الاسلام براء من الارهاب .. الادلة والبراهين

تتردد في وسائل الإعلام الغربي بلسان صهيوني دعاية تسعى لربط الإسلام والمسلمين ‏بالإرهاب والتطرف، ونجد ذلك واضحا بالربط بين الإسلام والإرهاب بما نسمعه عن ‏المجازر التي تحدث في الجزائر بأنها من المتشددين الإسلاميين أو من الأصوليين ‏الإسلاميين، وهذه التسمية في الحقيقة مغالطة كبيرة، فليس هناك رابط بين ما يفعله ‏هؤلاء والإسلام بل إنهم يقتلون المسلمين. الرابط الحقيقي هو بين الإرهاب والصهيونية ‏أقرب إلى الواقع والحقيقة، فالصهيونية واليهودية لهما مبادئ وشرائع تنص على ‏الإرهاب وغدر من لا يدين بدينهم أو يعارض شريعتهم. ‏
 
ما هو الإرهاب ؟ ‏
 
حاولت الأمم المتحدة في إحدى دوراتها بوضع تعريف للإرهاب، ولكنها لم تصل إلى ‏نتيجة بسبب الاختلاف في الفكر حول الإرهاب، فالأعمال الوطنية يعتبرها المعتدي ‏إرهابا له، ويعتبرها المدافع عن حقه وشرفه بطولة وتضحية، ولا يزال مفهوم الإرهاب ‏غير واضح ولا أدل على ذلك مثل قولة رئيس وزراء فرنسا عن محاربي حزب الله ‏بأنهم إرهابيون، وهم الذين يحاربون العدو الإسرائيلي الذي كان متواجدا في أرضهم ‏اللبنانية!! إنه أمر مناف لطبيعة الأشياء والواقع، فالفرنسيون أنفسهم كونوا عصابات ‏لطرد الغازي الألماني من فرنسا وكانوا لا يتورعون عن قتل الألماني حيثما وجدوه، ‏وكان الفرنسيون يسمون هذه العصابات بالأبطال!!‏
 
‏ وقد ألف الدكتور سليمان عبد الرحمن الحقيل كتابا عن الإرهاب أسماه حقيقة موقف ‏الإسلام من التطرف والإرهاب وهو في هذا الكتاب يشرح ما هو الإرهاب، وما هي ‏نظرة الإسلام للإرهاب، ويثبت بالأدلة الشرعية والتاريخية أن لا علاقة بين الإسلام ‏والإرهاب، بل إن الإسلام يحارب الإرهاب ويحرمه. ‏
 
 
وصدور هذا الكتاب من المملكة العربية السعودية ووجود شهادات من مراكز الثقل ‏الديني فيها هو إثبات آخر على نفي الإرهاب عن الإسلام، فهذه الدولة هي قلعة الإسلام، ‏ولو أن الإرهاب مقبول ومشروع لما حاربته هذه الدولة الإسلامية الأولى في العالم بل ‏لدافعت عنه. ‏
 
يقول الكاتب الإرهاب هو في حقيقته اعتداء موجه ضد الأبرياء من الرجال والنساء ‏والأطفال أو التهديد بهذا الاعتداء، أو أية وسيلة أخرى من وسائل الإزعاج وإقلاق راحة ‏الآخرين وسلبهم أمنهم وطمأنينتهم، وهو مرفوض كل الرفض في نظر الإسلام لا يجوز ‏الإقدام عليه ولا المساهمة فيه ولا التخطيط له ولا التستر عليه لا من حكومات ولا من ‏أفراد ولا من مؤسسات أو جماعات مهما كان وصفها أو صفتها ويستدل الكاتب بآيات ‏عديدة من القران الكريم تسند كلامه عن الإسلام فالله يقول ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة. ‏‏. ‏
 
ويقول تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ويقول تعالى من أجل ذلك كتبنا ‏على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس ‏جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. ويجد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ما يسند هذا ‏الدفاع عن الإسلام ويورد أحاديث عديدة منها قوله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ‏وقوله صلى الله عليه وسلم من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه ‏وأمه . ‏
 
في هذا الكتاب يحاول المؤلف وينجح في التفرقة بين أمور قد ينظر إليها أنها إرهاب أو ‏تطرف بينما هي من مبادئ الالتزام بالواجبات الشرعية والكف عن المحرمات والابتعاد ‏عنها، وهو من جماع الدين وليس من قبيل التطرف كما يتبادر الى ذهن البعض. ‏فالقصاص من القاتل وعقاب المجرمين الجسدي ليس إرهابا كما يزعم رجال القانون ‏الغربي، إذ أن هذا العقاب هو بسبب فعل جريمة واعتداء على آخرين، أي انه جزاء فعل ‏ارتكب ضد بريء، والحكمة من هذا الجزاء هي محاربة الإرهاب وعقابا للإرهابيين ‏وليس إرهابا. ‏
 
وتطبيقا للشريعة الإسلامية فقد رفضت حكومة المملكة العربية السعودية التعامل ‏بالتعاطف مع مختطفي الطائرة الروسية التي حطت في مطار المدينة المنورة في عام ‏‏2001م ظنا من الخاطفين أنهم في ملجأ هنا في بلد الإسلام، ولكنهم نسوا أن الإسلام ‏يحارب فعلهم وعملهم في ترويع الأبرياء وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وكان من ‏الممكن للدول الغربية أن تستعين بالإسلام لكي تحارب الإرهاب. قسم المؤلف كتابه الى ‏أربعة فصول: الفصل الأول: حقيقة موقف الإسلام من التطرف الفصل الثاني: حقيقة ‏موقف الإسلام من الإرهاب الفصل الثالث: السلام في الإسلام والأسس التي يقوم عليها ‏الفصل الرابع: موقف المملكة العربة السعودية من التطرف والإرهاب في ضوء الكتاب ‏والسنة. إن كلمة إرهاب كلمة أسيء استخدامها وأصبحت ترمى جزافا، فنجد أن حكومة ‏إسرائيل التي ترهب الفلسطينيين العزل وتدخل إلى أراضيهم وتهدم بيوتهم وتقتلع ‏أشجارهم وتقتل النساء والأطفال منهم تقول إنها تحارب الإرهاب!!. إن أي سياسة أو ‏تعريف أو قرار حول الإرهاب يمكن أن يكون لها تأثير وقبول عندما تتعامل بها الدول ‏بعيدا عن التعصب الديني أو الحزبي أو الإخفاقات السياسية الدولية التي ينتج عنها ‏ضحايا من المقموعين أو المنكسرين الذين لا يستمع أحد لأصواتهم إلا إذا كان مصاحبا ‏للمدافع والنار والدمار للأبرياء. تعريف بالمؤلف: الدكتور سليمان عبد الرحمن الحقيل ‏درس في المملكة العربية السعودية وفي الأزهر وفي أمريكا وحصل على شهادة ‏الماجستير، وحصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود وهو أستاذ بها حاليا. ‏وله عدة أبحاث قيمة والعديد من المؤلفات بلغت 18 مؤلفا منها حقوق الإنسان في ‏الإسلام والرد على الشبهات المثارة حولها وله أيضا الإسلام ينهى عن الغلو في الدين ‏ويدعو إلى الوسطية.‏