأت هجرة المسلمين عام 1914 وازدادت بعد عام 1936، وظلت هذه الهجرة في الازدياد، وخصوصا بعد النكسات والنكبات والحروب التي كانت تشهدها بلاد المسلمين .

ومنذ ذلك الحين بدأ المسلمون يهتمون بشؤونهم الإسلامية نتيجة حتمية لاستقرارهم في البرازيل، وكان أغلب الذين هاجروا من أصحاب الحرف والمزارعين البسطاء، وقد انصب اهتمامهم في المحافظة على أداء بعض الشعائر الدينية، وتعليم دروس اللغة العربية لأبنائهم، ولذلك لم تنتقل الدعوة الإسلامية خطوات إلى الأمام وظلت أسيره داخل بعض المساجد أو ممارسة بعض العادات والتقاليد .

وغالبية هؤلاء المهاجرين وصلوا من لبنان ثم فلسطين فسوريا وبقية البلدان الإسلامية الأخرى، وتتراوح التقديرات لأعداد المسلمين مليون ونصف، ويتمركزون في ولاية ساوباولو حيث يوجد فيها 70%من المسلمين، ثم ولاية بارانا، ثم بقية الولايات ” ريو جراندي دوسول – باهيا – ريو دي جانيرو ”.

بدايات العمل الإسلامي

كان لوصول الشيخ الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل مبعوثالوزارة الأوقاف المصرية لمسجد البرازيل عام 1956م أثر عظيم في التأسيس للدعوة الإسلامية الحديثة حيث استطاع أن يؤسس المدرسة الإسلامية البرازيلية بضاحية " فيلا كارون "، والمقبرة الإسلامية في ضاحية " غواروليوس "، وناديا اجتماعيا في ضاحية "سانتو أمارو " للقاء العائلات المسلمة، وتتلمذ على يديه الكثير من قيادات العمل الإسلامي في البرازيل منهم الحاج حسين الزغبي رحمه الله مؤسس اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، والأستاذ سمير الحايك صاحب أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية،والدكتور حلمي نصر صاحب ترجمة معاني القرآن باللغة البرتغالية المعتمده من مطبعة الملك فهد، والأستاذ عز الدين البعلبكي مؤسس مجلة الرسالة وله الكثير من الكتب حول الإسلام في البرازيل، والأستاذ محمد سعيد صالح من قيادات العمل الإسلامي في لبنان .

ويعود للدكتور عبد الله عبد الشكور كامل الفضل فيانعقادأول مؤتمر إسلامي بأمريكا اللاتينية عام 1970م والذي حضره وزير الأوقاف وشؤون الأزهر الدكتور عبد العزيز كامل وفضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي نائبالأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي .

ويعتبر هذا المؤتمر علامة تحول كبيرة في تاريخ الدعوة الإسلامية داخل البرازيل، حيث قامت المملكة العربية السعودية بإرسال الدعاة، وكان أول من تم ابتعاثه الشيخ أحمد صالح محايري عميد دعاة البرازيل أطال الله عمره حيث قام بمجهود طيب وزيارات متتالية لكثير من تجمعات المسلمين أسفرت عن تبني المملكة بمساعدة الجالية المسلمة في البرازيل في بناء الكثير من المساجد والمراكز الإسلامية .

الواقع الدعوي في البرازيل

أرض البرازيل واسعة وكذلك أعداد المسلمين الذين يتوزعون على الولايات البرازيلية المختلفة، ونستطيع تشبيه العمل الدعوي فيها مثل المطر الخفيف الذي ينزل على الأرض القاحلة، فمهما قدمت من أعمال دعوية فالبرازيل تحتاج إلى المزيد .

ولايوجد إحصاء دقيق لعدد المؤسسات الإسلامية ولكنها تقدر بـ 80 مؤسسة، وكذلك يقدر عدد المساجد والمصليات بحوالي 110 مسجدا، فيما يبلغ عدد الدعاة والمشايخ 65 شيخا وداعية، ويعجز هذا العدد عن القيام بشؤون المسلمين المختلفة ويحتاج لمزيد من الترتيب والتنسيق والتعاون وتوزيع الأدوار حتى يقوم بهذه المسؤولية العظيمة .

المسلمون البرازيليون الجدد

يزداد معدل انتشار الإسلام في البرازيل يوما بعد يوم، ويعد أقل بكثير مقارنة بأوروبا وأمريكا، ومرد ذلك لعدة أسباب منها، قلة الكتب المترجمة للغة البرتغالية وقلة الدعاة وخصوصا الذين يجيدون التحدث باللغة البرتغالية، وافتقاد المؤسسات الإسلامية لمنظومة من البرامج والخطط المتكاملة التي تعنى بشؤون المسلمين الجدد .

ويقدر عدد المسلمين الجدد بـحوالي 10.000 آلاف مسلما، وهم منحدرون من أصول مختلفة إسبانية وإيطالية وألمانية وإفريقية، ويمثلون شرائح اجتماعية مختلفة فمنهم الأغنياء ومتوسطي الدخل والفقراء، وبعضهم يحتل مناصب عالية كبعض القساوسة الذين أسلموا، ومدرسي الجامعات، والتجار، ومنهم أصحاب الثقافة المحدودة .

وتحظى مدينة ساو باولو بالعدد الأكبر من المسلمين الجدد 60%، تليها ولاية ريو جراندي دو سول 20% ثم ولاية بارانا 10%، ولايات الشمال 5%، 5% في أماكن متفرقة .

ويتحرك المسلمون الجدد في الدعوة بشكل مرض على وجه العموم، وبعضهم نشط جدا دفعهم هذا النشاط للسفر إلى بعض الدول الإسلامية لدراسة  العلوم  الإسلامية، ولكنهم لم يستمروا طويلا لأسباب عديدة، منها صعوبة البيئة واختلافها، وصعوبة المناهج وطرق التدريس، وصرامة بعض الجامعات في التعامل مع الطلاب .

وتعاني نسبة من هؤلاء المسلمين نوع من التهميش وعدم الاهتمام بل والتمييز العنصري في المعاملة من بعض المؤسسات الإسلامية الموجودة على الساحة البرازيلية .

وقد أطلق اتحاد المؤسسات الإسلامية مشروع " إعرف الإسلام " للتعريف بالإسلام يهدف لتوزيع الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية مجانا، من خلال طاولات الدعوة والمعارض السنوية وإرسال الكتب عبر البريد والشحنات للأشخاص والمؤسسات المهتمة للتعريف بالإسلام، وقام بعمل دورات شرعية للمسلمين الجدد وبرامج مجانية للحج والعمرة قدمت خدمات لحوالي 50 من المسلمين الجدد، كما يدعم الاتحاد بعض المؤسسات التي يديرها بعض هؤلاء المسلمين شهريا .

وقد قام بعض الدعاة بافتتاح المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية والذي يتولى إدارته الدكتور الشيخ محمد القاسم الرهيدي، حيث يقومبتدريس العلوم الإسلامية عن طريق شبكة الإنترنت ويضم عدد كبير من المسلمين الجدد .

إن رعاية المسلمين الجدد يحتاج للمزيد من الخطط والبرامج والتعاون والتنسيق بين المؤسسات المختلفة داخل البرازيل وخارجها، ويقع على المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل العبئ الأكبر حيث يجب أن يعتمد المجلس منهجا علميا موحدا لتدريس الدين الإسلامي والتعريف به يعتمد على الوسطية ومراعاة الواقع البرازيلي، وحتى لاتكون الساحة عرضة لمناهج منحرفة أو أفكار متطرفة تكون سببا في نفور الناس من الإسلام بدلا من اعتماده منهجا لحياتهم وسبيلا لسعادتهم في الدنيا والآخرة .

دور المؤسسات الإسلامية

تهتم المؤسسات الإسلامية في البرازيل بالمحافظة على هوية الجالية من خلال برامج مختلفة تشمل إقامة الشعائر الإسلامية، ونشر الكتاب الإسلامي باللغة البرتغالية، وإقامة المخيمات والمؤتمرات، والعناية بالمسلمين الجدد .

أهم المؤسسات الإسلامية في البرازيل

توجد في البرازيل اليوم الكثير من المؤسسات التي أقيمت للعناية بشؤون المسلمين  المختلفة، إلا أننا يمكن أن نجمل أهمها والتي لها تأثير على مسار الدعوة الإسلامية في البرازيل فيما يلي .

الجمعية الخيرية الإسلامية " ساو باولو "

تم تأسيسها عام 1929م وتعد أيضا أقدم جمعية إسلامية في أمريكا اللاتينية، ويتبع لها أول مسجد تم إنشاؤه في أمريكا اللاتينية عام 1956م بدعم من جمهورية مصر العربية " مسجد البرازيل "، ويوجد لدى الجمعية قاعة للمحاضرات وصالات للمناسبات وقاعات رياضية، وتتولى الجمعية إدارة المقبرة الإسلامية بضاحية " غواروليوس "، والمدرسة الإسلامية البرازيلية بضاحية " فيلا كارون "، رئيس الجمعية الدكتور عادل فارس، وتعاقدت الجمعية مع الشيخ الدكتور عبد الحميد متولي، ورغم اقتصار نشاط المسجد على محيطه وعدم امتداده ليشمل باقي ولاية ساو باولو، إلا أنه يعد بمثابة المسجد الجامع ويطلق على الجمعية الإسلامية هناك الجمعية الأم، والمسجد له مكانة خاصة في نفوس أبناء الجالية ويوجد صراع دائم بين العائلات المسلمة لتولي رئاسته، ويعتبر المقصد الرئيسي لوسائل الإعلام البرازيلية والهيئات والجامعات والمؤسسات المختلفة داخل البرازيل  .

الجمعية الخيرية الاسلامية " ريو دي جانيرو " 

أسست عام 1951م وتضم الجمعية مسجدا لم يكتمل بناؤه، وهو بحاجة لمساعدة المؤسسات الإسلامية في العالم الإسلامي، ويعد المسجد الوحيد في تلك الولاية حيث يقصده الكثير من السياح والجامعات والمدارس، ويشرف عليه أبناء المسلمين وجـميعهم متطوعون، وبعضهم تلقى تعليمه الشرعي في جامعات إسلامية وبعضهم الآخر تلقوا تعليمهم من خلال دورات شرعية وندوات وملتقيات إسلامية وعلى أيدي مشائخ، ويوجد عدد كبير من معتنقي الإسلام ممن يستفيدون من خدمات الجمعية ورئيسها الحالي السيد محمد زينهم .

المدرسة الإسلامية البرازيلية

تم إنشاؤها عام 1966م في عهد الشيخ الدكتور عبد الله عبد الشكور كامل مبعوث وزارة الأوقاف المصرية، وهي تابعة للجمعية الخيرية الإسلامية بساو باولو، وظلت تؤدي دورها إلى أن ضعف أداؤها، وفي منتصف التسعينات قامت الجمعية بتأليف مجلس إدارة تابع للجمعية من الشباب لترتيب أوضاع المدرسة ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم تؤدي المدرسة دورها ورسالتها في تعليم أبناء المسلمين ومدير المدرسة الشيخ محمد أمامه.

وتدرس المدرسة منهج اللغة العربية والدين الإسلامي داخل الدوام الرسمي، والمناهج معترف بها من قبل وزارة التعليم البرازيلية، وتعد بهذا الشكل فريدة في كل البرازيل، وتعتمد المدرسة على تبرعات أهل الخير من داخل البرازيل فيما يخص التوسعات الدائمة أو المنح الدراسية .

إتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل

تم تأسيسه في 19/12/1979م على يد الحاج حسين محمد الزغبي رحمه الله، وبرعاية وإشراف السفارات الإسلامية في برازيليا، ومباركة رابطة العالم الإسلامي، ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في أكثر من بلد إسلامي، ويضم الاتحاد في عضويتة 40 مركزا إسلاميا يتوزعون على ولايات البرازيل المختلفة، ويتولى رئاسته الدكتور محمد حسين الزغبي .

ويهدف الاتحاد للعمل على رعاية شؤون الجالية المسلمة في البرازيل، وتأسيس المراكز والمساجد والمدارس الإسلامية، وتوفير الدعم للمؤسسات الإسلامية، ونشر تعاليم الإسلام داخل البرازيل بالطرق الحسنة، وتوفير الطعام الحلال للمسلمين في البرازيل والعالم الإسلامي ولديه جهاز للذبح الحلال يضم 350 موظفا، وإدارة للشؤون الإسلامية تعنى بتوزيع الكتب باللغة البرتغالية مجانا، وعمل مشاريع دعوية حديثة، وتضم 8 مشايخ متفرغين إضافة لـفريق عمل محترف للتعريف بالإسلام، ويعتمد الاتحاد في دعم أنشطته المختلفة على قسم من عوائد شهادات الذبح الحلال،وحصل الاتحاد خلال العامين الماضيين على بعض المساعدات لدعم بعض المشاريع الموسمية " الحج - إفطار الصائم - الأضاحي " .

المركز الثقافي الخيري الإسلامي  " فوز دو إيجواسو "

تأسس عام 1980 م حيث يقطن بهذه المدينة قرابة 15.000 مسلم ،ويشمل مسجدا كبيرا بملحقاته وتقام فيه الصلوات والمحاضرات الشرعية للمسلمين وغير المسلمين، ويتبعه مدرسة لتدريس اللغة العربية،رئيس المركز الأستاذ محمد الغزاوي، وإمام وخطيب المسجد الشيخ عبد الناصر الخطيب، ولديه العديد من النشاطات الدعوية الأخرى ويعد من أقوى المراكز في جنوب البرازيل ويقع على عاتقه التعريف بالإسلام في منطقة الحدود الثلاثية لدول " البرازيل والبراغواي والأرجنتين ".

مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية

تم تأسيسه عام1987م على يد الحاج أحمد علي الصيفي وهو رئيسه حتى اليوم، ولديه جهاز لإصدار شهادات الذبح الحلال، ويهدف لإقامة المخيمات وإصدار المطبوعات والمشاركة في معارض الكتاب ويقوم بعقد مؤتمر سنوي للمسلمين في أمريكا اللاتينية، ويحظي مركز الدعوة الإسلامية بدعم كبير من المؤسسات الخيرية وبعض رجال الأعمال في دول العالم الإسلامي المختلفة وخصوصا دول الخليج لتحقيق نشاطاته منذ إنشائه وحتى الآن، وقام بشراء الكثير من الأوقاف من هذه الأموال، ويتبنى بعض الدعاة .

رابطة الشباب المسلم في البرازيل

تم تأسيسها عام 1995م في ضاحية " براس " بمدينة ساو باولو، وهي تجمع شبابي حديث الهجرة للبرازيل، أغلبهم من شمال لبنان " عكار – طرابلس "، والمقر به مسجد صلاح الدين وقاعة للمحاضرات، ومصلى للنساء، إضافة لقاعات للتدريس، رئيس الجمعية الشيخ أسامه الزاهد، ولهم نشاط ملحوظ مع المسلمين الجدد، والرابطة متعاقدة مع الشيخين رودريجو وأحمد الغندور، وتعتمد المؤسسة على الدعم المحلي من تجار المنطقة واستطاعت شراء وقف بمبلغ مليون دولار لتأمين المصاريف المختلفة .

الندوة العالمية للشباب الإسلامي

المكتب الإقليمي للندوة في أمريكا اللاتنية تم إنشاؤه عام 2001م، ويرأسه الشيخ جهاد حسن حمادة، ولديهم نشاط في إقامة المحاضرات والمخيمات الشبابية التربوية، واستطاع المكتب إنشاء وقف إسلامي من خلال التبرعات المحلية ويمتد نشاطه ليشمل بعض الدول في أمريكا اللاتينية، ويتلقى الدعم من الندوة بالمملكة العربية السعودية .

المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل

هو تجمع يضم علماء ومشايخ ودعاة أهل السنة والجماعة في البرازيل من الدعاة المحليين أوالمبتعثين من وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بالعالم الإسلامي، ويبلغ عددهم 65 شيخا وداعية، تم تأسيسه عام 2005م، ويعتبر المرجعية العليا للجالية الإسلامية في البرازيل والمسؤول عن النواحي الشرعية، ويهدف إلى رعاية الشؤون الإسلامية وتوحيد الفتوى، وإنشاء وقف إسلامي، ويتولى رئاسته الشيخ خالد رزق تقي الدين، ومقره في مسجد البرازيل بمدينة " ساو باولو " .

وليس للمجلس أي مصدر مالي في الوقت الحاضر سوى بعض التبرعات المحلية لإقامة بعض الأنشطة الدعوية، ويسعى المجلس لإنشاء بيت الزكاة والوقف حتى يتمكن من تمويل المشاريع الإسلامية المختلفة وخصوصا كفالة الدعاة وترجمة وتأليف الكتب الإسلامية والعناية بالمساجد، وتعقد الجالية المسلمة آمالا كبيرة على المجلس لتحقيق الكثير من التطلعات المستقبلية، حيث أن إدارته يتم انتخابها بالاقتراع المباشر وتتكون من أحد عشر شيخا وتتمتع بالاستقلالية والشفافية التامة .

الاتحاد الوطني الإسلامي

تم إنشاؤه عام 2007م ويرأسه السيد محمد الباشا، ويضم 17 مؤسسة إسلامية أغلبها في ساو باولو،ولديه هيئة إعلامية وأخرى قضائية، ويقوم بالرد على الشبهات الموجهة ضد الإسلام والمسلمين في البرازيل والملاحقة القضائية لبعض القضايا المهمة التي تسئ للإسلام والمسلمين، ويقيم نشاطا اجتماعيا داخل الجالية البرازيلية خلال شهر رمضان المبارك، وتعاقد مع الشيخ محمد البقاعي لإدارة شؤونه الدينية، وحيث أن دعم الاتحاد يعتمد على اشتراكات المؤسسات صاحبة العضوية فإنه لايستطيع تنفيذ الكثير من الأهداف التي أقيم من أجلها .

المعهد اللاتيني الأمريكي للدراسات الإسلامية

أسس بتاريخ 15 مايو 2008 في مقر الجمعية الخيرية الإسلامية بمدينة مارنغا، وهو جهة أكاديمية لتدريس العلوم الإسلامية في مقره أو عن بعد، ويهدف إلى تكوين كادر دعوي متميز من بين أبناء المسلمين وفق أسس علمية حديثة، يشرف عليه الشيخ  الدكتور محمد الرهيدي والشيخ عبد الباقي عثمان، ويعتمد في ميزانيته على بعض المؤسسات الخيرية في دول الخليج وخصوصا دولة الكويت.

العقبات التي تواجه الدعوة في البرازيل

1-    عدم وجود خطط استراتيجية لنشر الدعوة الإسلامية في البرازيل .
2-    عدم التنسيق بين المؤسسات المختلفة بمايخدم مصلحة الدعوة .
3-    التنافس حول إصدار شهادات الذبح الحلال، حيث توجد مؤسستانتصدرات تلك الشهادات هما اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل حيث بدأ هذا العمل عام 1979م، ومركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية والذي بدأ في إصدار شهاداته عام 1989م، وبعد فترة تحول هذا العمل إلى منافسة شديدة حملت معها إثارة للشائعات وطعن في الأشخاص والمؤسسات، وتورط في هذا الصراع أشخاص ومؤسسات داخل البرازيل وخارجها، وكان لهذا الصراع تأثير على مسيرة العمل الدعوي في البرازيل، وازدادت الأمور سوءا حينما بدأت بعض المؤسسات الجديدة الدخول في حلبة هذا الصراع حتى تحظى بنصيب لها من شهادات الذبح، مما عقد الأمور وأوصلها لطرق مسدودة في كثير من الأحيان .

وأرى لزاما على المؤسسات داخل البرازيل وخارجها تحري الموضوعية وعدم تصديق الشائعات التي يطلقها أصحاب المصالح وتطال المؤسسات أو الأفراد إلا بأدلة قاطعة حتى لاتظلم الدعوة في البرازيل .

4-    تسلط بعض المؤسسات أو الأشخاص داخل البرازيل على مسار الدعوة الإسلامية الذين ويعتبرون أنفسهم أوصياء عليها، ولايقبلون أي هيئة أو مؤسسة جديدة تظهر على الساحة،ومن ثميكيلون الاتهامات لها، أو وضع العقبات في طريقها ويشوهون سمعتها داخليا وخارجيا وللأسف الشديد يجدون لهم أعوانا في بعض البلدان الإسلامية من أصحاب النفوذ والقرار والذين يصدقونهم في كل مايدعون دون نظر أو تمحيص، هؤلاء الأشخاص أو المؤسسات لاتستطيع أن تستوعب المؤسسات الجديدة التي بدأت تشق طريقها على ساحة العمل الدعوي في البرازيل، وهي مؤسسات واعدة تنتهج أساليب حديثة في عملها وتعتمد على النظام المؤسسي والشورى، ومشاركة الأعضاء في اتخاذ القرار .

5-    قيام بعض مؤسسات الدعم الخارجي بدعم أفراد أو مؤسسات عديمي الخبرة بالواقع الدعوي في البرازيل، دون استشارة لأهل الخبرة أو سفارات الدول الإسلامية المختلفة، مما يؤدي إلى خداع هذه المؤسسات وذهاب أموال المتبرعين سدى أو في غير الطريق الذي رصدت من أجله مما قد يؤدي لمضاعفات مستقبلية تضر بالجالية المسلمة في البرازيل .

الدعم الخارجي

بداية الدعم الخارجي للمؤسسات الإسلامية في البرازيل تمثل في مساعدة جمهورية مصر العربية في بناء مسجد البرازيل عام 1941م، ثم تولت وزارة الأوقاف المصرية إرسال مبعوثا لها للعناية بأحوال المسلمين، وقد اتسع هذا الدور ليصل عدد مبعوثى وزارة الأوقاف المصرية إلى 11 شيخا وتعد أكبر بعثة، وتقوم الوزارة بإنفاق الكثير من الأموال على هؤلاء العلماء إضافة للقراء الذين يتم ابتعاثهم خلال شهر رمضان المبارك وهذا دعم ثابت يشكل أكبر أنواع الدعم المالي الخارجي للمؤسسات الإسلامية في البرازيل .

وكان للمملكة العربية السعودية الفضل في إنشاء أكثر من 37 مسجدا موزعة على جميع الولايات البرازيلية وكانت المساعدات تصل عن طريق السفارة ثم تقدم مباشرة للمؤسسات الإسلامية مع متابعة لعملية البناء، وتقوم المملكة عن طريق رابطة العالم الإسلامي ووزارة الشؤون الإسلامية بكفالة الكثير من الدعاة .

وقامت دولة الكويت عن طريق الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بدعم الكثير من المشاريع داخل البرازيل مع مركز الدعوة الإسلامية، وتبنت وزارة الأوقاف الكويتية اعتماد الكثير من الدعاة وصل عددهم 6 من المشايخ، وقدمت بعض المبرات الدعم لبعض المشاريع الدعوية .

وقد حظي مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية في البرازيل منذ تأسيسه عام 1987م، بالنصيب الأكبر منالدعم الخارجي من رجال أعمال ومؤسسات مكنته في بعض الأوقات أنه كان يكفل 20 داعية على نفقة المحسن الكبير الشيخ سليمان الراجحي، وكذلك شمل الدعم الخارجي للمركز طباعة الكتب والصحف وإقامة المخيمات والمؤتمرات إضافة لشراء بعض الأوقاف في البرازيل .

ويعتمد اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل في نفقاته منذ تأسيسه عام 1979م على قسم من عائدات شهادات الذبح الحلال، وبدأ منذ عامين بتلقى دعما خارجيا لمشاريعه الموسمية من مؤسسات خيرية بدولة الإمارات " إفطار الصائم – الأضاحي – الحج "، ويقوم الاتحاد بعمل تدقيق مالي لكل مايتلقاه من أموال أو دعم، ويصدر بيانابأوجه الصرف المختلفة من خلال تقارير دورية تصل للمتبرعين ومتابعة بكامل الشفافية من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في البرازيل .

ويحصل مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البرازيل على دعم من الأمانة العامة للندوة في الرياض، وبدأ المكتب بتجربة حميدة تمثلت بشراء بعض الأوقاف من خلال التبرعات المحلية من البرازيل والتي يساهم مردودها في دعم بعض أنشطته المختلفة .

ويتلقى المعهد اللاتيني الأميركي للدراسات الإسلامية دعما من بعض المؤسسات في دولة الكويت، وتتلقى بعض المؤسسات الجديدة أو بعض الأفراد دعما من مؤسسة عيد الخيرية في دولة قطر .

المأمول

يستطيع المتابع لمسيرة العمل الدعوي في البرازيل ملاحظة أن هناك نوعا من التنافس بين المؤسسات الإسلامية المختلفة، وهذا في حد ذاته ظاهرة طيبة إذا تقيد بأصول المنافسة الشريفة، ولكن هذه المنافسة دفعت بعض المؤسسات لمحاولة تشويه دور الأخرى أو التقليل من قيمتها، ولعل من يزور البرازيل يستطيع أن يتبين أنه بعد زيارته لم يتعرف على الكثير من الجهات الإسلامية التي تقوم على ثغر عظيم من ثغور الدعوة، وذلك لأن الجهة التي قامت بتنظيمالزيارةأحاطتها بنوع من الكتمان أو جعلتها تزور مؤسسات بعينها مما يفرغ الزيارة من محتواها، وتبرز مؤسسة بعينها وكأنها هي القائمة بشؤون الدعوة في البرازيل .

لذلك فإننا نطمح لمزيد من الحوار بين المؤسسات العاملة في البرازيل للوصول إلى تنسيق فيما بينها، حتى تتحمل كل مؤسسة ناحية معينة من نواحي العمل الدعوي وتبرع فيها وتتكامل مع غيرها من المؤسسات العاملة على الساحة وتتعاون معها ضمن خطة تشمل الجميع، وليس بالضروة إقامة إتحاد فيما بينها قد يكون عقبة في تحقيق الكثير من المشاريع الدعوية .

وربما يكون لإنشاء مؤسسة الوقف عظيم الأثر في ترتيب أمور الدعوة الإسلامية في البرازيل بحيث يتولى إدارتها مجموعة من علماء البرازيل إضافة لبعض التجار من أهل الخير على أن تتولى هذه المؤسسة جمع الزكاة إضافة لنسبة معينة من عائدات شهادات الذبح الحلال ويتم بناء على ذلك وضع خطة للعمل على مساعدة المؤسسات المختلفة ودعم المشاريع الدعوية .

توصيات

•    العمل على ابتعاث عدد كاف من الدعاة المؤهلين القادرين على التعامل مع واقع الأسر المسلمة في البرازيل، والذين لديهم القدرة على التحدث باللغة البرتغالية، ويمكن أن يتلقى هؤلاء الدعاة المبتعثون دورة في بلادهم أو في البرازيل تتضمن اللغة وعادات وطبائع وتكوين المسلمين في البرازيل، ومشاكلهم واهتماماتهم المختلفة، وكذلك عادات وطبائع الشعب البرازيلي، مما يسهل عمل الداعية ونجاحه في إرشاد الناس إلى الخير .

•    تأسيس مكتبة متكاملة باللغة البرتغالية مجازة من جهات الاختصاص بالعالم الإسلامي، تتضمن مبادئ العقيدة والشريعة الإسلامية، وتجيب عن الاستفسارات، والشكوك التي تطعن في الإسلام وتاريخه وترد على الحملات الموجهة ضد الجالية المسلمة .

•    التعاون والتنسيق والدعم للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، هذا المجلس الوليد الذي تنعقد عليه بعد عون الله تبارك وتعالى آمال كثيرة في دفع مسيرة العمل الإسلامي داخل البرازيل .

•     إنشاء مواقع أليكترونية باللغة البرتغالية للتعريف بالإسلام، تنتهج منهجا واضحا وسطيا بعيدا عن الغلو والتطرف، والرد على جميع الاستفسارات والشبهات التي ترد إليها من الجالية المسلمة أوالبرازيليين.

•     إنشاء مدارس إسلامية بالتعاون مع بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي، وابتعاث معلمي اللغة العربية، وإنشاء صندوق للمنح الدراسية لأبناء الأسر المسلمة الفقيرة، وإيجاد المناهج الحديثة لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها .

•    إنشاء قناة فضائية إسلامية متخصصة باللغة البرتغالية .

•     إنشاء مركز إسلامي متكامل في مدينة " ساوباولو " يكون ملتقى للأسر المسلمة، يحتوى على مسجد ومدرسة ومدينة للطلاب، وملاعب وقاعات للمحاضرات، ومكانا لإقامة المخيمات والمعارض .

•    وضع برنامج لرعاية أبناء الجالية المسلمة يتضمن زيارة الموطن الأصلي للآباء، وتلقي بعض الدورات في اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي، وهذا البرنامج ممكن أن ينفذ عن طريق وزارات التربية في العالم الإسلامي، وسيفيد في عملية التواصل وعدم الانقطاع بين المهاجرين ومواطنهم الأصلية .

•    استنهاض همم المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لعمل برامج اجتماعية، لمساعدة الأسر المسلمة الفقيرة في البرازيل .

•    عمل برامج مستمرة " مؤتمرات – مخيمات – دورات " لتوعية شباب المسلمين، يدعى لها متخصصون من العالم الإسلامي .

•    تشجيع الأبحاث التي تتعلق بتاريخ وواقع المسلمين في البرازيل، وتوزيعها على جهات الاهتمام، لاتخاذ القرارات والبرامج المناسبةلوضع المسلمين في البرازيل .

إن أرض البرازيل أرض خصبة للدعوة، وهي تحتاج أهل الهمة والبذل والعطاء، لكي يستثمروا فيها لخيري الدنيا والآخرة، عجيب أن تزيد الاستثمارات التجارية بين البلدان العربية والبرازيل ليصل حجمها إلى 18 مليار دولار سنويا، فأين أصحاب الاستثمارات الدعوية؟؟؟

إنني على يقين أننا لو أحسنا عرض الإسلام، وبذلنا المزيد من المال لعمل خطط دعوية مستقبلية ووفرنا الإمكانات المناسبة، لدخل الكثير من أبناء البرازيل إلى دين الإسلام أفواجا .

إن المجال مفتوح لأهل تجارة الآخرة، وهي بلا شك تجارة رابحة ومضمونة، لأن يستثمروا في مجالات عديدة، مثل كفالة الدعاة وتثبيتهم في أماكن تواجدهم داخل البرازيل، ودعم المشاريع الدعوية " ترجمة وطباعة الكتب باللغة البرتغالية  -  المعارض – البرامج المتلفزة .... الخ "، وإنشاء المساجد وصيانتها، ودعم البرامج الموجهة لدعوة البرازيليين .

ختاما أقول لإخواني في المشرق إن لكم أخوة في أقصى بلاد المعمورة يرفعون لواء التوحيد عاليا، فلا تبخلوا عليهم بالدعاء بالثبات على الدين، ولاتنسوهم من دعمكم لأنهم ينوبون عنكم في تبليع رسالة الإسلام وكلمة التوحيد، وتأكدوا أن كل ماتقومون به سيبقى لكم حفظا في الدنيا ونجاة يوم القيامة، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، نسأل الله أن يوفق جميع من يريد أن يخدم رفع لواء الدعوة الإسلامية في البرازيل لما يحبه الله ويرضاه .

مرفقات:

تعريف بالشيخ . خالد رزق السيد تقي الدين

ولد الشيخ خالد رزق السيد تقي الدين بجمهورية مصر العربية، وحصل على الإجازة العالية منكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1986، حيث تتلمذ على يد ثلة من كبار علماء أهل السنة والجماعة منهم الشيخ أبو بكر الجزائري، والشيخ محمود عبد الوهاب فايد، وحضر دروسا لكبار علماء الحرم المدني الشيخ عمر فلاته، والشيخ حماد الأنصاري، والشيخ محمدعطية سالم .

سافر بعد تخرجه مباشرة إلى أمريكا اللاتينية حيث ساهم في بدايات الصحوة الإسلامية في تلك القارة، وأسس العمل الإسلامي بدولة البارجواي، كما أسس أول قناة عربية في منطقة الحدود الثلاثية " البرازيل – الباراجواي – الأرجنتين "، وأسس أول موقع على شبكة الإنترنت باللغة البرتغالية 1998م، وقام على مدار 25 عاما بإمامة وإدارة الكثير من المساجد في أمريكا اللاتينة، وتولى إدارة الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل على مدار 4 سنوات استطاع خلالها أن يؤسس لعمل احترافي للدعوة إلى الإسلام في بلاد أمريكا اللاتينية، يتفرغ الشيخ حاليا لرئاسة المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل وهو تجمع يضم كل علماء ومشايخ أهل السنة والجماعة في البرازيل، وتم اعتماده مبعوثا من قبل وزارة الأوقاف الكويتية لدولة البرازيل .


للتواصل مع الكاتب وإبداء الملاحظات والآراء
khaledeldin@hotmail.com