الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ - أبو الهيثم محمد درويش

الذين يمنعون الحقوق الواجبة ويبخلون عن إخراج زكواتهم ولم يكنفوا بالمنع بل حضوا الناس على منع العطاء ونشر الخير في المجتمع, هؤلاء ممن ذمهم الله تعالى حيث أشار إلى مكانتهم في الآية السابقة لهذه الآية وهو قوله تعالى : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.
 
فهؤلاء غرتهم دنياهم وفرحوا بها وتكبروا على العباد ومنعوا العطاء وأوقفوا فعل الخير ولم يكتفوا بل نشروا دعوتهم التي بنوها على الشح وإيقاف انتنشار التكافل والعطاء في المجتمع.
 
هؤلاء لن يضروا الله شيئاً ولن يؤثر بخلهم على الأمة فالله هو الغني وهو المستحق للحمد والثناء , عطاء الله لا ينفد ولو منع أهل الشح كلهم العطاء.
 
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)} [الحديد]
 
قال السعدي في تفسيره:
 
{ {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } } أي: يجمعون بين الأمرين الذميمين، اللذين كل منهما كاف في الشر البخل: وهو منع الحقوق الواجبة، ويأمرون الناس بذلك، فلم يكفهم بخلهم، حتى أمروا الناس بذلك، وحثوهم على هذا الخلق الذميم، بقولهم وفعلهم، وهذا من إعراضهم عن طاعة ربهم وتوليهم عنها، { {وَمَنْ يَتَوَلَّ } } عن طاعة الله فلا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئا، { {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} } الذي غناه من لوازم ذاته، الذي له ملك السماوات والأرض، وهو الذي أغنى عباده وأقناهم، الحميد الذي له كل اسم حسن، ووصف كامل، وفعل جميل، يستحق أن يحمد عليه ويثنى ويعظم.