القاعدة الاقتصادية القراّنية لم يسرفوا .. لم يقتروا قاعدة اساسية في الاقتصاد

السوسنة اسلام - تشكل الاية القراّنية ( لم يسرفوا ... ولم يقتروا )، قاعدة اقتصادية ، و طريقا تمثل الوسطية والاعتدال اللذين هما من جوهر الاسلام . عبر د. منير عبد المجيد - المستشار السابق لمنظمة اليونسكو العالمية والخبير الاجتماعى - عن أهمية الخوض فى هذا الموضوع، وتناوله بالتفكير العميق العلمى والعملى؛ لأنه يهدد مستقبل الأجيال القادمة، ويرجع بالذاكرة إلى ثورة 1952م بمصر التى أعلنت أنها ثورة على الفساد والتخلف والاحتكار، وأنها دشنت برنامجًا طويل الأجل للتقدم والتنمية، لكن الحكم العسكرى الديكتاتورى الذى استولى على مقاليد الأمور لم يعط للشعب فرصة للارتقاء أو استثمار ثروات البلاد بشكل جيد، فظل الشعب يرزح تحت الفقر.

اقرأ ايضا : تغريدات رمضانية 

وفى الوقت ذاته لم يُرب الشعب على القيم الإيجابية التى يدعو إليها الإسلام كالجدية والصدق والتعاون والابتكار. وبرغم مرور 50 عامًا وأكثر على الثورة، فإن حصيلة ما تحقق من إنجازات لم تخف ظهور وانتشار اتجاهات سلبية عديدة فى مقدمتها عدم الجدية، وعدم الالتزام وإهمال البحث العلمى الذى يعد بوابة التقدم. فكانت النتيجة أن احتلت مصر موقعًا فى الثلث الآخر من تصنيف دول العالم من حيث معايير التقدم والنهضة، وفى الوقت ذاته أعلنت المؤسسات والتقارير الدولية أن حوالى 50% من الشعب المصرى يعيش تحت مستوى الفقر، وإذا كانت هذه النسبة تعنى أنه لا مجال لديه للإنفاق الترفى، فإن هناك فئة قليلة تعيش حياة مترفة، سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة، وهذه الفئة حصَّلت ملايين الجنيهات بلا عناء أو مشقة، فلا يقدرون للمال قيمة؛ فينفقونه فى الغث والسمين .... فالقرار غير الصائب يؤدى إلى: - شراء سلع غير ضرورية. - تكرار أو تكدس للسلع الموجودة، وعدم مراعاة أولويات الشراء، وهذا يمثل عبئًا على الأسرة. - الإعلان عن سلع أقل جودة، فيتم التغرير بها وخداعها، فتقع فريسة للمنتج والمعلن غير الأمين...

وفى كتابه (الرزق) ربط الشيخ محمد متولى الشعراوى (رحمه الله) الرزق بالإنفاق والانتفاع به، ففى الحديث الشريف يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يقول ابن آدم مالى مالى، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟» فهذه الأوجه الثلاثة التى حددها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى الحديث هى أبواب الرزق بالنسبة للإنسان، فالإنسان ليس له من ماله إلا هذه الأوجه الثلاثة، ثم بعد ذلك ما يملكه ليس رزقه ولا ماله، إنما هو مكلف - دون أن يدرى - بمهمة توصيل أقدار الله لبعض خلق الله. وأضاف أن الصدقة رزق؛ لأنها ينتفع بها برغم أنها فى ظاهرها أخذ من مال الإنسان المتصدق، لكنها رزق معنوى، ينتفع به الإنسان فى الدنيا والآخرة، وهذا ما يسمى رزق القيم، الذى يحفظ حركة الحياة من الشراسة، والعنف، والظلم، والإسراف الترفى . 

اقرأ ايضا :  المقابر الاسلامية في لقدس