تفاصيل مرعبة ترويها مسلمة بريطانية

السوسنة  -  "لا تغادري المنزل اليوم إلا في حالة الضرورة فقط"..بهذه العبارة كان والد ملك البالغة من العمر 23 عاما يتواصل معها يوميا للتأكيد على سلامتها.

 
تقول ملك: كان والدي يحرص على إجراء هذا الاتصال بعد واقعة الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، بحسب ما نقلته بي بي سي عربي.
 
وعن سبب ذلك تضيف ملك: "في أعقاب هجوم نيوزيلندا، تلقت منظمة "رصد الهجمات المعاية للمسلمين"، المعروفة باسم"تيل ماما" أي (أبلغ ماما) ، بعد أسبوع من إطلاق النار على المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، أضعاف عدد حالات الإبلاغ عن ارتكاب جرائم بدافع الكراهية أكثر من متوسط العدد الذي تتلقاه أسبوعيا.
 
وأضافت أنه نفس الشيء الذي حدث في أعقاب هجمات "ويستمنستر" و"لندن بريدج" في عام 2017، حيث سجلت حالات الإبلاغ عن جرائم بدافع الكراهية في نفس العام في مدينة مانشستر الكبرى، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سيدات وأطفالا على وجه التحديد خلال حفل موسيقي، زيادة تجاوزت 500 في المائة، وفقا لأرقام الشرطة الرسمية.
 
وتابعت قائلة : وعلى الرغم من تراجع عدد الحوادث المبلغ عنها منذ حدوث تلك الهجمات، يبدو أن الإسلاموفوبيا عموما تفاقمت خلال العشرين عاما الماضية.
 
ووفقا لأرقام حكومية في عام 2018 وحده، سجل عدد جرائم بدافع الكراهية الدينية زيادة بواقع 40 في المائة في شتى أرجاء بريطانيا، يستهدف أكثر من نصفها المسلمين.
 
وأكدت ملك في حديثها : سأكون كاذبة إن قلت إن سماع مثل هذه الإحصاءات لم يجعلني خائفة،  لكني أرفض الانعزال، فبالنسبة لي كون المرء مسلما لا يعني هوية ثقافية فحسب، بل هو عدم الخوف في مواجهة الكراهية.
 
وأوضحت أنها  كانت تسوّق لوالدها بعض الأكاذيب البيضاء، ، حيث عشت حياتي بطريقة معتادة: أحضر فصولا دراسية وأشارك في أنشطة السياسة الطلابية وأذهب لتناول القهوة مع الأصدقاء.
 
وعن الأيام التالية للهجوم، تقول : نظمت أمسية لنحو 60 شخصا في نوتينغهام، وأردت أن أتيح للمسلمين مساحة نستطيع من خلالها التواصل فيما بيننا ونشاطر بعضنا ما نشعر به جميعا كناجين وحزانى على أولئك القتلى، والتعامل مع الخوف المكبوت بداخلنا من أن تكون المساجد هي الهدف التالي.
 
 واستطردت في حديثها : أنا نشأت في شرقي لندن، في منطقة يسودها سكان ينتمون إلى الطبقة العاملة من الآسيويين والمسلمين وعلى الرغم من وجود الكثير من المساجد والأغذية "الحلال" في متاجر السوبر ماركت المحلية، إلا أنني قضيت سنوات طفولتي ومراهقتي أعيش في كنف عنف مناهض للمسلمين.
 
وأضافت أنه عندما  حدثت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011  في أمريكا، كنت أبلغ من العمر خمس سنوات، وأتذكر أنهم كانوا يطلقون عليّ أسماء في ساحة اللعب في المدرسة، وفجأة فقدت الشعور بالأمان.
 
وتابعت قائلة : بعد أربع سنوات حدث هجوم السابع من يوليو عام 2005 في لندن، ، حيث أتذكر الشعور بصدمة والخوف من أن يحدث أي شيء كهذا بالقرب من منزلي.
 
 وأوضحت أنه بدأ التنمر في المدرسة وتسميتي "بن لادن" أو "إرهابية"، ولم تقتصر الهجمات على الإساءة اللفظية فقط، بل أحيانا كنت أذهب إلى منطقتي وأسرتي بإصابات جسدية واضحة. كما أشارت إلى أنه في مناسبات قليلة، كانت الاعتداءات سيئة حقا، وينتهي الأمر بي في المستشفى.
 
وعندما التحقت بعد ذلك بمرحلة التعليم الثانوية، وعانيت من اضطرابات في الأكل، ومازلت أعاني من اكتئاب ومشكلات نفسية أخرى حتى يومنا هذا.
 
وأضافت أنه صل التنمر في المدرسة إلى حد كونه أصبح كالكابوس، حيث  كنت أعاني من عجزي عن تكوين أصدقاء والحفاظ على الهدوء في الفصل، منوهة  كنت أخاف من أن أطرح رأيا في أي قضية.
 
وأكدت ملك في حديثها : لا أستطيع حصر كم عدد المرات التي اضطررت فيها إلى توضيح الأمر، نعم أنا ارتدي الحجاب بمحض اختياري،  ولم أُجبر على ارتداء الحجاب،  كنت محظوظة بعدم الاعتداء عليّ في حرم الجامعة وأنا أرتديه.