صفات رسول الله الخلقية والخُلقي

السوسنة - اجتمعت العديد من الصفات الخَلقية والخُلقية برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان الرسول مثالاً يُحتذى به في أخلاقه النبيلة والسامية مع زوجاته وأصحابه.

ومن أبرز هذه الصفات ، أنه كان مربوعاً أي انه ليس بالطويل ولا القصير، وكان رسول الله ازهر اللون أي انه ابيض فيه حُمرة، واكحل العينين، وسيم أي أنه حسن الجمال، أزج الحاجب؛ أي رقيقاً في طوله، وأنه كان صادقا في أفعاله وأقواله ونياته مع المسلمين، إذ لقبه الناس بالصادق الأمين.

وكان رسول الله هو أعظم الناس أخلاقا، فكان يصفح ويسمح ويعفو عن الناس بقدر الاستطاعة، ومن القصص الواردة في ذلك عفوه عن رجلٍ أراد قتله وهو نائمٌ، قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ هذا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي، وأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وهو في يَدِهِ صَلْتًا، فَقالَ: مَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلتُ: اللَّهُ، -ثَلَاثًا- ولَمْ يُعَاقِبْهُ وجَلَسَ)، بالإضافة إلى كرمه وجوده وعطاؤه، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).
 
كذلك كان متواضعا، كما أمره الله -سبحانه-، وكان يجلس بين الصحابة دون أن يميّز نفسه بأي شيءٍ، ولا يترفّع على أي أحدٍ منهم، إذ كان يخرج في الجنائز، ويزور المرضى، ويجيب الدعوة، وحفظه للسانه وعدم نطقه بالسيء والقبيح من الأقوال، فقد رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا، ولَا لَعَّانًا، ولَا سَبَّابًا، كانَ يقولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: ما له تَرِبَ جَبِينُهُ)، ويحترم الكبير ويعطف على الصغير، فكان -عليه الصلاة والسلام- يقبّل الأطفال ويحنو عليهم، إضافة إلى حيائه من ارتكاب الشرور من الأعمال، وبذلك لا يقع العبد بأي عملٍ لا تُحمد عواقبه.