حكم استعمال مكبرات الصوت لقراءة القرآن والأذكار في الأماكن العامة

السوسنة - قال تعالى في سورة الأحزاب: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} واستنادا إلى هذه الآية وبحثا عن الأجر والثواب، يقوم البعض باستخدام السماعات الخارجية ومكبرات الصوت في الأماكن العامة، لقراءة القرآن وترديد الأذكار.

وقد تتسبب الأصوات المرتفعة إزعاجا وأذى صوتي للناس، لهذا يتساءل البعض عن حكم استعمال السماعات لقراءة القرآن والأذكار في الأماكن العامة.

الإفتاء توضح حكم استخدام السماعات في الأماكن العامة لقراءة القرآن

أجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، عن حكم هذا الأمر وأكدت أن الإسلام حثّ على ذكر الله، ورتب عليه أجراً عظيماً، استنادا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى) رواه الترمذي.

ونهى الله تعالى عن الغفلة من ذكره وقراءة القران، {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 1].

ورغم أهمية الذكر، وأجره الكبير الا أن ترديدها بصوت مرتفع، سواء من قبل الأشخاص أو مكبرات الصوت التي سبب الازعاج لعامة الناس فهذا الأمر منهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ بِهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ) [موطأ الإمام مالك].

هذه الأماكن مسموح فيها تشغيل السماعات بالذكر

ويشترط عند تشغيل هذه الأجهزة أن يكون الصوت مناسباً لطبيعة المكان الذي توضع فيه، فيجوز تشغيل الذكر بصوت مرتفع بالأماكن التي ينعدم فيها الهدوء، ومعروفة بكثرة الضجيج كالأسواق وبعض المتنزهات وغيرها، بحيث لا يتسبب بالأذى للآخرين.

أما الأماكن العامة والسكنية التي تنعم بالهدوء، والتي فيها معاش الناس ومنامهم لا يجوز تشغيل القرآن والذكر بصوت جهوري، لأن السكينة مطلوبة، وقد يكون فيها النائم والمريض والمصلي.

إقرأ أيضا: