{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ - أبو الهيثم محمد درويش

وعيد من الله لكل من غرته نفسه ودنياه فابتعد عن طريق مولاه , سأحاسب الجميع عن الفتيل والقطمير ولا محاباة وإنما هو العدل , فليستعد أهل العداء والإجرام والاستكبار, وليستعد أهل المعاصي والغفلة فيوما ستزداد الحسرات والندم ولات حين مندم , وليستعد المؤمن الطائع بزيادة الطاعة ليفرح بلقاء الله وجزائه.
 
قال تعالى :
 
{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)} [الرحمن]
 
قال ابن كثير في تفسيره:
 
قال البخاري : سنحاسبكم ، لا يشغله شيء عن شيء ، وهو معروف في كلام العرب ، يقال لأتفرغن لك " وما به شغل ، يقول : " لآخذنك على غرتك " .
 
وقوله : ( أيها الثقلان ) الثقلان : الإنس والجن ، كما جاء في الصحيح : " يسمعها كل شيء إلا الثقلين " وفي رواية : " إلا الجن والإنس " . وفي حديث الصور : " الثقلان الإنس والجن "
 
{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32)}
 
أي فبأي الآلاء يا معشر الثقلين من الإنس الجن تكذبان؟ قاله مجاهد وغير واحد ويدل عليه السياق بعده أي النعم ظاهرة عليكم وأنتم مغمورون بها لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها فنحن نقول كما قالت الجن المؤمنون به اللهم ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد وكان ابن عباس يقول لا بأيها يا رب أي لا نكذب بشيء منها قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يستمعون "فبأي آلاء ربكما تكذبان".