لأول مرة في أوربا .. دليل لحماية المسلمين من العنصريين

 وضعت ناشطة أوربية دليلاً إرشادياً هو الأول من نوعه في تاريخ أوربا، ويتضمن جملة من التوجيهات حول كيفية تقديم الحماية والمساعدة للمسلمين في حال تعرضوا لأية انتهاكات أو إساءات أو اعتداءات على خلفية عنصرية بسبب ما يسمى "الإسلاموفوبيا"، كالاعتداءات التي تستهدف السيدات المحجبات أو من يرتدين البوركيني على الشواطئ.

ويستلهم الدليل الإرشادي الخطوات والنصائح من الهجمات ذاتها والمضايقات التي تتعرض لها المسلمات بسبب حجابهن في بعض الأماكن بأوربا، بما يتضمن نقلاً لتجربة التضامن معهن من مكان لآخر، خاصة في أعقاب الفيديو الذي تم تداوله في أوربا مؤخراً لتجربة اجتماعية قام بها نشطاء بريطانيون، ويظهر منه كيف يستطيع الناس في المكان ذاته منع وقوع انتهاكات عنصرية ضد المسلمين في حال كانوا إيجابيين، وتحركوا لحماية المسلمة التي ترتدي الحجاب عند تعرضها لمضايقة ما.

ومنذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي تقول المنظمات التي تراقب الهجمات المعادية للمسلمين، إن هذه الانتهاكات الناتجة عن "الاسلاموفوبيا" سجلت ارتفاعاً حاداً بنسبة وصلت إلى 326% مقارنة بما كانت عليه قبل الاستفتاء. أما في مختلف أنحاء القارة الأوربية فارتفعت هجمات الكراهية التي تستهدف المسلمين منذ ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش في أماكن مختلفة من أوربا، خاصة في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا.

ووضعت الناشطة ماريا شيرين يانير، البالغة من العمر 22 عاماً، دليلاً إرشادياً يشرح الخطوات التي يمكن تقديمها لحماية المسلمين في حال تعرضهم لجريمة كراهية، أو انتهاك على خلفية عنصرية، وكيفية التضامن معهم، وهي على النحو التالي:

أولاً: اذهب إلى الضحية فوراً، وابدأ الحديث الودي معه/ معها وتجاهل المهاجم، فإذا كنت في وسيلة نقل عام يمكن الجلوس إلى جانبه وإظهار الترحاب به ومواساته حتى لا يشعر بأنه وحيد وأن من حوله يؤيدون ما يتعرض له من هجوم عنصري.

ثانياً: تحدث مع الضحية عن أي موضوع عشوائي، افتح معه/ معها نقاشاً حول الموضوع حتى تمكنه من تجاهل كلام المهاجم العنصري، حيث يمكن أن تتحدث مع السيدة المحجبة عن الطقس أو عن فيلم جديد في السينما.

ثالثاً: باستمرار الحديث الودي إلى الضحية تنشأ "مساحة آمنة" له، وتتيح له/ لها الاطمئنان، وواصل الحديث والنظر إلى الضحية، فهذا سيدفع المهاجم إلى الشعور بتجاهله من قبل الشخصين، وهو ما سيؤدي به إلى الانصراف من المكان، والتوقف عن الهجوم الكلامي ضد الشخص المسلم أو السيدة المحجبة.

رابعاً: عليك مواصلة الحديث الودي مع الضحية لحين إيصالها إلى مكان آمن، والتأكد من مغادرة المهاجم المكان، وذلك لضمان ألا يتطور الهجوم الكلامي إلى عنف مادي، ورافق الضحية إلى مكان آخر أو مكان آمن لو اقتضى الأمر.

يُشار إلى أن القوانين في أوربا تحظر بشدة التمييز ضد أي شخص بسبب الدين أو المذهب أو الأصل أو اللون أو العرق، لكن المنظمات الأهلية تسجل العديد من الانتهاكات بين الحين والآخر، إلا أن النسبة الساحقة من هذه الانتهاكات لا تتضمن العنف ولا تتطور إلى الإيذاء البدني، وإنما تقتصر على الإيذاء المعنوي بالكلام، وعادة ما يكون الاستهداف للسيدات المحجبات اللواتي يرتدين ملابس تدل على انتمائهن الديني.