ما هو موقف علماء الدين الاسلامي من داعش ؟

 على ضوء ما يحدث بالعراق وسوريا من أنتهاكات في حق تلك الشعوب على يد أمراء تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام “داعش” كان لعلماء المسلمين موقفا ودور امن خلال أصدار البيانات وحث الشعوب والشباب السوري والعراقي على المقاومة والجهاد للدفاع عن اراضيهم لتحريرها من قبضة “داعش” واليكم بعض تلك المواقف :_

 
رئيس رابطة علماء الشام
 
وصف رئيس رابطة علماء الشام الشيخ أسامة الرفاعي، أمراء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بأنهم “لا يخافون الله تبارك وتعالى، ويستبيحون دماء المسلمين”، موضحا أن “استباحة دماء المسلمين توصلهم إلى الكفر”، مشددا على أن التنظيم “عنده تكفير وتطرف شديد، ولكن البلية أنهم اخترقوا من المخابرات السورية والإيرانية والعراقية”.
 
ودعا الرفاعي، في حوار أجراه مع مراسل الأناضول “طبقة أمراء التنظيم، إذا إرادوا أن يعرفوا الحق، بأن عليهم العودة إلى العلماء الإثبات الراسخين، وإلى كتاب الله وسنة رسوله، في تعظيم دماء المسلمين وحرمته”، لافتا إلى “قضية تكفير واستباحة دماء المسلمين، هو ما نخوفهم فيه من الله”.
 
وأمل الرفاعي من “عامة الشباب الذين لا يعرفون دين الله جيدا في تنظيم داعش، ولا يفرقون بين الحق والباطل، وإنما اخذوا بشيء من الحماس والعواطف، بأن يهديهم الله”، مخاطبا إياهم “بأن يعودوا إلى الله، ولينظروا إلى أخوانهم المجاهدين في البلاد، وينضموا إليهم، ويتركوا الفئة الباغية ( يقصد داعش)، وقتالها كما يقول الله، حتى تفيء إلى أمره”، على حد تعبيره.
 
واعتبر الرفاعي أن كثيرا من العمليات التي تجريها داعش، باتت بترتيب المخابرات المشتركة (السورية والعراقية والإيرانية)، لذا فإن التنظيم يعتبر بتصرفاته، مفرزة من مفارز النظام، الموجودة في الشمال السوري”.
 
و نفى الرفاعي التواصل مع قيادات حزب الله، قائلا “إن قيادات حزب الله كما نعرفها ويعرفها السوريون واللبنانيون، هي قيادات متعصبة، ومنغلقة، ومرتبطة في قراراتها وتصرفاتها بالقيادة الإيرانية، ولا تخالفها قيد أنملة، بل قد تكون أكثر تعصبا من القيادات الإيرانية، وحزب الله وغيره لم نبادرهم بسوء، والشعب السوري بادره بالخير، ولم يكن يظن الغدر منهم، وليس منة عليهم، لأن المنة لله عز وجل، بل نحن نذكرهم بمواقف الشعب السوري”، معتبرا أنهم “لم يكونوا أهلا لهذا الاحسان، ويقابلونه بالقتل، ولا يمكن حوارهم لأنهم مرتبطون بالإيرانيين”، على حد وصفه.
 
وأضاف متابعا “إيران هي طرف في الصراع، وتحتضن بشار الأسد، بل لإيران مطامع في سوريا، وتستخدم الأسد كوسيلة للاستيلاء على البلاد، وبشار الأسد وطائفته بنظر ملالي إيران، هم كفار وفق كتبهم، بل يستخدمونهم كمطايا، من أجل الهيمنة على سوريا، من أولها إلى آخرها”.
 
فتوى الهيئات الإسلامية السورية:
 
الهيئات الإسلامية في سوريا قالت أنه منذ اليوم الأول من إعلان تنظيم “دولة العراق الإسلامية” ضمّ الشام إلى دولتهم المزعومة، والمصائب تتوالى على أهل الشام من جراء أعمال وتصرفات هذا التنظيم
 
وأكدت أنهم أظهروا الغلو في التكفير، وأشاعوا التخوين والاتهام” بالصحوات” لمن يخالف منهجهم أو لا يقبل بدولتهم، فكفَّروا الكتائب المجاهدة، وسفكوا الدم الحرام، واستحلوا أخذ أموال المسلمين بحجة قتال الجماعات المنحرفة، وأشغلوا الناس عن مقارعة النظام، ونشروا الحواجز التي ضيَّقت على الناس معاشهم وامتحنتهم في عقائدهم ودينهم، فأشاعوا الخوف وعدم الاستقرار،و أن أفعالهم مشابهة لأفعال الخوارج الأولين، الذين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم، فقد اجتمع في هؤلاء من صفات الخوارج من تكفير المخالفين لهم، وقتل أهل الإسلام، مع المكابرةِ وردِ الحقّ، ما يجعلهم يُلحقون بهم حكمًا، بل قد فاقوهم في صفات الغدر، والخيانة، ونقض العهود، وتضييع الأمانات- على حد وصفها .
 
كما اعتبرت الروابط العلمية والهيئات الإسلامية في سوريا ما يقوم به تنظيم “داعش “أعمال خارجة عن دين الله، وعدوان على المجاهدين والمدنيين”، في سوريا.
 
وقال بيان وقعته كل من (رابطة العلماء السوريين ، رابطة علماء الشام ، رابطة خطباء الشام ، الهيئة الشرعية في محافظة حلب ، هيئة الشام الإسلامية ، هيئة العلماء الأحرار في سوريا ، الملتقى الإسلامي السوري ، جمعية علماء الحرد في سوريا) إن ما يقوم به هذا التنظيم من قتل بغير حق، واعتداء على الأموال والممتلكات، ليس من الجهاد الإسلامي في شيء، بل هو عون للنظام المجرم على المجاهدين، وإفساد في الأرض، وطعنة للثورة في ظهرها ،مطالبة المجاهدين من كافة الفصائل والتيارات بأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر في تعاملهم مع هذا التنظيم.
 
وحرمت الانتساب إلى داعش، والقتال تحت رايتهم، على حد ماوصفته بأنه راية عملية مشبوهة، لا يعرف قادتها ولا ممولوها، ولا أهدافها ولا غاياتها، وإن كان الظاهر أنهم يرفعون شارة التوحيد.
 
وقد دعت الهيئات الإسلامية السورية في بيان لها تنظيم قيادات الدولة إلى أن تفئ إلى الحق ،وأن تصحح الأخطاء والمخالفات ، والأ يحل لأتباعها و جنودها البقاء في هذا التنظيم طالما بقيت هذه الأخطاء .
 
كما حملت تنظيم الدولة مسئولية الأنتهاكات والجرائم نتيجة أستمرارها في بغيها وعدوانها وكذلك تحملها تبعات ما تلجأ إليه الفصائل الأخرى من أعمال دفاعا عن الأنفس و الأرواح والممتلكات .
 
وأهابت بمكانة أهل العلم ممن لم تزل لهم كلمة مسموعة عند تنظيم الدولة أن يقولوا كلمة الحق دون مواربة ،والإ يهابوا السكوت خشية من الفتنة حيث أن الفتنة صارت في السكوت .
 
كما دعت داعمي الجهاد في سوريا أن يتقوا الله ويتحرروا في توجية اموالهم وأموال المسلمين ،حتى لا تكون سببا في سفك دماء المسلمين ،والفت في عضد المسلمين .
 
كما أشادت في نهاية البيان بحرص الكتائب التي وقع البغي عليها على ضبط النفس والبحث عن كل وسائل التسوية والإصلاح .
 
ثورة شعبيه عراقية
 
اصدر الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ القرضاوي بيان قال فيه أن ما يحدث في العراق من أنهيار شامل لقوى العسكر والشرطة والأمن لم يأت من فراغ ،ولا يمكن أن يفسر الإ على انه جاء بسبب ثورة شعبية.
 
وقد دعا البيان إلى سرعة تأليف” حكومة وحدة وطنية”،محملا حكومة المالكي مسئولية ما يحدث في العراق.
 
بينما جاء رد الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق على بيان الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقوله “إن أعتبار ما جرى ثورة شعبية أمر مغاير للحقيقة “
 
وأعتبر أن ما يحدث في العراق هو خيانة قام بها محافظ الموصل وبعض العسكريين”، معتبراً أن “التطوع لمقاتلة داعش يتم في المناطق السنية والشيعية على السواء. ان هناك استجابة واسعة لحمل السلاح جانب الجيش، كما ان اتصالات مع عدد من العلماء الكبار لاتخاذ موقف موحد ضد “الدواعش”. وقال الملا إن اجتماع رجال الدين والدعاة حول موقف موحد ضد داعش أمر مهم لتحقيق النصر على تلك الجماعة التي لا يمكن ان تمثل السنة بالعراق بأي شكل.
 
بيان” نيسان” حول داعش
 
وقد أعلنت شبكة العلماء العراقين في الخارج “نيسا” في بيانا لها تضامنها مع أبناء شعبها فى العراق بكل طوائفه ،بالأخص ذوى الشهداء والمهجرين وضحايا ما وصفته بالهجمة الأرهابيه الشرسه التي تقودها داعش المدعومة من قوى خارجية تريد تمزيق العراق ونهب خيراته . كما أستنكرت الأعمال الأجرامية والقتل والعشائى والارهاب رافضة لتلك الأعمال البربرية التي تشهدها مدينة الموصل وتكريت ،ودعت القيادات السياسية بالعراق إلى حوار شامل للوقوف صفا واحدا للدفاع عن الوطن .
 
هيئة علماء المسلمين بالعراق
 
وقد أصدرت هيئة العلماء المسلمين في العراق حول أحداث الموصل بيان تبارك فيه للثوار _ علي حد وصف الببيان _ بكل فصائلهم هذه الأنتصارات الباهرة التي لها تقر العيون وتطمئن القلوب ،وأكدت أن المهمة لم تنته بعد وحثت على ملاحقة الظالم وتطهير أراضي العراق منه .
 
وأضافت إلى عاتق الثوار مهمة جديدة وهى الحفاظ على الأمن والأستقرار في محافظة نينوي ،كما دعت الشباب القادرين على حمل السلاج والألتحاق بصفوف الثوار .
 
وطالبت اهل مدينة الموصل في العراق تقديم الدعم الكامل للثوار، وإبداء الخدمة لتشكيلاتهم وتقديم العون لهم، وعدم الوقوع في فخ الشائعات المغرضة أو في دائرة الخوف والارتباك، وعدم ترك منازلهم إلا من يشير عليه الثوار بذلك، كما عليهم أن يتابعوا جميع بيانات الثوار وإرشاداتهم، ولاسيما بيانات المجلس العسكري العام، وليتذكروا أن التاريخ سيذكر وقفتهم بكل فخر واعتزاز
 
موقف علماء العراق بالبصرة
 
. أكدت جماعة علماء العراق في محافظة البصرة، أن العراق يتعرض لهجمة “تكفيرية ضالة” تسعى لاقتطاع جزء من العراق وجعلها منطلقاً لنشر “الارهاب” في كافة انحاء البلاد والدول العربية،مشدداً على أن اهل السنة والجماعة هم ضد تنظيم “داعش” قولا وفعل.
 
وقال عضو الجماعة الشيخ محمد امين في حديث لـ”السومرية نيوز”، إنه “اذا اراد أي إمام أو معمم في العراق أن ينسب ما يحدث في الموصل إلى السنة فهو واهم”، مشيراً الى انه “لا احد يستطيع ان يتكلم باسم اهل السنة.
 
وأكد امين ان “اهل السنة في البصرة يساندون القوات الامنية بمختلف صنوفها واشكالها مساندة كاملة في قتالها ضد داعش وضد اي مكون يسعى لاقتطاع قطعة من العراق ويجعلها منطلقا لنشر الارهاب في كافة انحاء البلاد والدول العربية.
 
خوارج لا يمثلون الدين
 
أصدرت رابطة علماء وخطباء محافظة نينوي بيان تدعو فيه المواطنين إلى رفض تنظيم داعش فكرا وعملا ،والتعاون مع قوات الجيش والشرطة لمنع داعش من احتلال المناطق السكنيه.
 
وتابع البيان أنه على المواطنين عدم التعامل مع داعش وفروعها ووصفها بأنها” مجموعه مريضه لاهم لهم سوي سفك الدماء بأسم الإسلام والتخريب.
 
وذكر البيان أن رجال الدين أتفقوا على أن يكونوا أول من يتصدى لتنظيم داعش لحماية أرواح الناس.
 
وقد قال نائب رئيس المجمع الفقهي في مدينة الموصل، الشيخ عبد الكريم شعبان لموطني إن هناك اتفاقا كاملا من قبل رجال الدين ومجلس الافتاء والمجمع الفقهي بالموصل على الحاجة لرفض داعش والتخلص من وجوده في المدينة.
 
وأوضح شعبان أن “هجمات داعش الإرهابية تأتي تحت ذريعة اقامة العدل والإسلام وهم أبعد الناس عن العدالة والإسلام ونحن كرجال دين نعلن انهم خوارج لا يمثلون ديننا أو طائفتنا السنية.
 
موقف الأزهر الشريف إزاء الأحداث في العراق
 
دعا الأزهر الشريف جميع الأطراف العراقية إلى أحياء مفهوم التوافق بين فئات المجتمع الوطني،مهيبا بجميع المسئولين بذل أقص ما في وسعهم للحيلولة دون أزهاق أرواح المواطنين الأبرياء أيا كانت أنتماءاتهم المذهبية أو العرقية أو الطائفية أو الجغرافية بما في ذلك ضرورة التصدي بكل الوسائل لأي تحريض قد يطال أو يمس الرموز أو المؤسسات ودعا “وقي الله العراق الشقيق شر المكائد والفتن والهام شعبه وقياداته حسن البصيرة وسواء السبيل ،والحرص على الوفاق الوطني أو المؤسسات الدينية حفاظا على وحدة الأمة.
 
عبد المجيد الشاذلي وداعش
 
في ظل إعلان “داعش ” عن نيتها في ضم سيناء إلى قبضتها لتكون جزء من الخلافة الإسلامية التي تنوي أقامتها
 
رأى عبد المجيد الشاذلي ،إمام أهل السنة والجماعة ،في تصريحات سابقة لمحيط قبل وفاته أن “الخطورة تكمن في أن بعض الإسلاميين يريدون إقامة خلافة في سيناء أو غزه ويقولون خلافة أسلامية ، الإ أنها خلافة شكلية لا تغني ولا تسمن من جوع ، لأنها غير قادرة علي حماية أي شيئ ، وهو لا معقول العبثي ، وأنا ارفض الا معقول العبثي هذا في الحقيقة ، وفي ظل هذا الرفض نعلن علي حفاظنا علي سيادة كل الدول الإسلامية علي حدودها الإقليمية الموجودة حاليا بدون أي تدخل ، ولا نريد ملوك طوائف او خلافة طوائف ، القوة والتقدم قبل أي شيء أخر”.
 
وقد طرح عبد المجيد الشاذلي تصورا له عن الخلافة الأسلامية المعاصرة تتمثل في “الصورة الأولي صورة مثل الإتحاد الأوروبي تماما ، حلف مثل حلف الأطلنطي ، مفوضية أوروبية عملة واحدة سوق مشتركة جواز واحد وأن تكون علي من يرغب في ذلك من الدول ، ولا تكون مثل الجامعة العربية او التضامن الإسلامي وتكون صورة فقط وشكل ، ولا تطبق قرراتها”.”
 
أما الصورة الثانية فهي الصيغة القديمة أو أقرب لها ، أن يكون خليفة واحد ، خليفة تفويض وليس خلافة تنفيذ ، اتحاد إقليمي فيدرالي ، أو دولة مركزية فيدرالية، مثل ألمانيا حكومات متعددة كل حكومة لها برلمان وهكذا نظام لا مركزي ، السياسة العامة والدفاع تبع النظام المركزي وتابع كل ذلك لمفوضية الأوربية.