ابو البصل: الوصاية الهاشمية هي الحصن الاخير للدفاع عن المقدسات

السوسنة  -  قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالناصر أبو البصل، إن الحصن الأخير الذي نجتمع خلفه في الدفاع عن المقدسات، هي الوصاية الهاشمية، والأوقاف الإسلامية الحامية على مدى التاريخ منذ أن بدأ الوقف الإسلامي، حفظ الأرض والمكان والبناء والثقافة، وحفظت الارتباط العقدي الإيماني في هذا المكان المقدس.

وأضاف في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني ، أن الحماية الأولى، من خلال وزارة الأوقاف، هي الحماية الثقافية العقدية الإيمانية، بارتباطنا بالمسجد الأقصى المبارك، والأوقاف الإسلامية في القدس، مشيرا الى أن الاستراتيجية التي تقوم بها الوزارة بالتعاون والتنسيق مع كل المؤسسات ذات العلاقة، تشتمل على الحماية المادية والمعنوية والقانونية.
 
وأوضح أن الخطة المعنوية تشمل الثقافية والإيمانية التي يجب أن تدخل ضمن الخطط الوعظية والإرشادية، وتدخل ضمن المناهج الثقافية والتربوية، في كل أماكن العالم الاسلامي أجمع.
 
وتشمل الخطة أن يكون هناك وفود كثيرة من وزارات أوقاف الدول الاسلامية من حيث الارتباط بالمسجد الأقصى، مشيرا الى أن التركيز في مؤتمر القدس 1، تم على الوجود البشري، بدعوة العالم الإسلامي وأبنائه الذي يطلبون الزيارة الى القدس، بأن تقوم الوزارة بتسهيل عملية الزيارة لهم، بإزالة العوائق الثقافية التي ارتبطت بأمور تاريخية نحو إبعاد الناس عن المسجد الأقصى المبارك، بدعوى أن هذه الزيارة عبارة عن تطبيع.
 
وقال إن هدفنا في مؤتمر طريق القدس 2، هو تفعيل ما اتفق عليه في طريق القدس 1، في الفتوى الأولى، وأيضا فتوى مجمع الفقه الاسلامي أيضا، بهدف وضع العالم أجمع، وخاصة العالم الاسلامي بصورة التحديات التي تواجه المسجد الأقصى المبارك والاوقاف الاسلامية في القدس.
 
وأشار الى التنسيق المباشر بين الأوقاف الاسلامية والأوقاف المسيحية في القدس، والتعاون الكامل فيما بينهما، فيما يخص الامور المتداخلة بينهما هناك.
 
وأكد أن معيار تقييم من يقف معنا ليس بتعداد المؤسسات وأصحاب الرأي وغير ذلك من الأشخاص، بل فيمن يقف مع الأردن ووزارة الاوقاف، ويقف مع الوصاية الهاشمية للحفاظ على الأقصى، ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية، وهو من يقرر أن يكون بنفسه على أرض القدس، ويضع نصب عينيه نصرة المسجد الأقصى وإعماره بالزيارة، وإسناد المرابطين حوله.
 
من جانبه قال المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك، الدكتور وصفي الكيلاني، إن إعمار المسجد الأقصى تكون اولا بالعمارة الانسانية والمد البشري، التي هي العمارة الأساسية الحقيقية التي هي وظيفة المسجد التي جعلها الله لجميع عباده المسلمين .
 
وأضاف، حتى يتمكن الحجاج والزوار والمصلين المقدسيين والفلسطينيين والمسلمين من أداء عباداتهم يوميا بالشكل الصحيح، لا بد من العمارة المادية التي هي غاية في الأهمية للحفاظ على البعد الديني أولا للمسجد الأقصى، كأهم بعد في العمارة التي تعني أنها لا تنحصر في مكان محدد، بل في الحرم الشريف كاملا، بالإضافة الى محيطه من أسوار ومقابر ومئات الملكيات والعقارات الوقفية المرتبطة على المسجد الأقصى.
 
وأشار الى أن السنوات الثلاث الأخيرة كانت سنوات صعبة، ارتكبت فيها قطعان المستوطنين أبشع أنواع الانتهاكات للمسجد الأقصى، الذي أقيمت في ساحاته لأول مرة في التاريخ صلوات وطقوس يهودية، ودخلته عنوة أعداد كبيرة من المستوطنين، ولكن رغم عتمة هذه السنين، الا أنه في الجانب المضيء، هناك أكثر من 40 مشروع إعمار هاشمي، فيما يخص كل جوانب الإعمار المختلفة.
 
ونوه بالمؤسسات الاعلامية في العالم، التي تقف دائما مع الأردن وتساند الحق الفلسطيني والحق الاسلامي في المسجد الأقصى، وتؤيد في أن تبقى القدس اسلامية مسيحية لا يجوز تغيير الوضع القائم فيها .
 
من جهته أشار مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الى أهمية البعد الاقتصادي المتمثل في بتوفير ألف موظف في دائرة أوقاف القدس، يعيلون عائلات تتكون من آلاف الأفراد، وأثر ذلك في دعم وإسناد رباط المقدسيين في المسجد الأقصى وحوله.
 
وتحدث وزير شؤون القدس في فلسطين المهندس عدنان الحسيني، عن تطورات الأحداث وتوالي القرارات الأمريكية الظالمة، التي تلت اعتراف الادارة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل، بشكل يخالف ما دأبت عليه الادارات الأمريكية السابقة، بشكل وفر الغطاء والأجواء المناسبة للحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة، لتسريع عملية تهويد مدينة القدس في كافة المناحي والقطاعات، بشكل فيه الكثيرة من الشدّة والتعسّف من أجل ترسيخ حالة اخراج القدس من قضايا الحل النهائي.
 
وأكد أن كل المحاولات لتقليص الثقل الديمغرافي الفلسطيني في القدس، فشلت، رغم الهجمة الاستيطانية الشرسة والمكثفة في القدس ومحيطها، مشيرا الى أن المقدسيين يمثلون قرابة 40 بالمئة من سكان القدس.
 
ووصف الحسيني الوصاية الهاشمية ودائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، بأنها تجسّد عنوانا كبيرا في تشكيل هوية القدس والمجتمع المقدسي الذي يلتف حولها بأكمله ويحافظ عليها وعلى دورها، داعيا الى توفير كل وسائل الدعم لدائرة الأوقاف لكي تكون دائما قوية.