أوصاف الجنة ونعيمها

السوسنة - المؤمن الذي في هذه الدنيا يقوم لصلاة الفجر يترك الطعام والشراب يصلي ويسجد ويركع، يجاهد في سبيل الله يؤذى من أجل الله عز وجل ، والتي تصبر على حجابها وسترها فتؤذى في هذه الدنيا ، والذي ينفق أمواله لله ، متى يرتاح هذا المؤمن؟ ومتى يرتاح العبد في هذه الدنيا ؟ متى تكون الراحة الحقيقية؟ هذا ما عرضه الدكتور الداعية والخطيب نبيل العوضي.

 يكمل الدكتور نبيل العوضي ، لا تكون راحة إلا عندما يضع المؤمن قدمه في جنة الله عز وجل هنالك تكون الراحة، هنالك يكون النعيم، أما في هذه الدنيا فليس هناك نعيم كامل ولا راحة مطلقة الكل يعيش في هذه الدنيا في كبد المؤمن وغير المؤمن، ولكن المؤمن موعود بجنة عرضها السماوات والأرض، فما قصة هذه الجنة وما أوصافها؟ فالجنة بها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.


ويقول الدكتور العوضي في وصف الجنة  : قال الله تعالى : وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)،  تساق كل أمة مع من كانت مثلها في هذه الدنيا، تساق المجموعات الى جنة تتلألأ، ريحها يخرج من مسيرة كذا وكذا سنوات "مسافة" فقط لشم رائحة الجنة كيف بالجنة نفسها، يتقدمهم الأنبياء على رأسهم محمد - صلى الله عليه وسلم - ، المجموعة الأولى وجوههم كالقمر ليلة البدر على رأسهم الأنبياء معهم الصديقين الشهداء الصالحين من هذه الأمة والأمم السابقة يساقون الى جنة لها ثمانية أبواب ليست سبعة كجهنم بل ثمانية، كل باب ما بين طرفه والطرف الآخر مسيرة أربعين سنة .
باب الريان للصائمين ، وباب للمجاهدين ، وباب للمصلين ، وباب للمتصدقين ، لكل ميزة تميز بها المسلم باب، منهم من ينادى من بابين كثيرصلاة وكثير صيام ومنهم من ثلاث ومنهم من أربع ومنهم من ينادى من أبواب الجنة الثمانية كلها مثل أبو بكر الصديق.

أبواب الجنة مغلقة والناس ينتظرون أن تفتح هذه الأبواب لينظروا الى ما كانوا يسمعون به، ليشهدوا ذلك النعيم الكبير، ليخرج أفضلهم وخيرهم خير الأنبياء والرسل سيد ولد آدم محمد - صلى الله عليه وسلم - يخرج من بين الناس لأنه الذي أذن له أن يتقدمهم، فيأتي الى باب من أبواب الجنة والأبواب مغلقة والناس يشهدون فيأخذ بحلقة من حلقاتها فيضرب الباب بالحلقة، يسمعه خازن الجنة رضوان "ملكٌ" يقول من أنت؟ فيقول بكل تواضع وبكل أدب أنا مُحمد ،لا يقول أنا رسول الله أنا نبي الله، فيقول الملك بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك،الجنة لا تفتح إلا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وإذا بالجنة تفتح أبوابها .

قال الله تعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) ، الى الآن ما دخل المؤمنين الى الجنة لأنهم سينادون بأسماءهم وستبدأ الأمم بالحشود تستقبلهم ملائكة الرحمان كلما دخلت أمة من الأمم تناديهم الملائكة فتقول كما في سورة الرعد:" سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) ،  صبركم على الجوع والعطش الآن النتيجة، صبركم على صلاة الفجر وقيام الليل الآن المكافأة، صبركم على حفظ القرءان وتلاوته الآن الأجر، صبركم على الانفاق في سبيل الله وعلى العرق في سبيل الله الآن جاءت النتيجة.

تخيل يا عبد الله أنك دخلت الجنة تخيلي أيتها المؤمنة أنك من أهلها، يعرف أحدنا منزله في الجنة قصره وخيمته كما يعرف منزله في الدنيا يدل طريقه، هل ستذهب الى قصرك مباشرة ، أم أنك تريد أن تمر على خيمتك فترى مافيها أو أنك ستذهب إلى ضفاف الأنهار في تلك الجنة نهر مسكوب يجري، وأنهار من لبن ، وأنهار من خمر، وأنهار من عسل مصفى ، ما أجمل هذه الأنهار وما أحلى هذه العيون ، تخيل أنك تجلس على ضفافها ،عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)، تخيل يا عبد الله أنك تشرب من الكوثر أو من السلسبيل أو من تلك الأنهارالجارية خمر لا يذهب العقل، تخيل نهرًا من لبن أو نهرا من عسل " فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ  " عينك تتلذذ بالمناظر ونفسك كلما اشتهت شيئًا جاء إليك ولا تسعى إليه في الجنة ليس هناك شمس، نور يأتي من سقف الجنان "عرش الرحمان" يأتي من قبله نور يضفي على الجنة كلها " لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً " لا يوجد بها برد، جو جميل معتدل طوال الوقت، ينعم الإنسان ولا يبأس ولا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه، شباب كل الناس أنت وأبآؤك وأجدادك وأولادك في عمر واحد ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة هذه أعمار الناس كلها يدخلون الجنة مع من؟ "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) " الأسرة كلها اجتمعت الأب والأم الجد والجدة الأولاد الأحفاد الأزواج الإخوة والأخوات العوائل كلها اجتمعت كلهم في عمر واحد في سن الشباب يجلسون مع بعضهم " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)  " .

الجنه وصفها وجمالها لا ينتهي ، تحدث عنها الشيخ نبيل العوضي بأرواع الكلام ، ويصفها لنا لنزداد ايمانًا وحبًا وشوقاً ودعاءً لله.

 

 





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة