فضل الصلاة على حياة المسلم

السوسنة - الصّلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشّهادتين ، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاريومسلم . 


ويقول الشّيخ محمود بن الجميل في كتابه حكم تارك الصّلاة ، إن الصّلاة هي صلة العبد بربه ، وكلما صلّى العبد وركع وسجد كلّما اقترب أكثر إلى الله تعالى واستجيب دعاه ، وأصلح الله حاله وأحواله في الدّنيا والآخرة . عن أبي هريرةَ  أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ، فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ رواهُ مسلم.


والصّلاة تخلص المسلم من الهم والحزن ، وتبعث الرّاحة والطمأنينة في قلبه ، وتعينه في المصائب والشدائد ، يقول الله تعالى في محكم كتابه : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46). 

- لكن هناك من يستهين بالصّلاة ، بل إن أكثر المسلمين لا يصلون وأكثر المصلين تركوا الجماعات والجُمع ، فما حكم تارك الصّلاة وما هي عقوبته ؟ 
يقول الشّيخ محمود بن الجميل أن ترك الصّلاة من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، فذنب تارك الصّلاة فاق ذنب القاتل والسّارق والزّاني وأكل الأموال وشرب الخمر ، وتارك الصّلاة متعرض لعقوبة الله وسخطه في الدّنيا والآخرة . 
وعن عقوبة تارك الصّلاة يقول الشّيخ بن الجميل إن أكثر السّلف افتوا بأنه يقتل ، والبعض قال إنه يحبس الى أن يموت أو يتوب ، قال الله تعالى :  فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)  

عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ) ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا . قَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ . رواه البخاري (6924) ومسلم (20) .

و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : . . . فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ ، مُشَمَّرُ الإِزَارِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اتَّقِ اللَّهَ ! قَالَ : وَيْلَكَ ! أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ ؟! قَالَ : ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ . قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ ؟ قَالَ : لا ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي . فَقَالَ خَالِدٌ : وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ ؟! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ ، وَلا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ . رواه البخاري (4351) ومسلم (1064) .


ويقول الإمام ابن الباز إن حكم ترك الصّلاة يحتمل حالتين : الأولى أن يترك الصّلاة جحدًا بها ولوجوبها فهذا كافر كفرًا أكبر ، والحالة الثانية هي أن يترك الصلاة متكاسلًا ومتقاعصًا وهو يعلم بوجوبها وأحكامها ، هنا اختلف العلماء فمنهم من كفره كفرًا أكبر وقالوا إنه لا يجوز تغسيله وتكفينه عند الموت ولا يرثه المسلمين ولا يدفن عندهم لخروجه من الملة والدّين ويعتبر مرتد عن الإسلام  لقوله ﷺ في الحديث الصحيح: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة  رواه مسلم. وقال آخرون من العلماء أنه شرك أصغر ، وهو عاصِ لله ولكن لا يكفر كفرًا أكبر ، ورجح الامام ابن باز القول الاول لما للصلاة شأن عظيم وهي عمود الدّين . 

- ما هي أسباب اختصاص الصلاة بهذه المنزلة ؟ 
1. الصّلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة .

2. فرض الله الصّلاة من السّماء ليلة الإسراء والمعراج .

3. ذكرت في القرآن الكريم عدة مرات بل هي الأكثر ذكرًا من بين العبادات .

4. هي آخر ما يفقد من الدّين ، ولا تسقط عن العبد ما دام عقله معه .

5. وهي فرض على أصحاب العقول المسلمين كافة مهما كانت حالته .وذلك بحسب ما ذكر الشّيخ محمود بن الجميل في كتابه حكم تارك الصّلاة .


 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة