ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان

السوسنة - أبو عبد الله عثمان بن عفان الأموي القُرشي ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة الذين بشرّهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، ومن أوائل الذين دخلوا إلى الإسلام. يُلقب بذي النورين، لأنه تزوج من إبنتيّ الرسول، حيث تزوج من رقية وبعد وفاتها تزوج من أم كلثوم. كان أول من هاجر إلى الحبشة، من ثم تبعه المهاجرين. وهاجر عثمان إلى المدينة المنورة، وكان محل ثقة الرسول، الذي كان يحبه لحيائه وأخلاقه.

وُلد عثمان بن عفان – رضي الله عنه - في الطائف، بعد عام الفيل بست سنوات وذلك سنة 576م، أبوه عفان ابن عم أبي سفيان بن حرب، وأمه هي أروى بنت كريز التي أنجبت شقيقته آمنة بنت عفان. في الجاهلية كان عثمان غنياً ويُعد من أشراف قريش، واحكمهم وصاحب رأي فيهم، وكان محبوباً بينهم. لم يسجد عثمان بن عفان للأصنام ولم يشرب الخمر، وكان على علم بالأنساب والأمثال وأخبار الأمم السابقة.

اهتم عثمان - رضي الله عنه- بالتجارة التي ورثها عن والده، وكان كريماً جواداً، ومن كبار الأثرياء في مكة، وكان يُكنى في الجاهلية بأبو عمرو، ولما وُلد له عبد الله من رقية بنت الرسول، كنّاه المسلمون أبا عبد الله.


صفات عثمان بن عفان:
من صفاته الخَلقية كما ورد في كتاب البداية والنهاية لإبن كثير، أن عثمان كان متوسط الطول، لون بشرته سمراء، كبير اللحية، كثير الشعر، عظيم ما بين المنكبيّن. ومن صفاته الخُلقية، حُسن المُجالسة، وشديد الحياء، ولم يكن يوقظ نائماً، وقد كان عثمان بن عفان كثير الإحسان والحُلم.
إسلامه:
بعد أن دعاه أبو بكر الصديق للإسلام، أسلم عثمان وهو في عمر الرابعة والثلاثين، فكان بإسلامه من السابقين، فهو رابع من أسلم من الرجال بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة.

أبرز ملامح سيرة عثمان بن عفان:
أرسله النبي- صلى الله عليه وسلم - مبعوثاً لقريش، بعد نزول المسلمين في الحديبية في العام السادس للهجرة، ليبلغهم نوايا المسلمين بعدم الرغبة في قتالهم، وحرص المسلمين على احترام المُقدسات، فهم أتوا فقط لأداء مناسك العمرة ومن ثم العودة إلى المدينة.
جهزّ عثمان ثلث جيش المسلمين، الذي كان يتجهز لغزوة تبوك.

اشترى عثمان بئر رومة بعشرين ألف درهم، وجعلها للفقير والغني وابن السبيل.

بعد أن ضاق المسجد النبوي بالناس في عهد الرسول، وتَقرر توسعته، اشترى عثمان قطعة أرض مجاورة للمسجد بخمسة وعشرين ألف درهم، ومن ثم اُضيفت للمسجد من أجل التوسعة، حسبما ورد في صحيح سنن النسائي.

في عهد أبي بكر الصديق، كان عثمان من أهل الشورى في كبار المسائل، وكان أميناً عاماً للخلافة.

وفي عهد أبي بكر، حصل في المدينة قحط وغلاء للأسعار، وكانت لعثمان قافلة غذاء قد عادت للتو من الشام، فجعلها صدقة على فقراء المسلمين.

في عهد عمر بن الخطاب كان الناس إذا أرادوا أن يسألوا عمر مسألة، طلبوها من عثمان، فقد كانت مكانة عثمان من أمير المؤمنين عمر مثل مكانة الوزير من الملك، وجاء في بعض الروايات أن عثمان هو من اقترح على عمر فكرة الديوان وكتابة التاريخ.

عثمان هو من أشار على عمر بأن تبدأ السنة الهجرية من شهر مُحرم.

بعد تولي عثمان الخلافة في سنة 24هـ، أعلن عن سياسة مالية عامة، على الأسس التالية:
1. عدم الإخلال بالرعاية، عن طريق جباية الأموال.

2. أموال الجباية يتم وضعها في بيت مال المسلمين.


3. إعطاء المسلمين حقوقهم من بيت المال.

4. يجب أن يعمل الجُباة بإمانة ووفاء.

أخذ عثمان بمشورة الصحابة في تعيين الولاة، وقام بضم عدد من الولايات لبعضها من أجل مصلحة المسلمين، فضم ولاية البحرين إلى البصرة، وضم بعض ولايات الشام إلى بعضها.

كان عثمان ينظر في خصومات الناس بنفسه، ويستشير القضاة كعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وغيرهم من الصحابة، في بعض الأحكام.

جَمع عثمان القرآن في مصحف واحد، بعد مشاورة الصحابة.

توسعت الدولة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان، فتم فتح مناطق ارمينية وخراسان وكرمان ومصر وشمال أفريقيا وقبرص.

وفاة عثمان بن عفان:
تولى عثمان بن عفان الخلافة مدة اثنتي عشرة سنة، وبدأت أحداث الفتنة التي أدت إلى إغتياله في النصف الثاني من خلافته.

من أسباب تلك الفتنة، الرخاء الذي أثّر على المُجتمع، والتحول الإجتماعي وظهور جيل غير جيل الصحابة، والشائعات التي ذاعت وكانت تذم سياسات عثمان، وكذلك العصبيّة الجاهلية.

بعد حصار حشود الناس الذين قدموا للمدينة من مصر والعراق لدار عثمان، أراد الصحابة قتالهم، وقد رفض عثمان ذلك وأمر بأن لا يُرفع سيف للدفاع عنه، حتى لا يُقتل أحد بسببه.

هجم المتمردون على دار عثمان، وقتلوه وهو يقرأ في المصحف، وكان صائماً في ذلك اليوم، واُصيب من الصحابة أربعة واستشهد عدد منهم، أثناء محاولتهم صد هجوم المُتمردين على عثمان، وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35هـ، وكان يبلغ من العمر 82 عاماً، ودُفن في البقيع ليلة السبت.
 

 





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة