زوجات الرسول من قريش

السوسنة - أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن إحدى عشر، ست منهن من قريش وهن: خديجة بنت خويلد، وسودةُ بنتُ زمعة، وعائشةُ بنت أبي بكر، وحفصةُ بنت عمر، وأمُ سلمة هندُ بنتُ أبي أمية ، وأمُ حبيبة رملةُ بنتُ أبي سفيان رضي الله عنهن، وخمسة من العرب من غير قريش وهن: زينبُ بنتُ جحش، وجويريّةُ بنتُ الحارث، وميمونةُ بنتُ الحارث الهلالية، وزينب بنت خزيمة وصفيةُ بنتُ حييٍ بنِ أخطب رضي الله عنهن. 


1. السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها:
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها امرأة شريفة ذات حسب ونسب، وخلق وأدب، وكانت تلقب بين نساء مكة بالطاهرة، وهي تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده قصي.

ومن المزايا التي امتازت بها السيدة خديجة رضي الله عنها أنها كانت أول من آمن من البشر برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت هناك منذ اللحظة الأولى لبدء الدعوة، تلك اللحظة التي دخل فيها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بيته مرتجفاً بعد أن جاءه جبريل عليه السلام في غار حراء للمرة الأولى، فما كان منها رضي الله عنها إلا أن هدأت من روعه وثبتته وقالت له بكل ثقة:     " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ".


ولهذا فقد كانت لها منزلة عظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أنه بعد موتها كان إذا ذبح شاة أرسل من لحمها إلى صديقاتها رضي الله عنها، لوصل من كانت تحب وتصل في حياتها رضي الله عنها.

 وقد قال صلى الله عليه وسلم فيها: "آمنت بي إذ كَفَر بي النّاس، وصدّقتني إذ كذَّبني الناس، وواسَتني بمالها إذ حرَمني الناس، ورزَقني الله ولدَها إذ حرمني أولادَ النساء."


2. السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها:
هي الزوجة البكر الوحيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهي تجتمع مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جده كعب بن لؤَيّ.

وقد نشأت في بيت مملوء بالإيمان، وتميزت بذكائها وقوة حفظها، حتى أنها روت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ألفين ومئتين وعشرة من الأحاديث الصحيحة.

وكانت رضي الله عنها من أحب الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم: "أيّ النّاس أحبّ إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة،  قلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها" رواه البخاري   . وقد مات الرسول صلى الله عليه وسلم ودفن في حجرتها رضي الله عنها وأرضاها.

3. السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها:
السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها، أول زوجة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، وهي قرشية تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جدِّه لُؤَيِّ بن غالب.

كانت من مهاجري الحبشة هي وزوجها السكران بن عمرو  العامري رضي الله عنهما، مرض زوجها في أثناء عودتهما من الحبشة، ولم يلبث أن مات بعد وصولهما إلى المدينة بوقت قصير، وفي تلك الأثناء كان بيت النبوة مليئاً بالحزن على فقد السيدة خديجة رضي الله عنها، فاقترحت إحدى الصحابيات الجليلات (خولة بنت حزام) على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج بالسيدة سودة، وكانت ما تزال في عدتها، فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الاقتراح، وأوكل الأمر إليها، فلما انقضت عدتها خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقد قرانه عليها، فأدخلت البهجة والسكينة والسرور إلى بين النبوة من جديد، وقد عاش معها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات وحدها دون أن يتزوج بامرأة أخرى إلى أن دخل بعائشة رضي الله عنها.

4. السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها:
السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها، هي الوحيدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم التي حفظت عندها نسخة من القرآن الكريم بعد جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ولذلك لقبت بحارسة القرآن، وهي تجْتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده كعب بن لؤي.

مات زوجها خنيس بن حذافة السهمي بجراح أصيب بها في غزوة أحد، فعرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يتزوجها، وكانت زوجته رقية ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم قد ماتت، فرفض عثمان رضي الله عنه ذلك، وأخبره أنه لا يريد الزواج الآن، فحزن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذلك، وذهب يشكو أمره إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له: " يتزوج حفصةَ مَن هو خير من عثمان، ويتزوج عثمانُ مَن هي خير من حفصة"، فتزوج عثمان رضي الله عنه من أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من حفصة رضي الله عنها، وكان ذلك في السنة الثالثة للهجرة.


5. السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها:
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها في السنة الرابعة للهجرة وهي قرشية تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده كعب بن لؤَيّ.

وهي من المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة وإلى المدينة، لكنها مرت ببلاء شديد في هجرتها إلى المدينة، حيث هاجر زوجها الصحابي الجليل أبو سلمة ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها، ومنعتها قريش من اللحاق به، وأخذوا منها طفلها، ومنعوها من رؤيته ما يقارب عاماً كاملاً، فكانت كل يوم تخرج إلى الصحراء تبكيه حتى ردوه إليها، فهاجرت ولحقت بزوجها.

و كانت رضي الله عنها صابرة محتسبة، وقد روى مسلم في صحيحه قصتها عند وفاة أبي سلمة رضي الله عنه، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:" سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ ثُمَّ عَزَمَ اللَّهُ لِي فَقُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ، رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم." وقد كانت أماً لأربعة أطفال عاشوا جميعاً في كنف النبي صلى الله عليه وسلم.


6. السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها:
وهي بنت أبي سفيان، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده كعب بن لؤَيّ.

فعلى الرغم من عداوة أبيها الشديدة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد أسلمت رضي الله عنها، وفرت بدينها إلى الحبشة، فهاجرت هي وزوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ولكنها ما لبثت أن ابتليت ابتلاءً جديداً في الحبشة، فقد ارتد زوجها وتنصر ثم مات على نصرانيته، وبقيت هي مع المسلمين ثابتةً على إسلامها، إلى أن أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام السادس إلى الحبشة من يخطبها له ويطلب من النجاشي أن يزوجه إياها، فكان ذلك، ودفع النجاشي مهرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وأكرمها الله وعوضها بصبرها أن أصبحت زوجة لخير البشر، وأكرمها فيما بعد بإسلام أبيها رضي الله عنها وأرضاها.

المصادر : أ. صالح بن أحمد الشامي

الشيخ : سامي بن خالد الحمود
الموقع الاسلامي اسلام ويب